هل السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من السجائر العادية؟

تزيد السجائر الالكترونية التهابات كلّ من: الدماغ، والقلب، والرئتين، والقولون.

ويستعمل أكثر من 12 مليون بالغ في الولايات المتحدة السجائر الالكترونية، وهي أدوات معتمدة على بطاريات تُستعمَل كبديل لا دخاني للتبغ، كما أن معدل الاستخدام الأعلى للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عامًا.

تزيد السجائر الالكترونية التهابات كلّ من: الدماغ، والقلب، والرئتين، والقولون.

إن السجائر الإلكترونية أو Vapes هي مصدر قلق صحي متزايد يرتبط بمجموعة من الأمراض وبالوفاة أيضًا.

وجدت الأبحاث أن الاستعمال اليومي للسجائر الالكترونية قد يرفع الواسمات الالتهابية في أجهزة الجسم المتعددة.

رأى العلماء أن السجائر الالكترونية أحدثت ارتفاعًا ملحوظًا في الالتهاب داخل سُبل المكافأة الدماغية، وهذه التأثيرات تتنوع حسب نكهة السجائر الالكترونية.

اقترحت الدراسة أيضًا أن تأثير السجائر الالكترونية يمتد ليشمل كيفية استجابة أعضاء الجسم للأمراض المعدية مثل SARS-COV-2 .

يستعمل أكثر من 12 مليون بالغ في الولايات المتحدة السجائر الالكترونية، وهي أدوات معتمدة على بطاريات تُستعمَل كبديل لا دخاني للتبغ.

ومعدل الاستخدام الأعلى للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عامًا.

دخن أكثر من 2 مليون طالب سواء بالإعدادية أو الثانوية السجائر الالكترونية على الأقل مرة واحدة في عام 2021، وما يقارب 85% منهم اعتمد السجائر المُنكهة.

لقد أظهرت الدراسات السابقة حول استخدام السجائر الالكترونية على المدى القصير والتي تتضمن تركيز أقل من النيكوتين تغيرات التهابية في الرئتين والدماغ والقلب.

كما كشفت الدراسة الحالية، التي ظهرت في مجلة eLife، عن المزيد من تأثيرات التعرض لدخان السجائر الإلكترونية على أعضاء مختلفة في الفئران، وتقيّم هذه الدراسة مدى مساهمة نكهات معينة للسجائر الالكترونية في مثل هذه التأثيرات.

قادت هذه الدراسة المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة لورا كروتي ألكسندر، وهي أستاذة مساعدة في الطب في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ورئيسة قسم الرعاية الحرجة الرئوية في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدماء في سان دييغو.

تأكيد الأدلة السابقة

إن نتائج استهلاك التبغ على الصحة معروفة سابقًا بشكل جيد، بينما معرفتنا عن نتائج استهلاك السجائر الالكترونية محدودة كونها حديثة نسبيًا.

قال د.سانتوش كيساري في مقابلته مع medical news today: هذه الدراسة تؤكد أن ما نعرفه عن التبغ التقليدي ينطبق على الأجهزة النيكوتينة الحديثة.

الدكتور كيساري هو طبيب أعصاب في مركز Providence Saint John الصحي في سانتا مونيكا في كاليفورنيا، والمدير الطبي الإقليمي لمعهد البحوث السريرية في Providence Southern California وغير مشارك في الدراسة.

ملاحظة الواسمات الالتهابية

ركزت د.كورتي وفريقها على أحد أنواع السجائر الالكترونية المسماة JUUL، وهي نوع مشهور حاليًا في الولايات المتحدة، وأشهر نكهاتها النعنع والمانغا.

لقد عرّضوا الفئران لدخان هذه السجائر 3 مرات يوميًا، ولمدة تصل إلى 60 دقيقة كلّ يوم خلال شهر إلى ثلاثة أشهر.

وجاءت نتائج الأبحاث متضمنة ارتفاعًا في واسمات التهابية متعددة، أكثرها وضوحًا التي في الدماغ.

حيث تم اكتشاف تغييرات في التعبير الجيني داخل منطقة الدماغ المسؤولة عن التحفيز ومعالجة المكافآت.

قد ترتبط هذه التغييرات بدورها بالسلوكيات المسببة للإدمان والقلق والاكتئاب، مما يؤدي إلى المزيد من تعاطي المخدرات والإدمان.

كما أظهرت عينات القولون زيادة في التعبير الجيني الالتهابي الذي قد يشير إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.

ومن ناحية أخرى، انخفضت مستويات الالتهاب في أنسجة القلب، ويعود هذا باعتقاد المؤلفين إلى التثبيط المناعي، مما يجعل القلب أكثر عرضة للإصابة بعدوى.

التأثيرات النوعية للنكهة

في هذا الدراسة، كانت قلوب الفئران التي تعرضت لدخان السجائر بنكهة النعنع أكثر عرضة لتأثيرات الإصابة بذات الرئة الجرثومية مقارنةً بالأخرى التي تعرضت لدخان السجائر بنكهة المانغا.

ووجدت د.كروتي هذا مفاجئًا «هذا يظهر لنا أن المواد الكيميائية المسؤولة عن النكهة تسبب تغيرات مرضية بذات نفسها أيضًا».

وافترضت أنه قد تختلف الاستجابة للأمراض المعدية مثل SARS-COV-2 وهو الفيروس المسؤول عن الإصابة بمرض COVID-19 لدى الناس الذين يستعملون السجائر الالكترونية بنكهة النعنع بشكل متكرر.

كما ذكرت د.كورتي خلال مقابلتها مع MNT أن العلماء يعملون على تطوير «نظام ذو سعة معالجة عالية» يكون بإمكانه كشف العينات السامة بسرعة.

وبينت أنه وفقًا لنتائج الدراسة يجب علينا دراسة كلّ جهاز سجائر الكترونية وكلّ نكهة أيضًا للحد من تأثيرها على الجسم.

هل هذه التأثيرات دائمة؟

أكد د.كيساري أن تدخين السجائر الالكترونية والتعرض لأدختنها بشكل متكرر قد يسبب مشاكل صحية مزمنة وطويلة الأمد، وربما تتضاعف هذه المشاكل مع مرور الزمن.

وأشار إلى أن انخفاض مستوى الالتهاب الذي تسببه السجائر الإلكترونية في الأنسجة المختلفة «قد لا يكون واضحًا من الناحية السريرية كمشكلة على المدى القصير، ولكن يمكن أن يساعد في تفسير الآثار الضارة لمنتجات النيكوتين على المدى الطويل».

ويعتقد أن نطاق الأذى الناتج عن السجائر الالكترونية يعتمد على كفاءة الأنسجة بترميم نفسها.

الدراسات على الحيوانات

يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن الدراسة الحالية على القوارض وليست على البشر، وقد علّقت د.كروتي على هذا قائلة «أعتقد أنه يمكننا الحصول على بيانات كافية من نماذجنا الحيوانية مما سيوفر رؤية كافية -لإبلاغ- الآباء والمنظمين وممارسي الرعاية الصحية».

ويأمل فريقها في التأثير على الصحة العامة من خلال تحديد المكونات الأكثر سمية في أجهزة التدخين الإلكتروني. وإذا سارت الأمور بشكلٍ مثالي، فإن المصنِّعين «سوف يصممون أجهزتهم وسوائلهم بطريقة أكثر أمانًا» مستفيدين من هذه المعلومات.

ولكن تحد المعتقدات الأخلاقية من جدوى الدراسات البشرية على المراهقين، وترى الدكتورة كروتي ألكساندر خيارًا قابلاً للتطبيق «بإمكاننا استخدام الرئيسيات الأخرى غير الإنسان، بأعداد صغيرة، وتعريضهم للدخان بنفس أعمار الطلاب في المراحل الإعدادية و الثانوية، وبذلك نحصل على المعلومات المتعلقة بتأثير دخان السجائر الالكترونية على تطور الرئة، وما إذا كان يزيد أو يغير من خطر الأمراض الرئوية والقلبية الوعائية».

لحظة شفافية

لاحظت المعالجة النفسية ومحامية الصحة العقلية التي تساعد الناس على التعامل مع إدمان المخدرات أو التدخين الالكتروني، وغير المشاركة في الدراسة د. كريستال بورويل نمطًا يتكرر بين مستخدمي السجائر الالكترونية موضحة ذلك بقولها «أرى العديد من الصعوبات العقلية المزمنة والخفيفة لدى من يستعملون السجائر الكترونية، وأجدها أقرب ما يكون للمهدئات، فالتدخين الالكتروني يشعرك مؤقتًا بما يشبه النشوة الطبيعية التي قد تبدو بريئة، ولكنها ليست كذلك».

ومع ذلك، اعترفت الدكتورة بورويل بأنها تحاول حاليًا الإقلاع عن التدخين الإلكتروني هي نفسها وعلى حد قولها «نجد جميعًا طرقًا للتجاوز، بعضها صعبة التكيف، وبعضها الآخر صحي -أنا- أريد استخدام كفاحي الخاص لكي أكون أكثر شفافية، إن قراءة -هذه الدراسة- كانت مفيدة حقًا لأنها أجبرتني على أن أكون صادقة».

  • ترجمة: نور مخلوف
  • تدقيق علمي ولغوي: فينوس شعبان
  • المصادر: 1