أربع حقائق عن طيور النورس ستجعلك تقع في غرام هذا الطائر سارق رقائق البطاطس العنيد
أيا كان ما يفعله هذا الطائر معك، سواء يسرق منك رقائق البطاطس أو يقف على طاولتك في المتنزه ينعق، فإن طائر النورس من العلامات المميزة في فصل الصيف في استراليا. ولكن ما الذي تعرفه عن هذا الطائر حقًا؟
أكثر أنواع طيور النورس شيوعًا في استراليا هو النورس الفضي (الاسم العلمي: لاروس نوفاهولانديا)، والمنتشر في كل أنحاء القارة. كما يرى الناس في استراليا الجنوبية نورس من نفس الفصيلة أكبر حجمًا وأجنحته داكنة وهو نورس المحيط الهادئ (الاسم العلمي: لاروس باسيفيكس).
وينافس نورس المحيط الهادئ نورس عشب البحر (الاسم العلمي: لاروس دومينيكانوس) الذي استقر في استراليا في الأربعينيات وموجود في كل ولاياتها.
وإليك أربعة حقائق مذهلة عن طيور الناس قد تجعلك تنظر لها بعين أخرى.
1- تعيش طيور النورس في المدن
النوارس طيور بحرية من العائلة “النورسية” وتنتشر حول العالم، ونجد أن مرادف كلمة نورس هو البحر، إلا أنها يمكن أن تعيش في البر، خاصةً في المناطق الحضرية.
وعلى الرغم من أن الحياة في المناطق الحضرية تصعب على الطيور، حيث يكون على الطيور تعلم العيش بين مباني من صنع الإنسان في ظل غياب الموئل الطبيعية. إلا أن النوارس تكيفت جيدًا مع المحيط الخاص بنا المعدّل للغاية. على سبيل المثال، وجدت الأبحاث أن النوارس شديدة التحمل للاضطرابات الحضرية مثل الصخب المروري والضوضاء الصناعية وكذلك حركة السير والسيارات، حتى أنها تكيفت في التعشيش في أماكن على شاكلة أسطح المباني البيضاوية والمسطحة.
تتمتع النوارس بأدمغة كبيرة مقارنة بحجم جسمها، وتشير الأبحاث إلى أن الطيور ذات الادمغة الأكبر تنجح في التكيف مع الموائل المتغيرة وفي استيطان بيئات جديدة.
وفي دراسة مثيرة للاهتمام أجريت العام الماضي لاختبار ذكاء النوارس حلقية المنقار التي غالبا ما توجد في كندا وشمال الولايات المتحدة، علّق الباحثون قطعة من النقانق في خيط ووضعوها داخل صندوق شفاف، ووجدوا أن حوالي 75% من 138 طائر من النوارس التي أجري عليهم الاختبار حاولوا سحب الخيط لتقريب الطعام، ونجح الأمر مع 25% منهم.
تظهر هذه الدراسة النوارس طيور تتمتع بمهارات تخدمها في الحياة الحضرية وهي أنها فضولية وتحاول التغلب على المشكلات.
2- النوارس لصوص مخضرمة في سرقة الطعام
النوارس انتهازية في الطعام، أي انها تجرب تقريبًا أي طعام تصادفه. فالنوارس تشتهر بسرقة الطعام من بعضها البعض وحتى منا، وهو سلوك يعرف باسم “الدغريات أو الطفيليات السارقة”.
وفي دراسة أجريت عام 2019، وجد أن نورس الرنجة المنتشر على طول سواحل أوروبا الغربية والمملكة المتحدة، يدرك نظرة الإنسان، حيث تخطف نوارس الرنجة الطعام سريعًا بمجرد أن يشيح الإنسان نظره بعيدًا عنه.
وفي أبحاث أخرى عن طريقة تفاعل نوارس الرنجة مع الأشخاص التي تتناول الطعام، وجدت أن النوارس تنقر الطعام الممسك به الإنسان في يده أكثر من هذا الذي ليس في يده.
ولدى النوارس الفضية في استراليا قطاعًا عريضًا من الفرائس الطبيعية تتضمن اللاسعات (مثل قنديل البحر) والحبار والحشرات والضفادع والطيور الصغيرة من السبارو والنمانم والنباتات، وحتى القوارض الصغيرة إن أمكنها الوصول إليها.
والنوارس، خاصة النوارس الفضية، عمّال نظافة محترفون، فعادة ما يستغلون مكبات القمامة.، حيث رصدت دراسة أجريت عام 1993 عدد 6000 نورس فضي يغادر في الساعة الواحدة موقع دفن النفايات الحضرية الموجود في مدينة ولوجونج في استراليا.
وفي دراسة أحدث أجريت في 2021، وجدت مستعمرة لتكاثر النورس في جزر دي لا جوارديا في باتاجونيا تتغذى على مكب قمامة داخلي.
3- النوارس تعشش في أي مكان وفي أي وقت
يمكن للنوارس التكاثر طوال العام طالما أن الظروف سانحة والطعام متوفر، وذروة موسم تكاثر النوارس الفضية بين أغسطس ونوفمبر، حيث تضع من بيضة إلى أربع بيضات.
وعادة ما نجد النوارس نائمة ومعششة على الشواطئ المسطحة. وقد تضع هناك بعض أنواع النوارس، ومن ضمنها النورس الفضي الاسترالي، “كشط العش” الخاص بها حيث تكشط أو تخدش الأرض لتصنع منخفض سطحي بسيط تضع فيه البيض الخاص بها، وقد تضع فيه أوراق الشجر والنباتات.
وعلى الرغم من أن النوارس تفضل التعشيش في الجزر، إلا أنها تكيفت على التعشيش في مجموعة من الأماكن لما واجهته من تعدي من التطور الحضري على موطنها. وعشهم البسيط يدل على أنهم بإمكانهم التعشيش في ملاعب الكريكيت العشبية والأشكال البيضاوية ومواقف السيارات والشجيرات المنخفضة بين الصخور والأسطح المنبسطة.
إلا أن الجانب السلبي في التعشيش على الأرض كما في حالة النوارس هو أنها تكون أكثر عرضة لما يجلبه الإنسان من اضطرابات عند جزّ الحشائش وبسبب المارة والكلاب وحتى الألعاب التي يلعبونها بالقدم.
ومع ذلك يبدو أن النوارس تعرف كيف تقوم بالأمر. فوفرة طعام الإنسان تفيد في تربية الطيور، حيث وجدت دراسة أجريت على النوارس الفضية في تسمانيا عام 2008، أن ذكور النوارس التي تعيش في الحضر أثقل وزناً وحجمهم أكبر أكثر من ذكور النوارس التي لا تعيش في الحضر. الأمر المثير للاهتمام أن الدراسة لم تكشف عن أي فرق بين الإناث في كلتا الحالتين.
4- النوارس تعمل في شكل جماعي لمضايقة الأعداء
تعتبر القطط (الأليف والمفترس منها) أحد سلبيات الحياة الحضرية بالنسبة للنوارس، كما تشكل الكلاب والثعالب تهديدًا كبيرًا لهم. وهنا يأتي دور العمل الجماعي حيث تسخدم النوارس تكتيكات دفاع جوي جماعية لإبعاد ما يهددهم.
وواحدة من استرايجيات التكيف هي المهاجمة الجماعية، حيث تجتمع مجموعة من النوارس لمهاجمة عدو محتمل، مثل قطة أو ثعلب، فتحلق بالطيران تجاهه وتجري استدعاءات إنذار إلى أن يختفي العدو.
حتى أن بعض النوارس قد تتقيأ أو تتغوط على المفترس بدقة مذهلة.
- ترجمة: نورهان حسام
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1