رجل أمريكي يجري عملية زرع كلية وهو مستيقظ

يقول الأطباء أن القدرة على زراعة الكلى باستخدام مخدِّر موضعيّ فقط يمكن أن تقلل فترة إقامة المرضى في المستشفى، وتجعل العملية في متناول عدد أكبر من الناس.

نجح الأطباء في الولايات المتحدة في إجراء عملية زراعة الكلى لرجلٍ كان مستيقظًا خلال العملية بأكملها.

أصبح «جون نيكولاس-John Nicholas» في 25 أيار/مايو، أول شخصٍ في نورث وسترن ميديسن في شيكاغو يحصل على كلية جديدة بدون تخدير عام، ويعود إلى منزله في اليوم التالي. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه الطريقة في جميع أنحاء العالم، لكنها بعيدة عن الروتين.

وخرج المريض البالغ من العمر 28 عامًا من المستشفى في أقل من 24 ساعة، في حين أن مرضى زرع الكلى عادة ما يبقون في المستشفى لعدة أيام أو ما يصل إلى أسبوع.

أثناء جراحة نيكولاس، حقن الأطباء مخدرًا في السائل الذي يحيط بالحبل الشوكي السفلي. وبحسب البيان، خدَّروه في الوقت نفسه بشكلٍ طفيفٍ من أجل الراحة. يُستخدم التخدير لجعل المريض يسترخي ويشعر بالنعاس دون أن يتسبب في فقدان الوعي.

استغرقت الجراحة أقل من ساعتين، ولم يشعر نيكولاس بأي ألم. وفي مرحلة ما أثناء العملية، تمكن من رؤية كليته الجديدة قبل زرعها في جسده، والتي تبرَّع بها بات وايز (Pat Wise)، أفضل صديق له.

وقال نيكولاس في مؤتمر صحفي يوم الاثنين 24 حزيران/يونيو: «تلك اللحظة بالذات التي رأيت فيها الكلية بين يدي الدكتور ناديج كانت مؤثرة للغاية». وفي غضون 24 ساعة من العملية، خرج نيكولاس من المستشفى.

كان نيكولاس يعاني من مشاكل في الكلى منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، مما أدى إلى حاجته إلى إجراء عملية زرع. وكشفت الأبحاث المخبرية أن الالتهاب كان يُلحق الضرر بكليتيه، ولكن لم يتم تحديد سببه الدقيق.

وفقًا للبيان، بعد عدة أسابيع من الجراحة، عاد نيكولاس الآن إلى نشاطه ويمكنه الاستمتاع بنظام غذائي أقل تقييدًا، بما في ذلك القدرة على تناول البيتزا المفضلة لديه. كان عليه أن يحدَّ من تناول الملح قبل إجراء الجراحة لأن الملح الزائد يمكن أن يكون له آثار ضارة على وظائف الكلى.

وقال نيكولاس: «أعتقد أنني قطعت 10 آلاف خطوة كل يوم في الأسبوع الماضي، ولا أفعل ذلك عادًة. لذا، فأنا بالتأكيد في حالة جيدة».

وقال الدكتور «ساتيش ناديج-Satish Nadig»، أحد الجراحين الذين أجروا عملية الزراعة، في المؤتمر الصحفي أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام التخدير النخاعي والموضعي بدلاً من التخدير العام أثناء زراعة الكلى. ويُستخدم المخدر الموضعي أيضًا في مجموعة من العمليات الجراحية الكبرى، بما في ذلك استبدال المفاصل والعمليات القيصرية.

ومع ذلك، فإن عمليات زرع الكلى التي أنقذت مئات الآلاف من الأرواح في الولايات المتحدة وحدها عادة ما يتم إجراؤها تحت التخدير العام. ويتعين على معظم المرضى أيضًا قضاء عدة أيام إلى أسبوع للتعافي في المستشفى بعد ذلك. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التخدير العام يمكن أن يؤثر بشكل مؤقت على ذاكرة المريض وتركيزه وردود أفعاله.

وقال ناديج أن هذه الطريقة الجديدة تتحدى «الوضع الراهن» لزراعة الكلى، خاصة وأن نيكولاس تعافى بسرعة كبيرة بعد الجراحة. وأضاف أن هذا الوضع الراهن ظل على حاله تقريبًا منذ إجراء أول عملية زرع كلية بشرية ناجحة في عام 1954.

إن تجنب التخدير العام يمكن أن يقلل من مدة إقامة المرضى في المستشفى، مما قد يقلل أيضًا من الوقت الذي يمكن أن يصابوا فيه بالعدوى المكتسبة من المستشفى.

يمكن للطريقة الجديدة أيضًا أن تجعل جراحة زرع الأعضاء في متناول المرضى الذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات التخدير العام. وقال الدكتور «فنسينتي جارسيا توماس-Vincente Garcia Tomas»، طبيب التخدير الذي ساعد في إجراء الجراحة، في المؤتمر الصحفي أن هذا يشمل الأفراد الأكبر سنًا الذين يعانون من درجة معينة من الخلل الإدراكي أو أمراض القلب أو الرئة. إذ يخشى بعض الأشخاص أيضًا من الخضوع للتخدير العام، مما قد يوفر خيارًا بديلًا.

وأشار الفريق إلى أن نيكولاس شاب ولديه عوامل خطر قليلة تزيد من احتمال حدوث مضاعفات بسبب التخدير العام، وأن قراره بالمشاركة في هذه الجراحة الرائدة يمكن أن يساعد في النهاية العديد من المرضى الآخرين الذين قد يكون الإجراء أكثر خطورة بالنسبة لهم.

وقال ناديج: «لقد وضع ثقته فينا، وبفضل جون، فهو يدفع مجال زراعة الأعضاء بأكمله إلى الأمام».

  • ترجمة: سحر محمود
  • تدقيق علمي ولغوي: خلود يوسف
  • المصادر: 1