ما هو الزيت النباتي المُعدّل بالبروم BVO، ولماذا حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدامه في الأطعمة؟

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) يوم الثلاثاء الموافق للثاني من يوليو/تموز 2024 أنها لن تسمح بعد الآن باستخدام الزيت النباتي المُعدّل بالبروم (BVO) في الأطعمة أو المشروبات بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة الصحية.

لكن ما هو الزيت النباتي المُضاف إليه البروم، وأين يتواجد؟

الزيت النباتي المُضاف إليه البروم هو زيت نباتي مُعدّل باستخدام البروم، وهو عنصر كيميائي موجود بشكل طبيعي، له لون أحمر بني داكن ويكون سائلًا في درجة حرارة الغرفة. يعدّ البروم أكثر كثافةً من الماء ويستقر في الأسفل عندما يُضاف إليه، وعند مزجه مع زيت نباتي، يجعل هذا العنصر الزيت أثقل من الماء. وتجعل تلك الخاصية الزيت النباتي المُضاف إليه البروم مفيدًا لتثبيت بعض المكونات في الماء، مما يضمن توزيعها بالتساوي في السائل وعدم فصلها عنه.

في السنوات الخمسين الماضية، استُخدم الزيت النباتي المُضاف إليه البروم بشكل رئيسي لتثبيت نكهات الحمضيات في الصودا ومشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية. ومع ذلك، استبدلت العديد من شركات المشروبات في الولايات المتحدة بالفعل الزيت النباتي المُعدّل بالبروم في منتجاتها، ووفقًا لما قالته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: «في الوقت الحالي، يحتوي القليل من المشروبات في الولايات المتحدة على الزيت النباتي المُضاف إليه البروم».

بدأت الشركات في استخدام الزيت النباتي المُضاف إليه البروم في الأطعمة في عشرينيات القرن الماضي، قبل تأسيس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. في البداية، أضافت الوكالة هذا الزيت المعدّل إلى قائمتها للأطعمة التي يُعتبر استخدامها «آمنًا بشكل عام» (GRAS). ومع ذلك، أُثيرت المخاوف في الستينيات والسبعينيات بشأن سلامة الزيت بناءً على دراسات على الحيوانات تشير إلى أن تناول هذا المنتج قد يضرّ بالقلب.

ومع ذلك، فإن هذه الدراسات الأولية أجريت على الحيوانات باستخدام جرعات تتجاوز بكثير ما يتعرض له البشر، وأثبتت الدراسات اللاحقة أن الزيت النباتي المُعالج باستخدام البروم لا يضرّ بالقلب. وعلى الرغم من ذلك، في ذلك الوقت، قرّرت إدارة الغذاء والدواء تقييد استخدام BOV. في أواخر الستينيات، فقد الزيت مكانه في قائمة GRAS وقُيّد ليُستخدم كمادة مضافة بكميات صغيرة جدًا (15 جزءًا في المليون).

في السنوات الأخيرة، تحسّنت التقنيات الأمر الذي مكّن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من إجراء دراسات أفضل حول تركيز الزيت النباتي المُعدّل (BVO) في المشروبات وتأثيره على الحيوانات المخبرية. إذ غُذّيت الحيوانات بكميات من BVO تحاكي بشكل واقعي الكميات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان.

لقد أظهرت دراسة نُشرت في عام 2022 أن الجرذان التي غُذّيت ب BVO تتراكم فيها كميات عالية من البرومين في الدم والأنسجة، وتتراكم منتجات تحلّل الزيت في الدهون وأعضاء مختلفة. والنتيجة المثيرة للقلق بشكل خاص كانت أن الجرعات العالية تؤدي إلى تضخّم الخلايا في الغدة الدرقية، وهي غدة تنتج الهرمونات في الحلق. هذه التأثيرات على الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى حالات مثل تضخّم الغدة الدرقية، والتي قد تترافق في بعض الأحيان مع إفراز الغدة الدرقية لكميات زائدة أو غير كافية من الهرمونات.

وبعد دراسات مماثلة، اقترحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنه يجب ألا يُسمح بعد الآن باستخدام BVO في الأغذية. وقالت الوكالة: «إن البيانات الحيوانية والبشرية، بما في ذلك المعلومات الجديدة من دراسات قادتها مؤخرًا ال FDA حول BVO، لم تعد توفّر أساسًا للاستنتاج بأن استخدام BVO في الأغذية آمن».

سيُنفّذ القرار الجديد المعمول به في 2 أغسطس/آب 2024، وبعد ذلك سيكون لدى الشركات عام واحد لإعادة تركيب وإعادة تسمية واستنفاد مخزون منتجاتها التي تحتوي على BVO. لقد تخلّصت بالفعل العديد من الشركات تدريجيًا من ال BVO في منتجاتها، وقالت بعضها، مثل Keurig Dr Pepper، صانعة مشروب Sun Drop لوسائل الإعلام عام 2023، إنها تعتزم التخلص من تلك الإضافات.

قال جيم جونز، النائب المفوض لشؤون الأغذية البشرية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: «لقد أُزيل الاستخدام الوحيد المصرّح به ل BVO من الإمدادات الغذائية استنادًا إلى استعراض شامل للعلوم والأبحاث الحالية والتي أثارت مخاوفًا بشأن السلامة». وأضاف: «سنواصل مراقبة الأدلة المستجدة حول المواد التي استهدفنا إعادة تقييمها، وفي حالات مماثلة لها، إذ لا يعود العلم يدعم الاستخدام المصرّح به بعد الآن، وسنتخذ إجراءات لحماية الصحة العامة».

عند استخدام BVO في المنتجات، يجب ذكره كأحد المكوّنات في المسمّيات، إما باسم «الزيت النباتي المضاف إليه البروم» أو باسم الزيت الخاص الذي عُدّل بالبروم، مثل «زيت فول الصويا البرومي».

فيما يتعلّق باستخدام BVO، قد تسمع ذكر التسمّم بالبرومين. ومع ذلك، يحدث هذا النوع من التسمّم في أغلب الأحيان عندما يستنشق الأفراد كمية كبيرة من البرومين، على سبيل المثال، عندما يعملون في بيئة تحتوي على هذا العنصر بكميات كبيرة. ويسبّب التعرض المزمن للعنصر ما يُعرف ب “البرومية”، وهو حالة أخرى مرتبطة بالبرومين. كانت هذه الحالة شائعة أكثر عندما استخدم الناس البرومين كمهدئ. وهناك حالة واحدة فقط معروفة حتى الآن، إذ تسبّب الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية في التسمّم بالبرومين، لذا فإن ذلك يشكّل خطرًا ضئيلًا للغاية.

  • ترجمة: أحمد العاني
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1