يؤدي حظر الإجهاض إلى زيادة خطر وفاة النساء الحوامل المصابات بالسرطان

تُعد تداعيات اسقاط قضية رو ضد ويد (هو قرار صدر عام 1973 عن المحكمة العليا والذي قرر أن الحق في الإجهاض محمي بموجب دستور الولايات المتحدة) -وفشل المحكمة العليا في تقديم أي إرشادات بشأن الاستثناءات المتعلقة بحياة الأم وصحتها- كارثية بالنسبة لمجموعة من النساء اللواتي يواجهن تشخيصًا بالإصابة بمرض السرطان أثناء الحمل اختصاره (PAC) الأمر الذي يهدد حياتهن.

تُناقش كل من كاثرين فان لون، دكتوراه في الطب، وجوردين سيلفرشتاين، دكتوراه في الطب من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في مقالهما الذي نُشر وفقًا لوجهة نظرهما في مجلة جاما للأورام JAMA Oncology في 11 أغسطس 2022، التحديات الفريدة التي تواجهها النساء عند إصابتهن بمرض السرطان المرتبط بالحمل، وطاقم الرعاية الخاص بهن الذي يجب أن يوازن بين سلامة الأم والمضغة أو الجنين.

يتأثر حوالي 1 من كل 1000 حالة حمل بالتشخيص المتزامن للسرطان، وتشمل السرطانات الأكثر شيوعًا: سرطان الثدي، وعنق الرحم، والغدد الليمفاوية، والمبيض، والدم، والقولون، والمستقيم، والجلد. يحدث إنهاء الحمل عند 9% إلى 28% من الحالات، وكثير منها يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى.

كتب كبير المؤلفين فان لون، أستاذ مساعد في الطب السريري بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ومدير برنامج UCSF العالمي للسرطان مع مركز هيلين ديلر الشامل للسرطان التابع لنفس الجامعة: «القيود المفروضة على إنهاء الحمل ستؤثر بشكل أساسي على الحالات التي تكون فيها الحاجة ماسة إلى علاج الأورام إذ يُمنع استخدام هذا العلاج أثناء الحمل والجنين غير حي بعد»، وأضاف «تُقرر قوانين الولايات الفردية ما إذا كان الإجهاض يمكن أن يحدث في حالة طبية طارئة أو في حالة بدنية تهدد الحياة، وسيجد أطباء الأورام الذين يقدمون الرعاية في الولايات التي لديها قوانين تقيد إمكانية الإجهاض أنفسهم في مواقف صعبة من حيث توجيه التوصيات للإجهاض بناءً على دلالة طبية».

قُدر عدد المواليد ب 3.6 مليون مولود في الولايات المتحدة في عام 2020، وكان 1.5 مليون منهم (41٪) من 26 ولاية فيها حظر لعمليات الإجهاض. يُقدر المؤلفون أنه سيتم تشخيص 1500 امرأة على الأقل بـالإصابة بمرض السرطان المرتبط بالحمل PAC في العام المقبل في الولايات التي تفرض قيودًا على الحق في انهاء الحمل. بناءً على معدل حدوث الإجهاض فعليًا والمعدلات المقدّرة لحدوثه، فإنهم يتوقعون أن ما بين 135 و420 امرأة مصابة بالسرطان المرتبط بالحمل PAC سيواجهن تنازلات في رعايتهن لمعالجة مرض السرطان واحتمال فقدان أرواحهن.

لاحظ المؤلفون أن قرار المحكمة العليا سيؤثر على قدرة أطباء الأورام على تقديم الرعاية المثلى في مثل هذه الحالات المعقدة؛ بسبب الطبيعة المعقدة والمتعددة التخصصات لعلاج السرطان أثناء الحمل، على وجه الخصوص في الحالات التي يُعتبر فيها الجنين حياً ولكن قبل موعد ولادته، ولا يمكن إعطاء علاج للأم من أجل أمان وسلامة الحمل، عندها سيتعين على الأطباء الموازنة بين مخاطر الولادة المبكرة ومخاطر تأخر علاج السرطان للأم.

قال فان لون: «إذا احتاجت المرأة إلى علاج الأورام لإنقاذ حياتها، فلا ينبغي تجريم الأطباء عند اتخاذهم قرار بتقديم أفضل رعاية ممكنة».

بالنسبة للنساء المصابات بتشخيص الإصابة بالسرطان أثناء الحمل، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على اتخاذ القرار بإنهائه، بما في ذلك:

1. تشخيص حالة الأم والمرحلة التي هي فيها ومآلها

يرتبط التشخيص ارتباطًا وثيقًا بنوع السرطان وبيولوجيا الورم ومرحلة التشخيص. تشير بعض الدراسات إلى أن حدوث الحمل في حد ذاته غير مرتبط بنجاة المرأة من أسوأ مرض بالسرطان مقارنة مع النساء اللواتي لم يحملن بعد وهن مصابات بمرض السرطان. ومع ذلك؛ قد تؤدي هرمونات الحمل إلى تسريع تطور بعض أنواع مرض السرطان.

2. عمر الحمل عند تشكل المضغة أو الجنين

يُعد عمر الحمل عاملًا حاسمًا ضمن قوانين الدولة المتطورة التي تحكم بإنهاء الحمل وفقًا لنقاط زمنية مختلفة.

3. الخطة العلاجية الموصى بها

يجب أن يناقش أطباء الأورام خطط العلاج المثالية، وكيف من المحتمل أن تؤثر التعديلات على الحمل بتشخيص مرض الأم والمخاطر التي سيواجهها الجنين. تستند بيانات السلامة والمحدودة للجنين في معظم علاجات للسرطان إلى تقارير حالة أو دراسات صغيرة أخرى.

4. القيم والمعتقدات الشخصية للأم

غالبًا ما تتأثر القرارات الطبية المعقدة بالمعتقدات الدينية أو الثقافية، وكذلك بالعوامل الفردية والأسرية والمجتمعية، وبدرجة الثقة بفريق الرعاية الصحية.

  • ترجمة: ندى الشاذلي
  • تدقيق علمي ولغوي: رؤى بستون
  • المصادر: 1