حقن الأنسولين مرة واحدة في الأسبوع؟ أو حقنه يوميًا؟

أيهما الأكثر فعالية حسب الدراسات؟

  • قارن الباحثون بين فعالية علاج الأنسولين مرة واحدة في الأسبوع ومرة واحدة يومياً. لمرضى السُّكري من النوع 2.
  • وجدوا أن العلاج بالحقنِ لمرةٍ واحدة في الأسبوع، أكثر فعاليّة في خفضِ مُستويات السٌُكر، في الدم من الحقن المعتادة مرة واحدة يوميًا.
  • يقول الخبراء: “أنهم بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج.”.

أظهرت دراسةٌ جديدة أنَّ علاج الأنسولين مرة واحدة في الأسبوع، يمكن أن يغير قواعد علاج مرضى السُّكري من النوع 2.

أجرى الباحثون مرحلةً تجريبية رقم 3 بين مرضى السُّكري من النوع 2 لمقارنة فعالية وأمان علاج الأنسولين، لمرةٍ واحدةٍ واحدة في الأسبوع والذي يسمى “ايكوديك icodec”، مع الحقن العادية لمرة واحدة يوميًا التي تسمى “ديجلوديك Degludec”. وديجلوديك هو دواء الأنسُّولين طويل المفعول الذي يساعد في ضبط مستويات السُّكر في الدَّم.

توصلوا، إلى أن علاج ايكوديك مرة واحدة في الأسبوع، أدى إلى تقليل أكبر في مستويات السّكر في الدم مقارنة مع ديجلوديك مرة واحدة يوميًا بعد مرور 26 أسبوعا.

وقد تم نشر الدراسة في مجلة (JAMATrusted Source).

  • وجدت دراسة سابقة أيضًا أن ايكوديك, قد ينتج تأثيرات مشابهة لخفض نسبة الجلوكوز مثل حقن الأنسولين اليومي.
  • تحديات الالتزام بحقن الأنسولين اليومية.

يعاني أكثر من 37 مليون شخص في الولايات المتحدة من مرض السكري. بين 90-95% من هؤلاء الأشخاص يعانون من السُّكري من النوع 2.

الأنسُّولين: هو هرمون يُنتج في البنكرياس يتيح للخلايا استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة. يحدث السُكري من النوع 2 عندما لا تستجيب الخلايا بشكل صحيح للأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السّكر في الدم.

مع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم في تلف عدة أعضاء، بما في ذلك العيون والكلى والقلب. لذا فإن العلاج ضروري باستخدام تعديلات في نمط الحياة أو باستخدام عقاقيرٍ أخرى لتخفيض نسبة الجلوكوز، بدون الحاجة إلى الأنسولين.

توصي الإرشادات الحالية، باستخدام عقاقير تحتوي على الأنسُّولين لتخفيض مستويات السكر في الدم، لدى الأشخاص المصابين بالسُّكري من النوع 2 عندما تكون الأدوية غير الأنسولين فعالة.

حالياً تتطلب الأدوية المبنية على الأنسُّولين لمرض السُكري من النوع 2 حقن يومية. ومع ذلك يمكن أن تكون الحقن اليومية مزعجة للمرضى مما يؤدي إلى انخفاض معدلات الالتزام.

تُشيرُ الأبحاث إلى أن الحُقن الأسبوعية تزيد من معدلات الالتزام.

أظهرت إحدى الدراسات أن المرضى الذين يتلقون علاجاً مرة واحدة في الأسبوع من الأنسولين، يلتزمون بتعليمات العلاج لمدة متوسطة تبلغ 333 يومًا، بالمقارنة مع 269 يومًا لأولئك الذين يتلقون حقن يومية.

عدم الالتزام بعلاج الأنسّولين يمكن أن يكون له عواقب خطيرة. تشير: ResearchTrusted Source إلى ضعف الالتزام بعلاج الأنسولين لدى مرضى السُّكري مرتبط بزيادة خطر الوفاة والدخول إلى المستشفى.

لذلك فإن زيادة معدلات الالتزام هي المفتاح لتحسين النتائج الصحية وجودة الحياة بين الأشخاص المصابين بالسكري.

حَقنُ الأنسولين مرة واحدة في الأسبوع مقابل الحَقنِ اليومي: أيهما أكثر فعالية؟

بالنسبة للدراسة فقد قام الباحثون بأخذ 588 مريضاً بمتوسط ​​عمر 58 عامًا من 11 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، والأرجنتين، والصين.

كان جميع المشاركين يعالجون بوساطة، أدوية خافضة للجلوكوز غير الأنسولينيّة، وكان ما يزيد عن الثُلثِ من النِّسَّاء.

تم أختيارهم عشوائياًخلال الدراسة، لتلقي إحدى البرامج العلاجية التالية لمدة26 أسبوعاً.

  • إيكوديك: مرة واحدة في الأسبوع.
  • دواء وهمي، مرة واحدة في الأسبوع.
  • ديغلوديك: مرة واحدة يومياً.
  • دواء وهمي مرة واحدة يومياً.

في النهاية وجد الباحثون أن إيكوديك يقلل من مستويات الهيموغلوبين A1 C (HBA1 c) أكثر من ديغلوديك.

والهيموغلوبين A1 C (HBA1 c) هو مقياس لمستويات السُّكر في الدم المتوسطة خلال الثلاثة أشهر السابقة. عادةً ما يكون لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السُّكري قيم HBA1 c أقل من 5.7%، ومع ذلك يوصى الأشخاص الذين يعانون من السُكري بالحفاظ على مستويات 6.5% أو أقل.

بعد 26 أسبوعاً انخفضت مستويات HBA1 c بين المشاركين في مجموعة إيكوديك من متوسط 8.6% إلى 7%. في هذه الأثناء تراجعت مستويات HBA1 c في مجموعة ديغلوديك من متوسط 8.5% إلى 7.2%.

لاحظ الباحثون أن مستوى السُّكر في الدم عند الصِّيام عن الجلوكوز ووزن الجسم لم يختلف بشكل كبير بين المشاركين الذين يتناولون إيكوديك وديغلوديك.

طلبت، (ميديكال نيوز توداي: Medical News Today) من الدكتور أبسالون جوتيريز Absalon Gutierrez -أستاذ مشارك في علم الغدد الصَّماء في كلية، ماكغوفرن الطبية في جامعة تكساس، في هيوستن، والذي لم يكن مشاركاًفي الدراسة- تفسيراً لتأثيرات إيكوديك المتفوقة في خفض قيم HBA1 c.

يقول الدكتور جوتيريز: “على الرغم من عدم معرفتنا بشكل مؤكد، من المحتمل أن يكون ذلك مرتبطًا بالانضباط العلاجي لدى المرضى. بناءً على طريقة تصميم الدراسة كان من الأسهل تفويت (نسيان) حقن ديغلوديك من تفويت حقن إيكوديك. ومن المحتمل أن يكون هذا الأمر واقعيًا أيضًا في الحياة الواقعية.”.

ما هي الآثار الجانبية للأنسولين الأسبوعي icodec؟

لاحظ الباحثون أيضاً أنه منذ بداية الدراسة حتى الأسبوع 31 كان 8.9% من المشاركين في مجموعة icodec و5.8% من أولئك المشاركين في مجموعة degludec يعانون من انخفاض السُكر في الدم، هذا عندما تكون مستويات السُّكر في الدم أدنى من النطاق القياسي.

علاوة على ذلك خلال فترة التجربة تعرض 177 (60.4%) مريضاً في مجموعة icodec و167 (56.8%) مريضاً في مجموعةdegludec: لأحداث سلبية. كتب الباحثون أن 60 حالة في مجموعة icodec و46 حالة في مجموعة degludec ربما تكون مرتبطة بعلاجات الإنسولين.

لكنهم لاحظوا أن معظم الحالات كانت خفيفة وتشمل كوفيد-19 والإنفلونزا وتليف الشبكية السكري “هو حالة في العين يمكن أن تسبب فقدان الرؤية لدى مرضى السُّكري”.

في حين أن 5.1% من المرضى في مجموعة icodec مقارنة ب 2% من أولئك الذين يتلقون degludec طوروا تليف الشبكية السُّكري، لاحظوا أن الفرق العددي المطلق كان صغيراً، وأن الفروقات الملاحظة لم تسجل في التجارب السابقة ل icodec.

ما هيَّ قيُّود الدِّراسة؟

أشارَالباحثون، إلى أنَّ هناك عدة قيود للدراسة. لاحظوا أن مدة الدراسة 26 أسبوعاً تعني أن الآثار طويلة الأمد لا تزال غير معروفة.

كما حذروا من أنهم لم يقوموا بجمع بيانات متواصلة، حول رصد الجلوكوز أو بيانات حول نتائج المرضى المُبَلغ عنها.

وأشار الدكتور جوتييريز: “على الرغم من أن icodec قد أظهر أداءً متفوقاً قليلاً في خفض HBA1 c، إلا أنه أظهر أيضاً مزيدَّاً من انخفاض سُكر الدم. وهذا ما يتوقعه نظراً لأنه لا يمكن معايرته بشكلٍ متكرر أو بصيغة تكرارية. أيضًا استنادًا إلى تصميمِ الدراسة، لم تكن معايير الجرعات ل” degludec مثالية “.

تحدث الدكتور لوشون وانغ Lushun Wang -كبير استشاري جراحة العظام ومدير العيادة العظمية الجيدة في سنغافورة ولم يشارك في الدراسة- مع MNT قائلاً: “يمكن إطالة مدة الدراسات لضمان فعالية وسلامة طويلة الأمد موثوق بها بشكل أكبر. يجب إجراء اختبارات صارمة وأكثر عمقًا لفهم Icodec بشكل أفضل”.

وأكمل موضحاً: “يمكن أن تضم البيانات المُتعلقة بمراقبةِ الجلوكوز المُسّتمرة نظرةً أكثر قوة للتحكم في مستوى الغلوكوز في الدم وكذلك تأثيره على جودة حياة المريض. بخلاف ذلك تم تصميم التجربة بكمية أكبر من الحقن ل Icodec مقارنة بالجرعة اليومية، والتي لا تعكس بدقة الاستخدام الواقعي وأي فوائد محتملة من حيث التزام بالعلاج.”.

كيف يساعد حقن الأنسولين مرة واحدة في الأسبوع، في إدارة مرض السكري من النوع 2؟.

لاحظ الباحثون أن الايكوديك يمكن أن يحسن الالتزام بالعلاج والراحة بين مرضى السُّكري من النوع 2 عن طريق تقليل عدد الحقن من 365 حقنة على الأقل في السنة إلى 52 حقنة في السنة.

وأضافوا أن الفائدة الصغيرة المضافة لنسبة السكر وراحة الإدارة لمرة الواحدة في الأسبوع يجب أن تتفوق على “المخاطر الصغيرة المطلقة لنقص السكر في الدم”.

وأشار الدكتور وانغ إلى أن: “التصميم المريح للايكوديك يمكن أن يسمح بتعويض الحقن اليومية بهذا الخيار المرة الواحدة في الأسبوع. الميزة الرئيسية لها تعتمد على قدرتها على توفير إفراز مستقر ومستمر للأنسولين على مدار الأسبوع، مما يساعد في تقليل التقلبات في مستويات الجلوكوز في الدم. يمكن أن تؤدي هذه القدرة للايكوديك إلى تحسين السيطرة العامة على مستوى الجلوكوز في الدم، كما هو موضح في تقليل HbA1 c الفائق الملاحظ في التجارب”.

وافق الدكتور: غوتيريس،على أن الايكوديك قد يكون خياراً جيداً للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الالتزام بالأنسولين القاعدي لمرة واحدة يومياً. لكنه لاحظ، أنه يحتاج إلى مزيد من الدراسات، لفهم مخاطر نقص السكر في الدم المتعلقة باستخدام الايكوديك مقارنة بحقن الأنسولين مرة واحدة يومياً.

  • ترجمة: إلهام مخلوف
  • تدقيق لغوي: احلام جمعة
  • المصادر: 1