أمضيتُ 25 عامًا في دراسة الدماغ، ولم أفعل هذه الأشياء الأربعة التي تدمر ذاكرتنا مع تقدمنا ​​في العمر مطلقًا

بصفتي عالم أعصاب، فقد أمضيت السنوات الخمس والعشرين الماضية في البحوث المتعلقة بعلم الذاكرة. والسؤال المضحك الذي يطرحه الناس عليَّ عادةً هو: “هل أصبح أغبى مع تقدمي بالعمر؟”.

ولا ألوم أي شخص يتساءل عن ذلك، فمع مرور الوقت يتعرض كثيرٌ منا لنسيان متكرر للأشياء المهمة.

ولكن الأخبار الجيدة بأنه يمكنك منع هذه “اللحظات المتقدمة” بتجنب أربع عادات شائعة تدمر الذاكرة مع تقدمنا بالعمر:

1- تعدد المهام إلى حد كبير

من أجل الانتباه للعالم من حولنا نعتمد على منطقة في الدماغ تدعى قشرة الفص الجبهي. وللأسف، تتراجع وظيفة الفص الجبهي وقدرتنا على التركيز بمرور الوقت.

ويزيد تعدد المهام الأمر سوءًا، إذ إنه يُضْعِف الذاكرة ويؤثر على أداء قشرة الفص الجبهي، ويستنزف الموارد التي تساعدنا عادةً على تشكيل ذكريات قوية.

كيف تُحَسِنْ ذاكرتك: ضع هاتفك على وضع التركيز وخصص وقت لبعض المهام في جدول مهامك. وأضف استراحات للتأمل، وأحلام اليقظة، ونزهة في الخارج، أو أي شيء يزودك بالطاقة. فقط حاول ألا تفعل كل ذلك دفعة واحدة.

2-عدم إعطاء الأولوية للنوم الجيد:

تتراجع ساعات النوم وجودتها مع التقدم في السن لعدة أسباب. ويمكن أن تتفاقم هذه المشكلة بفعل الأدوية والكحول والضغط النفسي.

ولكن أثناء النوم يعمل دماغك بجد، فيصرف الفضلات الأيضية التي تتراكم خلال النهار، وتتفعل الذكريات أيضًا، وينشأ ترابط بين الأحداث المختلفة التي شهدناها.

كيف تُحَسِنْ ذاكرتك: يؤثر الحرمان من النوم تأثيرًا مدمرًا على قشرة الفص الجبهي ويؤدي إلى ذكريات مُجزأة. حاول تجنب تصفح أجهزتك والوجبات الدسمة والكافيين والكحول قبل الذهاب إلى النوم.

إذا كنت تعاني من مشاكل الشخير، جرب إجراء تقييم لعلاج توقف التنفس أثناء النوم. وإذا كنت تعاني من النوم السيء، فقد تساعدك الغفوة خلال النهار أيضًا.

3-أنشطة رتيبة:

نتذكر الأحداث بربط مجموعة من المعلومات عن ماهية الحدث ومكانه وزمانه، وهذا يُدعى الذاكرة العرضية.

يُمكن لإشارة مرتبطة ارتباطًا خاصًا بمكان أو زمان معين، كأغنية لم تسمعها منذ كنت في الثانوية، أو رائحة طبق اعتادت جدتك أن تطبخه أن يستحضر ذكرى عرضية حية.

وهذا يحدث فقط إذا كنت قد مررت بتجارب مرتبطة بسياقات مختلفة نسبيًا ولا يحدث مع التجارب الرتيبة.

كيف تُحَسِنْ ذاكرتك: قد تجد أنك حفظت ذكريات قليلة جدًا عن أسبوع قضيته في المكتب تتصفح الإيميلات وفيديوهات التك توك، ولذلك ضع في الحسبان تنويع نشاطاتك.

يمكن أن يسهم المشي قليلًا بدلًا من التسكع في غرفة الطعام، وقضاء الوقت مع مجموعة مختلفة من الأشخاص، أو الذهاب الى أماكن مختلفة، ومحاولة خوض تجارب جديدة في بناء ذكريات طويلة الأمد.

4-زيادة الثقة في قدرتك على تذكر الأشياء:

لقد مررتُ بلحظات التقيتُ فيها بشخص ما وشعرتُ متيقنًا أني قد حفظتُ اسمه في ذاكرتي، لأتفاجأ لاحقًا بعدم قدرتي على تذكر ذلك.

إذا كنت تحاول عمل شيء يتطلب التذكر، مثلًا عند تقديمك لمجموعة من الناس أو عند محاولتك لتعلم لغة أجنبية، ابدأ بتقبل حقيقة احتمالية أن تبالغ بتخمين كمية ما سوف تتذكره. والخطوة الثانية هي أن تُعطي نفسك الفرصة في أن تخطئ.

كيف تُحَسِنْ ذاكرتك: بدلًا من الحفظ عن ظهر قلب، فإن التعلم الأكثر فعالية يحدث في الظروف التي نكافح فيها لاسترجاع ذكرى ما ومن ثم الحصول على الإجابة التي نبحث عنها.

على سبيل المثال، بعد دقائق قليلة من تعلمك أي شيء جديد، حاول اختبار نفسك بذلك ثم كرر المحاولة بعد ساعة. وكلما باعدت بين هذه التجارب كان أفضل.

  • ترجمة: سجى مبارك
  • المصادر: 1