هل تشعر بالقلق حيال شيءٍ تود القيام به؟ إليك الحل
كثيرًا ما نواجه في حياتنا مفترقات طرق حيث نواجه خطر التعرض للرفض. فعلى سبيل المثال، طلبُ ترقيةٍ وظيفيةٍ من مديرك أو التفاوض على شروط عمل جديد أو حتى طلبًا للخروج في موعد غرامي مع أحدهم. وقد يبدو أحيانًا خطر الرفض هذا أكبر مما هو في الواقع، ما قد يدفع البعض أن يحبذوا عدم المحاولة. فبذلك قد أضاعوا فرصة الحصول على الوظيفة والترقية ولم يحضوا بالموعد. لكن هذا سيترك أثرًا ليس بالقليل، فإن الفرص الضائعة ستتراكم وتتضاعف.
لكن ماذا لو كان هناك طريقة لجعل تلقيك للرفض أقل حدةً؟
الحل هو الجمع بين النقيضين.
لنفسر هذا، يظهر بحثنا الجديد أن التفكير بإيجابيات وسلبيات الشيء (وهذا مثال عن الجمع بين النقيضين) يمكن أن يجعل الناس أكثر قدرة على تقبل الرفض. ويُعزى السبب إلى معرفة إيجابيات وسلبيات الشيء يجعل احتمال الفشل في الحصول عليه أقل حدةً وشدة.
في دراستنا الأولى، طلبنا من مجموعة من الأشخاص أن يصفوا لنا عملهم الذي يحلمون به ومن ثم تخيل أنه عُرض عليهم. ثم طلبنا من نصف العدد أن يصفوا ثلاث إيجابيات للحصول على المزيد من أيام عطلة، بينما طلبنا من النصف الآخر أن يأتوا بإيجابية واحدة وثلاث سلبيات للحصول على تلك العطلة. فقد قالوا فيما يخص الإيجابيات «أنه يمكنني أن أحضى بالمزيد من الوقت للراحة»، أو أنهم سيحصلون على «المزيد من الوقت مع العائلة»، ومن ناحية السلبيات فقد قالوا «يمكن للعمل أن يتراكم» أو ربما قد «يفوتون مشروعًا مهمًا بينما هم في المنزل».
ومن ثم سئلوا فيما إذا كانوا يريدون التفاوض على عرض العمل هذا. وكانت النتيجة إن الأشخاص الذين أعطوا إيجابية واحدة وسلبيتان كانوا أكثر استعدادًا للتفاوض على العمل من الأشخاص الذين ذكروا الإيجابيات فقط.
وعلى نحو مشابه، فقد طلبنا في دراسة أخرى من مجموعة من الموظفين بدوام كامل أن يصفوا لنا ترقيةً في وظيفتهم. ثم طلبنا من مجموعة منهم أن يعطونا إيجابيات الترقية، ومن مجموعة أخرى منهم أن يعطوا سلبيات الترقية، بينما طلبنا من المجموعة الثالثة أن تعطي كلًا من الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بالترقية.
فقد كان الموظفين الذين أعطوا الإيجابيات والسلبيات أكثر استعدادًا لطلب الترقية بينما لم يكونوا هؤلاء الذين أتوا بالإيجابيات فقط أكثر استعدادًا لطلب الترقية من أولئك الذين أتوا بالسلبيات فقط.
فلماذا الجمع بين النقيضين قوي وفعال إلى هذه الدرجة؟ ربما لأنه يشكل حاجزًا ضد الخوف من الرفض، فهو يقلل من الاحتمال المتوقع كفاية كي يجعل النتائج السلبية أقل تأثيرًا نفسي بينما يحافظ على الشعور إتجاه النتائج المرغوبة كما هو.
ويمكن تعميم هذا الشيء على الناحية الشخصية أيضًا وليس فقط فيما يتعلق بالجانب المهني.
ففي دراسة أخرى، طلبنا فيها من مجموعة من الأشخاص غير المتزوجين أن يخبرونا عن المشهور المفضل لهم، ومن ثم تخيل أنهم التقوا للتو بشخص يشبهه كثيرًا.
فإن الأشخاص الذين أتوا بإيجابية واحدة وسلبيتان أتجاه التقاءهم بشخص يشبه مشهورهم المفضل كانوا أكثر استعدادًا للطلب من هذا الشخص الخروج في موعد من أولئك الذين طلب منهم أن يعطوا ثلاث إيجابيات.
الدرس المستفاد من بحثنا هذا بسيط جدًا ألا وهو عندما تشعر بالخوف من الرفض، فكر فقط بإيجابيات وسلبيات الحصول على ما تريده. ومن خلال تفكيرك هذا ستجد نفسك أكثر استعدادًا للتفاوض والتحدث.
- ترجمة: تمام حمزة
- تدقيق علمي ولغوي: أنفال سعيد حنّيت
- المصادر: 1