هل تخطر أفضل الأفكار على بالنا أثناء التمرين؟

«تساعد التمارين الرياضية على إفراز هرمون الأندروفين المسؤول عن السعادة. والناس السعداء لا يطلقون النار على أزواجهم، لا يفعلون ذلك مطلقًا.»

أثبت العلماء صحة هذا الاقتباس -الجزء الذي يعنى بالأندروفين وليس جزء إطلاق النار- الذي قالته الممثلة ريز وذرسبون أثناء أدائها لدور ٱل وودز في فيلم Legally blonde علم 2001.

على مدى عقود، درس العلماء العلاقة بين ممارسة التمرينات الرياضية وتحسن المزاج. لكنهم وحتى فترة قريبة، لم يتمكنوا من إيجاد دليل قاطع على علاقة التمرينات الرياضية بالتفكير الإبداعي.

صحيح أن هناك أدلة قولية تفيد بأن الأنواع الأبداعية “تنشط” عند النهوض والحركة غير أن دراسة جديدة نشرتها صحيفة Scientific Reports أظهرت أن التمرينات الرياضية بالذات تتسبب بتحسين المزاج وتحفز التفكير الإبداعي.

وأهم ما في الأمر أنها تعمل بشكلٍ مستقل عن بعضها البعض. بكلمات أخرى، لا يوجد هناك سبب ونتيجة خطية لتحسين الحركة للمزاج وبالتالي تحسين التفكير الإبداعي.

هدفت الدراسة إلى تحديد ما إذا كانت هناك علاقة بين الحركة والإبداع؟ وكيف؟ بالإضافة إلى علاقة السعادة بذلك.

حياة فعالة، مخيلة نشطة

تابع باحثون من جامعة غراتس في النمسا مستويات النشاط الطبيعية ل 79 بالغاً ثم اختبروا مستوياتهم الإبداعية لمدة 5 ايام قدموا خلالها للمشاركين أدوات متعقبة للنشاط وطلبوا منهم أداء اختبارات الإبداع في المختبر.

ابتكر المشاركون استعمالات جديدة لأغراض نستخدمها بشكل يومي كالمظلات الشمسية والإطارات وأكملوا رسومات ناقصة كما ملئوا استبيانات عن مزاجهم حينها.

كشفت الدراسة أنه كلما زاد مستوى النشاط سواء بالهرولة أو المشاركة في رياضة تنافسية -على خلاف التجول ببطء- كلما ارتبط بالشعور بسعادةٍ أكبر.

كما حلل الباحثون علاقة النشاط بالمزاج وعلاقة الإبداع بالنشاط كلٌ على حدة. وخرجوا بنتيجة مفادها أن النشاط يعزز من إبداع الفرد لكنه لا يحسن مزاجه دومًا. فضلًا عن أن المزاج الجيد لم يكن عنصرًا أساسيًا في تحسين الإبداع عقب نشاطٍ ما.

ساعدت هذه النتيجة الجديدة الباحثين على استنتاج أن تعزيز الإبداعية لا ينتج عن عدة مراحل والمقصود بذلك أن (النشاط يؤدي إلى تحسن المزاج وبالتالي زيادة الابداع) لكنهم وجدوا علاقة مباشرة بين الحركة والإبداع.

وبالرغم من أن الدراسة وجدت رابطًا ما بين الحياة الفعالة والمخيلة النشطة إلا أن الباحثين أقروا أنهم لا يستطيعون إثبات أن النشاط يسبب الإبداع أو كيف يسببه.

وفي النهاية، إذا كنت تبحث عن شرارة تُطلق تيار الإبداع لديك اخرج للركض أو تسلق بدراجتك تلة كبيرة أو تزلج نزولًا من تلة أكبر. قد لا يشعرك ذلك بالسعادة إلا أنه قد يلهمك الشرارة التي تبحث عنها.

  • ترجمة: خديجة نايف
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1