تجهل الغالبية العظمى ماهية رمز القفل على متصفح الإنترنت، وهذا يعرضنا لمخاطر أمنية!
هل تعلم ماذا يعني رمز القفل في شريط عنوان متصفح الإنترنت؟ إذا كنت لا تعلم، فأنت لست وحدك. يشير البحث الجديد الذي أجريناه أنا وزملائي إلى أن فقط 5% من البالغين في المملكة المتحدة يفهمون أهمية رمز القفل. وهذا يشكل تهديدًا لأماننا على الإنترنت.
يعني رمز القفل على متصفح الويب ببساطة أن البيانات التي يتم إرسالها بين خادم الويب وجهاز المستخدم مشفرة وغير قابلة للقراءة من قبل الأشخاص الآخرين. ومع ذلك، عندما قمنا بسؤال الأشخاص عن معناه، حصلنا على مجموعة متنوعة من الإجابات الخاطئة.
في دراستنا، استطعنا استطلاع شريحة متنوعة من 528 مستخدمًا للويب، تتراوح أعمارهم بين 18 و86 عامًا، وطرحنا عليهم عددًا من الأسئلة المتعلقة بالإنترنت. وجدنا أن 53% من المشاركين يحملون درجة البكالوريوس أو مؤهل أعلى، و22% لديهم شهادة جامعية، في حين كانت النسبة المتبقية بدون مؤهلات تعليمية إضافية.
كانت إحدى أسئلتنا: “في شريط المتصفح جوجل كروم، هل تعرف ماذا يعني أو يمثل رمز القفل؟”.
من بين الأشخاص الذين قاموا بالرد، تبيّن أن 63% منهم يعلمون أو يعتقدون أنهم يعرفون ما يعنيه رمز القفل على متصفح الويب، ولكن فقط 7% منهم أعطوا التفسير الصحيح. قدم المشاركون مجموعة من التفسيرات الخاطئة، حيث اعتقد بعضهم أن القفل يشير إلى صفحة ويب آمنة، أو أن الموقع آمن وخالٍ من الفيروسات والروابط المشبوهة. واعتبر البعض الآخر أن الرمز يعني أن الموقع “جدير بالثقة”، وأنه غير ضار، أو أنه موقع “موثوق”.
تغير رمز القفل في شريط عنوان جوجل كروم برمز جديد يُعرف ب “أيقونة الضبط”.
يمكن أن يسبب عدم فهم رموز مثل رمز القفل مشاكل لمستخدمي الإنترنت، بما في ذلك زيادة المخاطر الأمنية واعاقة الاستخدام الفعال للتكنولوجيا.
تتوافق نتائجنا مع البحث الذي قامت بها جوجل نفسها، حيث قامت في سبتمبر بتبديل رمز القفل برمز محايد يُعرف بأيقونة “الضبط”. ومن خلال ذلك، تأمل جوجل في التخلص من سوء الفهم الذي أحدثه رمز القفل.
ومع ذلك، يثير تحديث جوجل الآن التساؤل حول ما إذا كانت شركات متصفحات الويب الأخرى ستتعاون لضمان أن تكون تصاميمها موحدة وسهلة الاستخدام عبر جميع المنصات.
تطور متصفح الويب
من الواضح أن شركات الويب تحمل مسؤولية كبيرة للحفاظ على أمان المتصفح كبوابة لعالم الإنترنت. إنه الوسيلة التي نعتمدها الآن لزيارة صفحات الويب، وأصبح لا غنى عنه في حياتنا اليومية.
من المثير للاهتمام أن نتتبع تطور تصميم الويب منذ بدايات التسعينات وحتى الوقت الحاضر. في الأيام الأولى، كان الهدف الأساسي هو إنشاء برمجيات تعمل بشكل فعال وتلبي تطلعات المستخدمين في صميم هذا التطور. لكن الأهم من ذلك كان تحقيق تصميمات متسقة وسهلة الاستخدام. كان هناك حماس كبير في تلك الفترة لإبداع تصاميم واجهات الويب التي تجعل التفاعل معها أمرًا سهلاً دون الحاجة للتفكير الزائد في طريقة عملها.
التحدي الحالي يتمحور حول مساعدة الأفراد في التفكير قبل التفاعل عبر الإنترنت. وفي هذا السياق، يثير تصميم متصفح الويب في عام 2023 شكوكًا غريبة، والأسوأ من ذلك, أنه يعرض بشكل غير متناسق في تقديمه عبر مزودي الخدمة المختلفين.
يمكن القول أن ذلك يعود إلى “حروب المتصفحات” التي وقعت في منتصف التسعينات. في تلك الفترة، حاولت شركات مثل مايكروسوفت وشركة البرمجيات السابقة نتسكيب التفوق على بعضها البعض من خلال تقديم منتجات أسرع وأفضل وأكثر تميزًا. أدى هذا السباق نحو التفوق إلى انعدام التوافق والتنسيق بين المنتجات المختلفة.
صعود وانحدار نتسكيب وحروب المتصفحات في التسعينات
التنوع في تصميم المتصفحات قد يؤدي إلى الارتباك والتباس المستخدمين، ويمكن أن يؤثر على فهمهم الدقيق ويخلق شعورًا زائفًا بالأمان. وبالنظر إلى الوعي الواسع الحالي بأن هذا التنوع قد يسبب الارتباك والإحباط وتقليل مستوى الاستخدام، فإنه يصبح ضروريًا تبني نهج موحد وواضح في تصميم المتصفحات.
الأمان على الإنترنت
بصفتي خبيرًا في تفاعل الإنسان مع الحاسوب، أشعر بالقلق إزاء تجاهل بعض شركات المتصفحات المبادئ التوجيهية المعتمدة لتحقيق سهولة الاستخدام. في عالم يفتح فيه متصفحو الويب أبوابًا لمخاطر اجتماعية تتجاوز تلك الموجودة في العالم الحقيقي، يتعين بشكل حاسم إقران نهج ثابت للتعامل مع هذه المخاطر.
كحد أدنى، تحتاج شركات متصفح الويب إلى توحيد جهودها من أجل حماية المستخدمين، أو على الأقل، زيادة وعيهم تجاه المخاطر المحتملة على الإنترنت. يجب أن يشمل ذلك وضع تصميم موحد يوفر تجربة مستخدم آمنة ومحسّنة للجميع.
- ترجمة: نور بكداش
- تدقيق علمي ولغوي: نور بكداش
- المصادر: 1