الأُمهات المُعَرضات للتوتر والإجهاد، أكثر عرضة لإنجاب فتاة بمقدار الضعف

دراسة جَديدة من جامعة (غرناطة) وجدت أَن التوتر يمكن أَن يُساعد في تَحديد الجنس.

النقاط الرئيسية:

  • دراسة جَديدة وجدت أَن النساء اللواتي يتعرضن لتوترٍ عالٍ قبل أو أثناء أو بعد الحمل، يتضاعف لديهن احتمال ولادة فتاة.
  • أَحد الأسباب: أَن الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم (الصبغي) X (المسؤول عن إعطاء مولود أنثى) لديه قدرة أكبر للوصول إلى البويضة في الظروف السلبية.
  • سبب آخر: إجهاض الأجنّة الذكور خلال فترات التوتر والإجهاد.

عمومًا، يُنظَر الى التوتر في العصر الحديث على أَنهُ عائق أمام حياةٍ صحّية.

في الواقع، المستويات العالية من التوتر يمكن أن ترتبط بأمراضٍ عديدة من ضمنها الأمراض القلبية الوعائية وارتفاع ضغط الدم والأرق والاكتئاب والبدانة، بالإضافة إلى حالاتٍ أُخرى. بينما يمكن أَن تكون الآليات الفيزيولوجية المرتبطة بالتوتر مُفيدةً أحيانًا كما يشير Kelly McGonigal في The upside of stress (الاتجاه الصاعد للتوتر) صناعة العافية الجديدة مبنية على أساس تخفيف التوتر.

آثار التوتر على الأمهات الحوامل هو مجال بحثي آخر طويل الأمد. على سبيل المثال، ما الآثار السلبية المُحتملة لارتفاع مستويات الكوليسترول والإبنفرين (الأدرينالين) والنورإبنفرين (النور أدرينالين) على تطوّر الجنين؟

كما حَققت دراسة جديدة نُشِرَت في مجلة (أصول الصحّة والمرض) التنموية، في جانب محدد للغاية، من تأثير التوتر على الجنين، وهل يؤثّر على تحديد الجنس؟

أظهرت اكتشافاتهم أَن النساء المُعَرضات لتوترٍ عالٍ، ترتفع لديهن فرصة ولادة أُنثى إلى الضعف.

قام علماء جامعة (غرناطة) بتسجيل مستويات التوتر لهذا البحث قبل وخلال وبعد الحمل ل108 نساء حوامل. وباختبار تركيز الكوليسترول في شعرهن وإخضاعهن لمجموعة متنوعة من الاختبارات النفسية، وجد الباحثون أَن التوتر يؤثّر في تحديد الجنس، وبشكلٍ أوضح، تضاعفت فرصة إنجاب النساء المعرضات لتوتر عالٍ مولودًا أُنثى إلى مرتين.

كما وأشار الفريق أَن بحثهم مرتبط ببحثٍ آخر استخدم اللُّعاب في إثبات انخفاض احتمالية ولادة مولود “ذكر” للنساء اللواتي تعرضن لتوترٍ عالٍ.

تقول المؤلفة الرئيسية بيرالتا (María Isabel Peralta Ramírez) باحثة في جامعة (غرناطة) في قسم الشخصية والتقييم والعلاج النفسي: «إِنّ البحث السابق رَكّز على مستويات التوتر التي سبقت الولادة وبعدها». لقد كانت مهتمة بتأثير التوتر الذي يؤدي إلى الحمل، حيث تقول: «على وجه التحديد، أظهرت مجموعتنا البحثية في العديد من المنشورات كيف أَن الإجهاد النفسي لدى الأم يولّد عددً أكبر من الأعراض النفسية المرضية خلال الحمل: اكتئاب ما بعد الولادة، واحتمال أكبر للولادة المساعدة، وزيادة الوقت المستغرق لبدء الرضاعة (تكوين اللاكتوجين) أو النمو العصبي السفلي للطفل بعد ستة أشهر من الولادة».

على الرغم من عدم تقديم دليل قاطع، إلّا أَن فريق البحث يعتقد أَن تنشيط نظام التوتر الداخلي خلال الحمل، يُحَدد تراكيز الهرمونات الجنسية التي سيتم حملها طوال فترة النمو. كما كتب الفريق: «هناك دليل على أَن هرمون التستوستيرون يعمل كآلية عند تحديد جنس الطفل؛ لأنهُ كلما زادت مستويات التوتر والإجهاد قبل الولادة، زادت مستويات هرمون التستوستيرون الأنثوي». لَمْ تؤخذ مستويات الإجهاد الأبوي في الاعتبار في هذا البحث.

تظهر الدراسات السابقة أَن النُطَف التي تحمل الكروموسوم X (الصبغي المسؤول عن إعطاء مولود أنثى) مُجَهزة بشكلٍ أفضل للوصول إلى البويضة في ظل ظروف معاكسة من النطاف الحاملة للكروموسوم Y (الصبغي المسؤول عن إعطاء مولود ذكر). وأَيضًا تنضج الأجنة الحاملة للكروموسوم Y بشكلٍ أَبطأ وأكثر عرضة لحدوث مضاعفات، من الأجنّة الحاملة للكروموسوم X.

وأشارت (بيرالتا) أًيضًا أَنهُ قد يكون هناك المزيد من الأجنّة الذكور المجهضين في أوقات إجهاد الأم المبكر؛ مما يُرجّح ولادة المزيد من الفتيات في ظل هذه الظروف.

تقول (بيرالتا) وفريقها أَنهُ يجب إجراء تحقيق في الأجنّة المجهضة في المستقبل. حيث اقتصر البحث في الوقت الحالي على حجم عيّنة صغير، لَمْ يأخذ في الاعتبار عددًا من العناصر. ومع ذلك، يخلص الفريق إلى أَن «البحث المُقَدّم هنا، رائد لدرجةٍ أَنهُ يربط إجهاد ما قبل الولادة بجنسِ الأطفال حديثي الولادة».

  • ترجمة: روسيل حدو
  • تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
  • المصادر: 1