بدائل الملح تقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتة الدماغية وعوامل الوفاة

توصلت دراسة أجريت في الصين عام 2021 إلى أن بدائل الملح تحد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، والسكتة الدماغية، والوفاة المبكرة، لكن الباحثون ليسوا متأكدون من تلك النتيجة لفئات سكانية أخرى. لكنهم اكتشفوا وبالتدقيق المنهجي للأدلة المتاحة، أنها تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وكل الأسباب المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذا من الممكن لتلك الآثار المفيدة أن تنطبق على فئات سكانية أخرى ومن جميع أنحاء العالم.

من المعروف أن الأنظمة الغذائية الغنية بالصوديوم ومنخفضة البوتاسيوم ترفع ضغط الدم، ونقلًا عن مصدر موثوق، فإن حوالى 1.28 مليار شخص في العالم مصاب بارتفاع ضغط الدم في حين شُخصت حالات 42% منهم وعولجت. ويعد فرط ضغط الدم، وهو مسمى آخر لارتفاع ضغط الدم، المسبب الرئيسي للموت المبكر في العالم.

يمكن لبدائل الملح استبدال نسبة من ملح الطعام المتناول (كلوريد الصوديوم (NaCl)) بكلوريد البوتاسيوم (KCl).

دراسة كبيرة عن فوائد بدائل الملح

يُعد الدكتور بروس نيل المدير التنفيذي لمعهد جورج للصحة العالمية في أستراليا وأستاذ الطب بجامعة New South Wales Sydney أحد الباحثين الذين أجروا دراسة عن بدائل الملح والسكتة الدماغية. فعند بدء الدراسة التي دامت خمس سنوات في عام 2014 على ما يزيد عن 20 ألف مشارك من 600 قرية ريفية في الصين، وُصفت الدراسة بأنها إحدى أكبر التدخلات التي أجريت على النظام الغذائي، ووجد أنه عند استبدال الملح العادي ببدائل الملح للنظام الغذائي قد قلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 14%، والأمراض القلبية السائدة بنسبة 13%، أما الوفاة فقد قلت بنسبة 12%، بالإضافة إلى أن المشاركين في الدراسة لم يواجهوا أية آثار ضارة من جراء حقنهم بتلك البدائل.

أجرى الباحثون تدقيقًا منهجيًا لإثبات عدم وجود دوافع لدى الصينيين من أجل الانتقال في نظامهم الغذائي إلى البدائل. ذكرت الدكتورة جينيفر وونج طبيبة أوعية دموية ومديرة قسم أمراض القلب الغير مؤذية بمعهد MemorialCare Heart وقسم الأوعية الدموية في مركز Orange Coast Medical Center في فاونتن فالي، كاليفورنيا: «أعتقد بأن هدفهم هو إثبات بعض التناسق في نتائجهم عبر مختلف الفئات السكانية من مختلف المناطق».

تحليل النتائج العالمية

تفحّص الباحثون البيانات الأساسية للدراسات التي تبحث في بدائل الملح. واشتملت في النهاية على 21 دراسة في التحليل الاستقصائي. وأوضح دكتور نيل لموقع Medical News Today: «بحثنا في تلك البيانات في الأساس كان بطريقة منهجية وموحدة من أجل استخلاص ذات المعلومات وجمعها معًا في ملخص سردي من أجل فهم ما يمكن التوصل إليه ككل».

وأجريت 21 دراسة في أوروبا، ومنطقة المحيط الهادئ، والأمريكتين، وجنوب آسيا، تراوحت فيها مدة التدخل باستخدام بدائل الملح من شهر إلى 60 شهرًا تختلف فيها نسبة ملح الطعام ضمن بدائل الملح من 33% إلى 75%، بينما تتراوح في كلوريد البوتاسيوم من 25% إلى 65%.

بدائل الملح وضغط الدم

يُقاس ضغط الدم بالملليلتر الزئبقي ويشمل ضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي، إذ يمثل ضغط الدم الانقباضي أعلى المعدلات التي يضخ بها القلب الدم إلى جميع أجزاء الجسم، بينما يشير ضغط الدم الانبساطي إلى أقل معدلات الضغط في الشرايين أثناء فترة الراحة بين كل دقة قلب واخرى.

أشار تحليل الباحثين بعد التدقيق إلى أن استخدام بدائل الملح أسفر عنه انخفاض عام في معدل ضغط الدم الانقباضي إلى 4.61 مم زئبقي، بينما يصل معدل انخفاض ضغط الانبساطي إلى 1.61 مم زئبقي.

أظهر تحليل نتائج خمس تجارب أن بدائل الملح للنظام الغذائي خفّض من معدل خطر الموت المبكر نتيجة لأي عارض بنسبة 11%، والإصابة بأمراض القلب بنسبة 13%، والنوبة القلبية أو السكتة الدماغية ب11%.

لا يبدو أن عوامل أخرى كالمناطق الجغرافية، والسن، والجنس، وتاريخ الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والوزن، ومعدل ضغط الدم الأساسي، ومستويات الصوديوم والبوتاسيوم في البول تؤثر على انخفاض ضغط الدم. لم تظهر الدراسات أي دليل على أن ارتفاع البوتاسيوم الغذائي في بدائل الملح يسبب أي ضرر للمشاركين. وأشادت الدكتورة وونج عند سماعها لذلك بسبب مخاوفها بشأن آثار ارتفاع نسبة البوتاسيوم على مرضى الكلى، قائلة: «إنه من المطمئن جدًا أن نرى تجربة كبيرة لم تظهر أية نتائج عكسية -على الأقل- عند استخدام تلك الكمية من البوتاسيوم في هذه التجارب».

أدلة على فوائد بدائل الملح

صرح الدكتور نيل ل(MNT) أن أطباء القلب عادة ما ينصحون المرضى باستبدال الملح العادي ببدائل الملح ضمن النظام الغذائي لخفض ضغط الدم، مضيفًا أن دراسة بدائل الملح والسكتة الدماغية قيّمة؛ لأنها أثبتت وبالنتائج أن بدائل الملح يمكنها خفض أعراض ضغط الدم عند عدد من المشاركين.

وأوضح الدكتور نيل: «لا تُخفض بدائل الملح معدلات ضغط الدم فحسب بل تُقلل أيضًا الإصابة بالسكتة الدماغية، والنوبات القلبية، والوفاة ضمن تجربة واسعة النطاق أحدثت طفرة هائلة في الوعي العام. قد يرى البعض أنها دراسة عادية غير أن إجراء تلك التجربة على نطاق واسع مهم حقًا من حيث السعي للوصول إلى صناعة سياسات، ومصنعين، وتجار تجزئة من أجل بدء التوصية في استخدام بدائل الملح بطريقة مختلفة عن الاستخدام الحالي».

تغيير إمدادات العالم بالملح

سيخطط دكتور «نيل» على مدار العقد التالي للعمل حول تغيير الطريقة التي يستهلك بها المواطنون الملح حول العالم، قائلًا: «تغيرت الإمدادات الملحية حول العالم على مدار العقود القليلة الماضية من الملح العادي إلى الملح المعالج باليود في محاولة لعلاج مشاكل الغدة الدرقية على الصعيد العالمي، وما نوده الآن هو تغيير الإمداد الملحي من الملح المعالج باليود العادي إلى ملح يودي غني بالبوتاسيوم» معتقدًا أن فوائده ستكون عديدة. وفي إطار إجراء الباحثين لدراسة بدائل الملح والسكتة الدماغية، فإنهم قاسوا تلك الآثار على الفئات السكانية في الصين عند تحولهم إلى الملح اليودي الغني بالبوتاسيوم، مؤكدًا: «إن فعلوا ذلك، فإنهم سيمنعون إصابة الملايين بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية في الصين وحدها كل عام».

إحداث تغيرات بسيطة عند تناول الملح

إن المدهش على حد قول دكتور نيل في التحول إلى بدائل الملح للنظام الغذائي تعديل بسيط قابل للتنفيذ نظرًا لكونها منخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام، فلا تضطر لإحداث تغيرات كبيرة في أسلوب حياتك.

أكدت روكسانا إهساني خبيرة التغذية المعتمدة والمتحدثة باسم وسائل الإعلام الوطنية لأكاديمية علم التغذية أن الأدلة واضحة؛ لذا يجب على الأفراد الحد من تناولهم للملح العادي وأن يتناولوا بدائل الملح كبدائل رئيسية، مقترحة أيضًا إضافة الأعشاب الجافة والتوابل أثناء الطهي؛ لأنها تعطي نكهة، ومضادة للأكسدة، ولا تحتوى على الصوديوم.

أفاد تايلور والاس، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Think Healthy Group لاستشارات علوم الأطعمة والتغذية أن التدقيق المنهجي أضاف إلى البحث الحد من زيادة الصوديوم في الأطعمة المعالجة، مقترحًا أن زيادة استخدام البوتاسيوم يعمل على حدوث توازن في نسبة الصوديوم في الغذاء، معللًا: «البوتاسيوم بالتحديد مشتق من الأطعمة النباتية، والخضروات، والفواكه. لذا دللوا أنفسكم بتناول الخضراوات والفواكه المفضلة لديكم، وقللوا من تناول الصوديوم».

  • ترجمة: زينب محمد حسين
  • تدقيق علمي ولغوي: رؤى بستون
  • المصادر: 1