ماذا تعرف عن ظاهرة وداء رينو؟

1. ظاهرة رينو

تحدث هذه الحالة بسبب نقصٍ في التروية الدموية للأصابع والأباخس، وهذا ما يؤدي إلى شحوبها وبرودتها وخدرها. لكن عند عودة التروية قد يحدث فيها وخز وألم. الحالة ليست عضالًا في العادة، عدا بعض الحالات النادرة. ولا يوجد لها علاج نوعي، لكن يمكن القيام ببعض التغييرات في نظام الحياة واللباس والحمية للمساعدة في تحجيم الأعراض.

2. رينو البدئية والثانوية

تحدث رينو البدئية تلقائيًا بلا سبب واضح. أما رينو الثانوية فعرض لمرضٍ آخر أو إصابة موجودةٍ مسبقًا. ولا يمكن لغير الطبيب أن يفرق بينهما. في كلتا الحالتين، ستسمع المرض يسمى «داءَ»، أو«متلازمة» أو«ظاهرة» رينو. وتستخدم هذه المصطلحات عشوائيًا في العادة بلا تمييز الدقيق. لكن داء رينو طبيًا يقصد به الشكل البدئي.

3. الأسباب

ما زالت الأسباب غير واضحة تمامًا. بالرغم من أن رينو الثانوية تحدث بسبب مرض آخر، ما زال الأطباء يجهلون مسبب هذه الأعراض. ما يعلمونه أنها تحدث بسبب تشنجٍ واستجابةٍ مفرطةٍ للأوعية الدموية من البرد، أو الضغوطات، أو الانفعالات الشديدة.

4. رينو البدئية

وهذا الداء أشيع نوع لهذه الحالة. ويحدث غالبًا بين عمر 15 و30 سنة. وهو أهون من رينو الثانوية في العادة. وغير مرتبط بأي حالة مرضية أخرى، وإن أصبت به فمن غير المحتمل أن تصاب بآخر لاحقًا. تكون الأعراض عادةً خفيفةً ولا تشعر أنك بحاجةٍ إلى علاجها. ومعظم الحالات تشفى عفويًا بلا علاج.

5. رينو الثانوية

يظهر هذا النمط في سن متأخرة عادة، قريبًا من سن الأربعين. ويسبب أعراضًا أشد من أعراض النمط البدئي. وأسبابه المحتملة:

  • الأمراض التي تؤذي الشرايين، وما حول الأعصاب، والنسج الضامة خاصةً في يدك أو قدمك.
  • ‏الإصابات أو الحركات المتكررة التي تؤذي الأعصاب حول الأوعية الدموية في يدك أو قدمك.
  • ‏الأدوية التي تخفض ضغط الدم أو تضيّق الأوعية المحيطية.

6. الحالات المسببة الشائعة

يعد تصلب الجلد أهم سبب لرينو الثانوية، وهو مرض التهابي مناعي ذاتي يحدث فيه تصلب للأنسجة الضامة. يمكن أن يسببها أيضًا بعض الأمراض المناعية الذاتية، كالذئبة الحمامية، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو متلازمة جوغرن. وقد يكون لما يلي دور في حدوثها:

  • تصلب الشرايين (التصلب العصيدي).
  • ‏ارتفاع ضغط الدم البدئي.
  • ‏الأمراض الدموية (كثرة خلايا الدم الحمراء، أو وجود الغلوبيولينات البردية في الدم).
  • ‏اضطرابات الغدة الدرقية.

7. الأعراض

تصيب الأعراض أصابع اليدين أو القدمين في العادة، وقد تصيب نهايات الأنف والشفتين والأذنين والحلمتين. وربما تبدأ الأعراض من إصبع واحدة ثم تمتد للبقية. ويمكن أن تستمر أقل من 10 دقائق أو لساعات. ونشاهد التغيرات التالية في الأعضاء المذكورة:

  • شحوب وابيضاض وحتى الزرقة.
  • ‏خدر وبرودة وألم.
  • ‏نبض محسوس، وحرق، ووخز، وتورم عند عودة التروية.
  • ‏تقرح في الحالات الشديدة من النمط الثانوي.
  • ‏موت النسج الحية (غانغارين)، وهذا نادر.

8. عند من تحدث رينو البدئية؟

  • الجنس: تحدث عند النساء بنسبة أكبر من الرجال.
  • ‏المناخ: تشيع عند الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الباردة.
  • ‏العمر: قد تحدث بأي عمر، لكنها أشيع بين الـ 15 والـ 30 سنة.
  • ‏الوراثة: تزداد احتمالية حدوث المرض عند وجودها لدى أخ، أخت، أو أحد الوالدين.

9. عند من تحدث رينو الثانوية؟

إصابتك بأحد أمراض المناعة الذاتية كتصلب الجلد أو الذئبة، يزيد من خطورة حدوثها لديك. ومن الأشياء الأخرى التي ترفع فرصة الإصابة:

  • العمر: أكبر من 30.
  • طبيعة العمل: الأعمال التي تتطلب حركات متكررة، كالكتابة، أو الطرق بالمطرقة، أو استخدام الأجهزة المهتزة (كآلات تكسير الصخور).
  • ‏المواد الكيميائية: التعرض لمادة كلور الفينيل الموجودة في بلاستيك PVC.
  • الطقس: العيش في المناطق الباردة.
  • ‏التدخين.

10. التشخيص

عندما ترى طبيبك، فإنه سيفحصك ويأخذ تاريخك الدوائي، وقد يضع يديك في ماء متجمدة لفترة قصيرة كي يرى كم تستغرق من الوقت لتستعيد يديك حرارتهما الطبيعية. وقد يفحص أصابعك تحت المجهر أيضًا، وذلك كي يرى الأوعية المجهرية في ظفرك. إضافةً إلى الفحوص الدموية الروتينية، التي تساعد في التفريق بين رينو البدئية والثانوية.

11. العلاج: الحماية من البرد

قد تكون قادرًا على التحكم بأعراض هذا المرض بنفسك. وذلك بالبدء بحماية نفسك من البرد من خلال:

  • ارتداء عدة طبقات من الملابس حتى تكون قادرًا على تعديلها إن احتجت.
  • ‏ارتداء قبعة، ووشاح، وقفازات، وجوارب دافئة في الطقس البارد.
  • ‏الاحتفاظ بعبوات التدفئة لليدين والقدمين معك لتبقى جاهزًا لتقلبات الطقس.
  • ‏تشغيل السيارة لتدفئتها قبل قيادتها في الطقس البارد.
  • ‏ارتداء القفازات عند أخذ الطعام من البراد والثلاجة.

12. ماذا علينا فعله أثناء الأعراض؟

عندما تصيبك أعراض رينو، يمكنك جعلها أقل حدةً ومدةً وذلك من خلال تدفئة المناطق المتأثرة، ويتم هذا عبر:

  • فرك اليدين أو القدمين ببعضهما.
  • ‏وضع اليد تحت الإبط.
  • ‏وضع اليد أو القدم تحت الماء الدافئ (لا الساخن).
  • تحريك الأصابع والأباخس.
  • ‏الاسترخاء والتخلص من القلق.

13. العلاج: تجنب المهيجات

هنالك مهيجات أخرى إضافةً للبرد عليك تجنبها إن استطعت:

  • الأجهزة المهتزة كالمثقاب وآلات الحفر.
  • ‏الحركات المتكررة كالكتابة أو الطرق بالمطرقة.
  • ‏المواد الكيميائية الصناعية.
  • ‏الكافيين، والكحول، والتدخين.
  • ‏الضغط والقلق.

14. العلاج: تعديل الأدوية المتناولة

يمكن لبعض الأدوية أن تسبب أو تفاقم أعراض رينو، خاصةً تلك التي تُضيّقُ قطر الشرايين وتؤثر في جريان الدم. قد يضم هذا ما يلي:

  • أدوية البرد والحساسية التي لا تستوجب وصفة طبية.
  • ‏حاصرات بيتا، وهي من أدوية الضغط.
  • ‏أدوية الصداع.
  • ‏بعض أدوية التنحيف.
  • ‏أدوية منع الحمل.
  • ‏بعض علاجات السرطان.

لذا عليك التحدث إلى طبيبك عن الأدوية التي تتناولها، وخاصة قبل تغيير أي منها.

15. العلاج: الأدوية والجراحة

إذا كانت الأعراض تؤثر في حياتك اليومية حتى مع تغيير نظام الحياة، واللباس، وغيرها من العادات الأخرى، عندها يمكن للطبيب أن يصف لك بعض الأدوية، مثلًا:

  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • ‏حاصرات ألفا.
  • ‏ كريمات الحماية من أشعة الشمس.
  • ‏مثبطات الأنزيم القالب للأنجيوتنسين ACEi.
  • الجراحة أو الحقن، قد نحتاج إليها نادرًا لمنع أذية النسج.
  • ترجمة: تمام حمزة
  • تدقيق علمي ولغوي: موسى جعفر
  • المصادر: 1