رُبما تكون المركبة الفضائية قد انفجرت مرة أُخرى، لكنها لا تزال ناجحة
سنبدأ في استخدام عبارة “التفكيك السريع غير المجدول” عندما نكسر شيئًا ما عن طريق الخطأ.
انطلق صاروخ Starship التابع لشركة SpaceX بنجاحٍ في رحلتهِ التجريبية الثانية صباح يوم السبت. ثم انتهى بشكلٍ مُفاجئ بعد 8 دقائق فقط. ولكن في حين أَن انفجار كل من معزز المرحلة الأولى والسفينة قد بددَ الآمال في إِعادةِ روّاد الفضاء إلى القمرِ في عام 2025، إلّا أَن الكثيرين ما زالوا يعتبرون الرحلة التجريبية ناجحة.
ماذا حدث؟
يُمكن سَماع هتافات وصرخات الإثارة من مركز التحكم في مهمة SpaceX خلال البث المباشر لعملية الإطلاق يوم السبت، حيث انطلقت المركبة الفضائية من Star base في تكساس بعد الساعة 7 صباحًا بالتوقيت المحلي (1 مساءً بتوقيت جرينتش). وتعالى الضجيج مرةً أُخرى بعدَ بضعِ دقائق؛ عندما انفصل مُعزّز المرحلة الأولى Super Heavy عن السفينة بنجاحٍ، لينفجر بعد أقل من دقيقة.
وقالت المعلقة Kate Tice: «كما تَرَون، فقد شهد معزز Super Heavy للتو عملية انفجار غير متوقعة، ومع ذلك، لا تزال مركبتنا قيد العمل».
لكن ذلك لم يَدم لفترةٍ طويلة، حيث فُقِدَ الاتصال بالسفينةِ بعد حوالي 9 دقائق. تم الكشف لاحقًا عن إِنهاء المهمة بواسطة أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متن السفينة -لأسبابٍ لم يتم الكشف عنها بعد- مما أَدّى إلى انفجار السفينة.
نجاح جزئي آخر
كان هذا تحسنًا كبيرًا مقارنة بالإطلاق التجريبي الأول في أبريل، عندما اضطرت شركة SpaceX إلى تفجير الصاروخ بعد 4 دقائق فقط من الإطلاق، بعد أَن واجهت شركة Super Heavy عطلًا في المحرك ولم تنفصل. ونتيجة لذلك؛ أدخلت الشركة العديد من التعديلات على كل من المركبة الفضائية ومنصة الإطلاق الخاصة بها، والتي تعرضت للتلف أثناء الاختبار الأول.
كان أَحد الاختلافات الرئيسية هو استخدام “التدريج الساخن” فبدلًا من تشغيل محركات السفينة بعد انفصال المعزز، تعمل محركات السفينة وهي لا تزال متصلة؛ مما يمنحها بعض القوة الإضافية. وكان Elon Musk الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة سبيس إكس، قد وصف في السابق هذا الأمر بأنه «الجزء الأكثر خطورة في الرحلة».
ونظرًا لنجاح هذا النهج في الفصل المعزز -على الرغم من المخاطر- فإن الكثيرين ينظرون إلى هذا الإطلاق باعتباره نجاحًا جزئيًا آخر. يتضمن ذلك نشر SpaceX على موقع X (المعروف سابقًا باسم Twitter) واصفًا عملية الإطلاق بأنها «اختبار طيران متكامل ثانٍ مثير لمركبة Starship».
«مع اختبار مثل هذا، يأتي النجاح مما نتعلمه، وسيساعدنا اختبار اليوم على تحسين موثوقية Starship حيث تسعى SpaceX إلى جعل الحياة متعددة الكواكب».
هل سنصل إلى القمر عام 2025؟
ومع ذلك، فإن نتيجة اختبار يوم السبت ستكون بمثابة خيبة أمل لأولئك الذين يأملون في الهبوط على سطح القمر في عام 2025. فقد أعلنت وكالة ناسا في وقت سابق من هذا العام عن خططها لمهمة Artemis 3 لإعادة البَشّر إلى القمر في عام 2025 والآمال المعقودة تعني الاعتماد على نجاح Starship في ذلك.
كلما زاد التأخير في تطوير المركبة الفضائية؛ زاد احتمال تأجيل المهمة أَيضًا. ناهيك عن أن كِلًا من مرحلتي الصاروخ من المفترض أَن تكون قابلة لإعادة الاستخدام -مما يوفّر أموالًا هائلة للسفر إلى الفضاء- لذا فإن التعامل مع أي “تفكيك سريع غير مجدول” آخر سيكون على الأرجح محور تركيز مهم في المراحل التالية من التعديلات والتحسينات.
- ترجمة: منهل زريقة
- تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
- المصادر: 1