ساعد الاكتشاف المفاجئ ل COVID في تفسير قدرة الفيروسات التاجية على التنوع
قد تُساعد رؤى جديدة غير متوقعة حول كيفية غزو COVID-19 الخلايا؛ في تفسير سبب براعة فيروسات كورونا في الانتقال من نوع الى آخر، وستساعد العلماء على التنبؤ بشكلٍ أَفضل بكيفية تطور COVID-19.
طوال فترة الوباء، كان هناك الكثير من النقاش حول كيفية تسلل COVID-19 إلى الخلايا عن طريق استخدام بروتين يسمى ACE2 الموجود في الخلايا البشرية.
ولكن البحث الجديد من كلية الطب يكشف أن ACE2 غير مطلوب للعدوى. بدلاً من ذلك، يمتلك الفيروس وسائل أُخرى يمكنه استخدامها لإصابة الخلايا.
يشير هذا التنوع إلى أن فيروسات كورونا يمكنها استخدام “أبواب” متعددة لدخول الخلايا، مما يفسر على الأرجح كيف أنها جيدة جدًا في إصابة الأنواع المختلفة.
قال الباحث Peter Kasson، MD، P أنّ الفيروس المسبب ل COVID-19 يستخدم ACE2 كباب أمامي لإصابة الخلايا، لكننا وجدنا أنهُ إذا تم إغلاق الباب الأمامي، فيمكنه أَيضًا استخدام الباب الخلفي أو نوافذ أُخرى. هذا يعني أن الفيروس يمكن أن يستمر في الانتشار; لأنهُ يستطيع أن يُصيب نوعًا جديدًا، إلّا اذا تكيف لاستخدام مدخل واحد الى الخلية “الباب الأمامي” على سبيل المثال.
لذلك علينا أن ننتبه إلى الفيروسات الجديدة التي تفعل الشيء نفسه لإصابتنا بالعدوى.
لقد قتل مرض COVID-19 ما يقرب من 7 ملايين شخص حول العالم.
ولحسن الحظ، مع توافر اللقاحات وزيادة مناعة السكان فإن الفيروس لم يعد يمثل التهديد الذي كان يمثله من قبل لمعظم الناس (على الرغم من أنه لا يزال مصدر قلق للمجموعات التي تُعاني من نقص المناعة، وكبار السن أيضًا).
مع انتهاء صلاحية حالة الطوارئ الصحّية العامة الرسمية في الولايات المتحدة في مايو، عاد معظم الأمريكيين -إلى حدٍ كبير- إلى حياة مشابهة لتلك التي عرفوها قبل ظهور الوباء في عام 2019. لكن COVID-19 يستمر في التطور والتغير، ويتابع العلماء مراقبته عن كثب حتى يتمكنوا من اتخاذ إجراء سريع في حالة ظهور متغير أكثر خطورة. كما يواصلون مراقبة فيروسات كورونا الأخرى في حالة غزوها جسم البَشّر وتصبح التهديد التالي للصحة العامة.
كجزء من هذا الجهد، أراد كاسون وفريقه أن يفهموا بشكلٍ أفضل كيف يمكن للفيروس المسؤول عن COVID-19، SARS-CoV-2 أن يدخل الخلايا البَشّرية.
لقد عرف العلماء أن الفيروس يطرق باب الخلية بشكلٍ أساسي من خلال الارتباط ببروتينات ACE2. هذه البروتينات وفيرة على سطوح الخلايا المبطنة للأنف والرئتين.
ومع ذلك، يمكن أن يرتبط SARS-CoV-2 أَيضًا ببروتينات أُخرى. وتساءل العلماء: هل من الممكن أن تُستَخدم تلك البروتينات الأُخرى لاختراق الخلايا؟ كان الجواب نعم.
حيث ACE-2 هو المسار الأكثر كفاءة، لكنه لم يكن الطريق الوحيد. وهذا يشير إلى أن الفيروس يمكن أن يرتبط ويصيب حتى الخلايا التي لا تحتوي على أي مستقبلات ACE-2 على الإطلاق.
يقول كاسون إن هذا الاكتشاف الغير المتوقع قد يساعد في تفسير سبب براعة فيروسات كورونا في التنقل بين الأنواع.
وهذا يفسر ضرورة أن يراقبها العلماء عن كثب.
وقال إن فيروسات كورونا مثل SARS-CoV-2 تسببت بالفعل في حدوث جائحة واحدة والعديد من حالات الفشل الوشيكة التي نعرفها، وهذا يشير إلى وجود المزيد هناك، ونحن بحاجة إلى معرفة كيفية انتشارها وما الذي يجب الانتباه إليه.
*تم نشر النتائج في مجلة العلوم الكيميائية.
- ترجمة: سالي الدروبي
- تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
- المصادر: 1