هل يمكن صنع “كبسولة للتمرين الرياضي” في المستقبل؟

ماذا لو كان بإمكاننا تجاهل التمرين الرياضي والحصول على نتائج الرياضة عن طريق المكمل الغذائي؟

أجرى الباحثون تجارب على الفئران والذباب، ولاحظ مجموعة من العلماء أن تعزيز بروتين (Sestrin) لدى الفئران والذباب حاكى تأثيرات التمارين الرياضية.

تشير إحدى النظريات إلى أن تفعيل البروتين لسبل استقلابية منتجة لفوائد بيولوجية محددة. ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الاكتشافات العلماء في مكافحة هزل العضلات لدى البشر بسبب المحدودية الجسدية.

اشتكيت منذ بضع ليال على مضض في الظلام البارد قبل الذهاب للجري المسائي، وقلت لنفسي: “أنا متعب جداً، أتمنى لو أستطيع تحويل هذه الأميال إلى خلاياي”.

لسوء الحظ، أن المجتمع لا يصدق هذا حاليًا، ولكن العلم اقترب قليلاً من السماح لنا بتناول حبة واعتبارها تمرين وفقاً لبحث جديد نُشر هذا الشهر في (Nature Communications).

التمارين الرياضية تستغرق وقتاً، وطاقة، وقد تكون مؤلمة وعصيبة. كما تعتبر شيء من العلاج الشافي، وتوفر مجموعة واسعة من الفوائد الصحية. المكون السحري المسؤول عن النتائج الأكثر ابهاراً لممارسة الرياضة هو (Sestrin) وهو بروتين طبيعي يتراكم في العضلات بعد التمارين الرياضية.

مؤخرًا، بحث مجموعة من العلماء والذين كانوا يدرسون البروتين، ومدى تأثير هذا البروتين لدى الفئران والذباب على مستويات اللياقة البدنية لهذه المخلوقات. وقد أظهرت النتائج أنه يحاكي إلى حد كبير آثار التمرين.

تفاصيل الدراسة:

احتاج الباحثون لتدريب بعض ذباب المختبر للقيام بالتمارين الرياضية. ونفذوا ذلك من خلال الاستفادة من غريزة الحشرات لتسلق أنبوب الاختبار والخروج منه، فطوروا جهازاً غريباً يعمل مثل “جهاز المشي” للذباب.

وتم تهجين مجموعة من الذباب، جزءاً منها لم يكن لها القدرة على إنتاج (Sestrin) والمجموعة الأخرى كانت قادرة على ذلك. تمرّن الذباب على هذا الجهاز لمدة ثلاثة أسابيع ومن ثم تباروا على قدراتهم في الجري والطيران.

الذباب عادةً يجري لحوالي 4 و6 ساعات عند هذه النقطة وتحسنت قدرات مجموعة الذباب الطبيعية خلال تلك الفترة.

وقد فسّر بروفيسور الفيزيولوجيا (جان هي لي) من جامعة ميشيغان لمدونة صحية جامعية:

مجموعة الذباب من دون (Sestrin) لم تتطور مع التمارين.

بالإضافة إلى ذلك، عندما طور الباحثون مستويات (Sestrin) في عضلات الذباب الطبيعي غير المدرب، لاحظوا أن هذا الذباب تفوّق على الذباب المدرب في اختبارات اللياقة على الرغم من عدم ممارسته للرياضة.

والمثير للاهتمام أن الذباب المعزز (ببروتين Sestrin) لم يطور المزيد من التحمل عند ممارسة التمارين الرياضية. كان الأمر كما لو أنهم وصلوا بالفعل إلى الحد الأقصى، ولكن (Sestrin) يعزز أكثر من مستويات التحمل. عندما تم تهجين فئران مع غياب (Sestrin) عن عضلاتها، كانت تفتقر إلى التحسن في حرق الدهون الذي يكون عادة نتيجة لممارسة الرياضة.

قال لي وهو الكاتب المشارك في هذه الدراسة:

نحن نقترح أن (Sestrin) ينظم تلك النشاطات الحيوية عن طريق تشغيل وإيقاف السبل الاستقلابية المختلفة، وأن هذا النوع من التأثير المشترك هام لتوليد تأثيرات التمارين الرياضية.

ويقول لي، أن هذه الدراسة توضح أن (Sestrin) لوحده قادر على إنتاج معظم الفوائد الناتجة عن التمارين الرياضية والنشاط الجسدي. ولكن المحزن في الأمر، أنها كانت على الحيوانات فقط، وما زال العلماء غير متأكدين من كيفية إنتاج التمارين الرياضية (Sestrin) في جسم الإنسان. لذا إن كنت تتساءل متى ستصل حبوب (Sestrin) إلى السوق للتداول البشري؟ فيبدو أنها ليست في المستقبل القريب.

ولكن النتائج المثيرة والمحفزة، أن الدراسات على الحيوانات الأخرى تعطي الضوء الأخضر والأمل للباحثين للاستمرار باستكشاف تأثيرات (Sestrin) على الإنسان. ولكن بلا شك أن هناك بعض التعقيدات المتعلقة بإنتاج مكمل (Sestrin).

قال لي: (Sestrin) ليس جزء صغير، ولكننا نعمل على البحث عن جزيئات صغيرة منظمة (Sestrin) “.

كان القلق الأكثر إلحاحًا للباحثين هو كيف يمكن لهذه النتائج أن تساعد العلماء على مكافحة هزال العضلات بسبب القيود الجسدية؟

في الواقع، لقد أثبتوا بالفعل أن (Sestrin) يمكن أن يساعد أيضًا في تجنب ضمور العضلات الذي يحدث عند شل حركة العضلات. وهم أيضاً يريدون معرفة ما إذا كان بحثهم يمكن أن يؤدي إلى نوع جديد من العلاج للأشخاص غير القادرين على ممارسة الرياضة بسبب الإعاقة أو العمر أو القيود الجسدية الأخرى.

كيف نتمرن بشكل أذكى؟

في الوقت الحالي، يبدو أنه علينا ممارسة الرياضة بالطريقة التقليدية إذا أردنا النتائج. لصعوبة ابتلاع الحبة، وهناك بعض الطرق للحصول على المزيد من الفوائد من ممارسة الرياضة:

1) تناول قدحاً من القهوة قبل الذهاب للنادي الرياضي.

فقد لوحظ أن شرب الكافئين قبل ممارسة الرياضة يعزز من الفوائد عن طريق تحفيز الجهاز العصبي المركزي.

2) تناول مكملات نباتية مثل (Ashwagandha) و (Rhodiola) وهما عشبتان مدروستان جيدًا يقدمان فوائد رياضية.

إحدى الدراسات توصلت إلى أن الأشخاص الذين يتناولون مكملات (Ashwagandha) لاحظوا تحسينات كبيرة في الحد الأقصى (ل VO2) وهو أفضل معيار لمقياس قدرات الشخص على التحمل.

وثبت أيضًا أن (Rhodiola) لها بعض التأثيرات الرائعة على الطاقة، التركيز، والحيوية. (في الحقيقة قام الروس باختبار العشبة سرياً على رياضيّ الأولمبياد).

3) تمارين (HIIT) أصبح التدريب المتقطع عالي الشدة اتجاهًا شهيرًا في الصالة الرياضية بسبب كفاءته المذهلة. لقد وجد أنه أحد أكثر التمارين فعالية لتحقيق جسم رشيق.

فيمكننا الاستمرار في الحلم لمكمل (Sestrin) القدير.

  • ترجمة: ناديا أبوسمره
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1