للعلكة الخالية من السكر فوائد صحية مذهلة غير معروفة
ربما سمعت أن تفاحة في اليوم تبعدك عن الطبيب. إنها نصيحة غذائية بسيطة وقابلة للتنفيذ. لكن لم تجد الدراسات علاقة تربط بين استهلاك التفاح وقلة زيارة الطبيب بالرغم من الفوائد الصحية للتفاح.
بينما تظهر الأبحاث الجديدة التي أجريت في المختبر ونشرت في جمعية التغذية الأميركية وجود علاقة تربط بين العلكة الخالية من السكر والنظام الغذائي الأفضل، الأمر الذي يجعل وجودها في سلة البقالة الخاصة بك أمرًا ضروريًا.
اعتمد فريق الباحثين لدينا في جامعة تافتس Tufts University على بيانات الاستبيان الوطني لفحص الصحة والتغذية في الولايات المتحدة (NHANES)، وهي أداة مهمة تستخدمها مراكز السيطرة على الأمراض لفهم الظروف الصحية وحالة التغذية للأمريكيين بشكل أفضل.
كما تعد بيانات NHANES مصدرًا قيّمًا لأبحاث المجتمع العلمي حول موضوعات مثل قياس مستويات الرصاص في الدم، وتقييمات نمو الأطفال، ووظائف الرئة عند مرضى الربو.
لقد حددنا ثلاث نتائج مهمة لمضغ العلكة الخالية من السكر.
أولًا، يرتبط مضغ العلكة الخالية من السكر بنظام غذائي أفضل. إذ أبلغ المشاركون الذين مضغوا العلكة خلال ال 24 ساعة الماضية عن اتباع نظام غذائي يلتزم بشكل وثيق بالمبادئ التوجيهية الغذائية الوطنية أكثر من المشاركين الذين لم يمضغوا العلكة.
على وجه التحديد، يرتبط مضغ العلكة الخالية من السكر بانخفاض تناول السكر المضاف والوجبات الخفيفة. إذ يشير العلم إلى أن مضغ العلكة يعزّز عملية التمثيل الغذائي ولكن الأفضل من ذلك أنه يقلّل شهية الشخص للوجبات الخفيفة وخاصة وجبات الحلويات.
كما تبيّن أن مضغ العلكة قبل تناول الطعام يقلّل من تناول الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية ويقلّل من تناول السكريات المضافة وبالتالي يحسّن النظام الغذائي العام للفرد.
وأخيرًا، نظرًا لأن مضغ العلكة الخالية من السكر يرتبط بوجبات سكرية وخفيفة أقل، فإننا نرى أن مضغ العلكة الخالية من السكر يساعد في إنشاء عادات صحية تبقى مع الأفراد بطريقة تجعل الخيارات الأفضل والأنظمة الغذائية الصحية لا تحدث من فراغ.
لا يعد مضغ العلكة علاجًا سحريًا. ومع ذلك، فإن دراستنا الحالية ليست فقط لإظهار فوائدها أو من أجل اتباع نظام غذائي وتناول كميات أقل من السكر، ولكن من أجل صحتك العامة.
إذ تشير الدراسات إلى أنها تحمي ميناء الأسنان وتقلّل بشكل كبير من تسوس الأسنان. وهذا مهم نظرًا لارتباط أمراض الفم بعدد من الحالات المزمنة الخطيرة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة. كما ترتبط بتحديات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
نحن بحاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب وجود هذه التأثيرات من مضغ العلكة الخالية من السكر بشكل أفضل. ومع ذلك، فإن الآثار المترتبة على ذلك مهمة لمجتمع الرعاية الصحية وأخصائيي التغذية وعامة الناس لتطبيقها في الممارسات المهنية والشخصية.
تلعب اللجنة الاستشارية للمبادئ التوجيهية الغذائية دورًا في جلب هذه الفوائد إلى الأفراد عبر المجتمعات المتنوعة. وستقضي هذه اللجنة معظم عام 2024 في إعداد تقريرها الاستشاري، والذي سيُبلغ عن المبادئ التوجيهية الغذائية للأمريكيين (DGA) التي ستُحدّث قريبًا.
في حين أن الإرشادات الغذائية الحالية مصمّمة لعرض الأشياء التي نستهلكها، فإن العلكة الخالية من السكر تستحق الاهتمام لأنها يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تقليل بعض العادات غير الصحية والشائعة.
لا تدعي إرشادات DGA أن التفاح له أي علاقة بزيارات الطبيب، لكنها توضح أن التفاح فاكهة غنية بالعناصر الغذائية ويمكن أن تقطع شوطًا طويلًا نحو تشجيع استهلاك نظام غذائي صحي.
ذلك يعني أنه في حين أن عبارة «تفاحة في اليوم» لها تأثير لطيف، فإن مضغ العلكة الخالية من السكر يرتكز على حقائق علمية حقيقية وراء فوائدها الصحية.
إنها معلومات جيدة ليستفيد منها أخصائيي الرعاية الصحية وصُنّاع القرارات وكل فرد آخر في بلادنا.
- ترجمة: مجد علي
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1