لم يفت الأوان بعد على جني فوائد الحياة الخالية من التدخين
لا يهم في أي عمر يقلع الشخص عن تدخين السجائر إذ أنه من المرجح أن يضيف ذلك عدة سنوات إلى حياته، وذلك وفقًا لدراسة حديثة أجراها باحثون في كندا والنرويج.
يقول عالم الصحة العامة برابهات جها من مركز أبحاث الصحة العالمية في يونيتي هيلث تورنتو: “إن الابتعاد عن التدخين فعال بشكل هائل في تقليل خطر الوفاة ويمكن للناس جني تلك الفوائد بسرعة ملحوظة”.
جها وزملاؤه يقولون أنه إذا استطاع المدخن الابتعاد عن هذه العادة المسببة للإدمان لمدة تصل إلى عقد من الزمن سيصبح طول حياتهم مقاربًا لطول حياة شخص لم يدخن أي سيجارة طوال حياته.
يواصل مؤلفو الدراسة الشرح بأنه إذا أقلع شخص من أي عمر عن التدخين لمدة أقل من ثلاث سنوات فمن المحتمل أن يتجنب خسارة خمس سنوات من حياته، أما إذا استطاع الشخص الإقلاع عن التدخين لعقد من الزمن فمن المحتمل أن يتجنب خسارة عقد من الحياة، وكلما كان المدخن الذي يقرر إجراء هذا التغيير أصغر في العمر كانت الفوائد المتوقعة بشكل عام أفضل.
تأتي النتائج الواعدة من دراسات رصدية في النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، حيث تابع العلماء لمدة 15 سنة صحة ما يقارب 1.5 مليون بالغ يعيشون في هذه الولايات ذات الدخل المرتفع، وحلل الباحثون الآن في مركز أبحاث الصحة العالمية في كندا وجامعة النرويج البيانات المتعلقة بمخاطر التدخين، ووجدوا أن المدخنين في الدراسة الذين كانوا بعمر أكبر من 40 سنة وأصغر من 80 سنة خسروا ما يقارب حوالي 12 إلى 13 سنة من حياتهم بالمقارنة مع غير المدخنين.
يتفادى الناس الذين ابتعدوا عن التدخين لمدة عشر سنوات كل مسببات الوفاة المتعلقة بعادتهم القديمة كما يتم تفادي مخاطر الوفاة من الأمراض المتعلقة بشكل مباشر بالتدخين، مثل: السكتة الدماغية أو السكتة القلبية أو السرطان.
يقول جها: “معظم الناس يعتقدون أنهم تأخروا جدًا على ترك التدخين خصيصًا في أواسط العمر، لكن هذه النتائج ناقضت وجهة النظر تلك فلم يفت الأوان بعد، وإن التأثير سريع ويمكنك تقليل مخاطر الأمراض الرئيسية مما يعني حياة أطول وأفضل”.
تدعم الدراسات السابقة النتائج الحالية عن فوائد الابتعاد عن التدخين وما يتعلق بذلك من تحسينات هامة في الحياة المتوقعة إذ أنه من الممكن أحيانًا إضافة ما يصل إلى عشر سنوات إلى العمر، وأكد جها وزملاؤه على أرقام مشابهة باستخدام الدراسة الحشدية cohort study، لكن نتائجهم لا تعني أن آثار التدخين قابلة للعكس بالكامل، فخطر الوفاة لأسباب رئوية لم يكن أقل بشكل ملحوظ لدى المدخنين السابقين مقارنة مع غير المدخنين نهائيًا.
يقول الباحثون: “ضرر المجاري التنفسية لفترة طويلة غير قابل للعكس”.
مع ذلك يعتبر الإقلاع عن التدخين الخيار المتاح الأفضل لتحسين صحة وظائف الرئة، على سبيل المثال: إيقاف التدخين لمدة عشر سنوات من قبل أشخاص أعمارهم فوق ال40 سنة يحميهم من خسارة 8 سنوات من العمر بسبب السرطان هذا يعني أنهم متأخرون ب 4 سنوات عن غير المدخنين تمامًا.
بعض البيانات السابقة وجدت أنه بعد عقد من عدم التدخين سينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف مقارنة مع غير المدخنين من نفس العمر أما بعد عقدين يصبح خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو القلبية مماثلًا لشخص لم يدخن أبدًا وتقترح النتائج الحالية أن هذه الفوائد يمكن أن تُدرك في وقت قريب.
يقول جها: “إن مساعدة المدخنين على الإقلاع هي واحدة من أكثر الطرق فعالية لتحسين الصحة بشكل جوهري، يمكن القيام بذلك من خلال التركيز وبدون إصدار أحكام سلبية، مع إدراك أن السجائر صُنِعت لتكون مسببة للإدمان”.
- ترجمة: صبا أحمد
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1