العلاقات الغراميّة تنفّر النّساء أكثر من الرّجال
الكثير ممّن سبق لهم الزّواج لا يرغبون في تكرار التّجربة.
يتمّ الاحتفاء بالزّواج والعلاقات الغراميّة بلا هوادة في الولايات المتّحدة وغيرها من الدّول. حيث تنتشر الحبكات الرّومانسية في الثّقافة الشّعبيّة في كلّ مكان. الأشخاص العازبون والرّاغبون في البقاء وحيدين -أدعوهم “العازبون في الصّميم” -نادرون. يحظى المتزوّجون بصفقات خاصّة أو معاملة أفضل في السّوق ومكان العمل وفي كلّ المجالات الأخرى تقريبًا. تتجلّى النّزعة الفرديّة أيضًا في مئات القوانين الفيدراليّة في الولايات المتّحدة التي تعود بالنّفع والحماية على الأشخاص المتزوّجين قانونيًا فقط.
تظهر استبيانات سابقة بين البالغين في الولايات المتّحدة أنّ أعدادًا كبيرة من الأشخاص غير المتزوّجين أو المتعايشين أو الذين تربطهم علاقة رومانسيّة ملتزمة ليس لديهم رغبة في إقامة علاقة عاطفيّة. وأظهرت دراسة نُشرت حديثًا نتائج مماثلة. وجدت عالمة الاجتماع هانا تيسلر وزملاؤها في جامعة ييل في دراستها تحت عنوان «الحبّ كأولويّة منخفضة: الاختلافات بين الجنسين وتاريخ العلاقات في قيمة الشّراكة الرّومانسيّة لدى الأفراد»، أنّ 39% من العازبين في الولايات المتّحدة أفادوا بأنّ وجود شريك رومانسيّ ملتزم طويل الأمد ليس أمرًا مهمًا إطلاقًا. إلّا أنّهم أضافوا مؤهلًا هامًا: امتلاك خبرة سابقة في العلاقات الرّومانسيّة أمرٌ مهمّ للغاية، وجاءت النّتائج معاكسة تمامًا بالنّسبة للرّجال من المغايرين جنسيًا مقارنةً بالنّساء المغايرات جنسيًا.
المشاركون وخبراتهم السّابقة في العلاقات الغراميّة
تمّ الحصول على البيانات من خلال استبيان للبالغين على صعيد الولايات المتّحدة في عاميّ 2020 و2021. انصبّ تركيز الباحثين على 598 بالغٍ من الجنسين المختلفين الذين كانوا في السّنة الثّانية من الاستبيان إمّا عازبون دون مواعدة أو عازبون ويتواعدون دون وجود علاقة مع شريك رومانسيّ ملتزم. كان متوسّط أعمارهم 50 عامًا. طُرِح على المشاركين سؤالٌ عن مدى أهمّيّة أن يكون لديهم شريك رومانسيّ ملتزم لأمدٍ طويل؛ حيث جرت مقارنة بين الأشخاص الذين قالوا إنّ الأمر غير مهمّ على الإطلاق (39%) وأولئك الذين قالوا إنّه مهمّ إلى حدّ ما.
تمّ فرز المشاركين العازبين إلى ثلاث فئات حسب خبرتهم السّابقة في العلاقات الغراميّة:
الذين لا يملكون خبرةً في الرّومانسيّة إطلاقًا (28%).
لديهم خبرة في العلاقات الرّومانسيّة، ولكنّهم لم يتزوّجوا قطّ (32%).
الذين سبق لهم الزّواج (41%).
ما مدى أهمّيّة العلاقات الرّومانسيّة السّابقة بالنّسبة للرّجال والنّساء؟
من بين الأشخاص غير المتزوّجين الذين لم يكن لديهم علاقات رومانسيّة سابقًا، كان الرّجال أكثر ميلًا من النّساء إلى القول بأنّه ليس من المهمّ على الإطلاق أن يكون لديهم شريك رومانسيّ (40% مقارنةً بما يزيد قليلًا عن 30%) علمًا أنّ الفرق لم يكن ملحوظًا من النّاحية الإحصائيّة.
كانت النّتائج عكس ذلك تمامًا بالنّسبة للذين لديهم علاقات رومانسيّة سابقة. كانت النّساء أكثر ميلًا من الرّجال للقول بأنّ وجود شريك رومانسيّ ليس مهمًا على الإطلاق.
قالت أكثر من 40% من النّساء من بين الذين لديهم علاقات رومانسيّة سابقة ولم يسبق لهن الزواج: إنّ وجود شريك رومانسيّ ليس مهمًا على الإطلاق بينما أكّد ما يزيد قليلًا عن 20% من الرّجال الأمر نفسه.
قالت أكثر من نصف النّساء (حوالي 55%) من بين اللّواتي سبق لهنّ الزّواج: أنّ وجود شريك رومانسيّ ليس مهمًا على الإطلاق بينما قال ذلك ما يزيد قليلًا عن 30% للرّجال.
توجد طريقة أخرى للتّفكير في النّتائج وهي:
بالنّسبة للرّجال المغايرين جنسيًا، من المرجّح أن يرغبوا في المزيد من التّجارب الرّومانسيّة إذا كانت لديهم تجربة سابقة على عكس النّساء فإنّه من غير المرجّح أن يرغبن في المزيد إذا كان لديهن تجربة سابقة. في الواقع، تقول أكثر من نصف النّساء المتزوّجات سابقًا: أنّ وجود شريكٍ رومانسيّ ليس مهمًا على الإطلاق.
ليس لدى الباحثين الكثير لقوله بشأن السّبب الذي يجعل العلاقات الرّومانسيّة السّابقة تبدو منفّرة للنّساء بينما يبدو أنّها تزيد من اهتمام الرّجال بالحصول على شريك عاطفيّ. وأشاروا إلى أنّ النّساء قمن بقسطٍ غير متناسب من الأعمال المنزليّة أثناء الجائحة (إبّان إجراء البحث) بشكلٍ أكبر ممّا كان عليه الحال من قبل.
هناك أدلّة في المقابل أيضًا على أنّ النّساء عادةً أقلّ حماسة من الرّجال في علاقاتهنّ الغراميّة. على سبيل المثال، احتمال مبادرة النّساء بطلب الطّلاق (حوالي 70%) يفوق بكثير احتمال مبادرة الرّجال (حوالي 30%). ومن بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عامًا فأكثر ممّن وقع طلاقهم، تعدّ النّساء أقلّ قابليّة من الرّجال للزّواج أو التّعايش مرّة أخرى.
تعتمد نتائج الدّراسات في العلوم الاجتماعيّة على المعدّل الوسطيّ لكن دائمًا ما يوجد استثناءات. ستكون بعض النّساء أكثر شغفًا بشريكٍ رومانسيّ آخر إذا كان لديهن شريك في الماضي، وسيكون بعض الرّجال أقلّ اهتمامًا.
انعدام الخبرة في العلاقات الغراميّة ليس أمرًا غير مألوف البتّة.
على الرّغم من أنّ هذه القضيّة ليست المحور الرّئيسيّ للدّراسة، إلّا أنّ هناك نتيجة أخرى تستحقّ تسليط الضّوء عليها: في هذه العيّنة الوطنيّة، لم يكن لدى 28% من العازبين علاقات رومانسيّة على الإطلاق.
وجدت أنا وويندي موريس خلال بحثي أنّ العازبين الذين ليس لديهم خبرة في العلاقات الغراميّة يتمّ الحكم عليهم بصورة أشدّ قسوة من العازبين الذين لديهم بعض الخبرة. ما يشعر هؤلاء الأشخاص أيضًا بأنّهم موضع شكّ أكثر. ومن المحتمل أنّهم يشعرون بأنّهم أشخاص غريبون. ولكن، وطبقًا لهذا الاستطلاع، فإنّ أكثر من 1 من كلّ 4 أشخاص بالغين من ذوي الميول الجنسيّة الغيريّة في الولايات المتّحدة ليس لديهم خبرة في العلاقات الغراميّة على الإطلاق.
- ترجمة: مجد علي
- تدقيق علمي ولغوي: الأيهم عبد الحميد
- المصادر: 1