يستطيع النمل شمّ السرطان، تمامًا مثل الكلاب

يبدو أن الحشرات دقيقة مثل الكلاب المُدربة، على الرغم من أنها ليست محبوبة.

النقاط الرئيسية:

  • تظهر الأبحاث التي أُجريت على مدى العقد الماضي أن النمل لديه حاسة شم قوية بشكل مدهش.
  • وقد اختبر علماء من جامعة السوربون ذلك لمعرفة ما إذا كان النمل يستطيع التمييز بين الخلايا السرطانية والسليمة.
  • وكان النمل دقيقًا تمامًا مثل الكلاب التي تشم السرطان. والأفضل من ذلك، أنه يمكن تدريبهم في دقائق بدلًا من أشهر.

درَّب فريقٌ من الباحثين من جامعة السوربون في باريس النمل للتعرف على الرائحة الدقيقة للخلايا السرطانية، مما يشيرُ إلى قدرتها المثيرة على اكتشاف السرطان لدى البشر. وقد نُشرت النتائج الرائعة التي توصل إليها الباحثون مؤخرًا في مجلة iScience.

يشتهر النمل على نطاق واسع بقدرته الرائعة على التعاون وقوته النسبية (القدرة على حمل ما بين 10 إلى 50 ضعف وزن جسمه)، ولم يُشاد بالنمل إلاّ مؤخرًا بسبب حاسة الشم القوية لديه. وفي عام 2012، اكتشف العلماء فاندربيلت أن النمل لديه مستقبلات للرائحة أكثر من أربعة إلى خمسة أضعاف معظم الحشرات الأخرى. فقد تبيّن أن النمل وهو الحشرة الاجتماعية المثالية، يستخدم حاسة الشم للتواصل مع الأفراد الآخرين، وتمييزهم في مستعمرة مكتظة بالسكان.

ويبدو أن هذه النتائج الأخيرة ساهمت في إثارة فضول الباحثين في جامعة السوربون لاختبار النمل بوصفه كاشفًا للسرطان. وفي دراستهم، درَّب العلماء أولاً عشرات النمل من نوع فورميكا فوسكا، الموجود عادة في جميع أنحاء أوروبا، للتمييز بين الخلايا السرطانية البشرية في وسط النمو، ووسط النمو وحده، والأنابيب الفارغة.

وقد فعلوا ذلك عن طريق وضع محلول سكري مغري بالقرب من الخلايا السرطانية كمكافأة، وعندما أُزيل محلول السكر من الاختبار، ظلَّ النمل يبحث عن الخلايا السرطانية، وربط الرائحة بالسكر اللذيذ.

ثم أجرى الباحثون اختبارًا ناجحًا مماثلًا على خلايا الثدي البشرية السرطانية والسليمة. وبعد ذلك، درَّبوا النمل للتمييز بين خطين متميزين من الخلايا السرطانية. وأصبح النمل دقيقًا للغاية في التعرف على الخلايا السرطانية المستهدفة بعد ثلاث تجارب تدريبية فقط.

ولإظهار مدى روعة أداء النمل، قارن الباحثون بينها وبين الكلاب، إذ تعد الكلاب حاليًا أكثر الحيوانات استخدامًا ودراسة على نطاق واسع للكشف عن الرائحة.

وكتبوا أن “النمل يعادل الكلاب… من ناحية قدرات الكشف”. “قد يتفوق النمل على الكلاب في بعض الأمور؛ لأنه يحتاج إلى وقت تدريب أقصر للغاية (30 دقيقة مقارنة ب 6-12 شهراً للكلب) وتكلفة منخفضة للتدريب والصيانة”.

الكلاب مقابل النمل

ومع ذلك، فقد دُرّبت الكلاب على اكتشاف علامات السرطان في عيّنات التنفس والبلازما والبول واللعاب. ويبقى أن نرى ما إذا كان النمل يستطيع الوصول إلى هذا المستوى من الدقة، لكن فريق جامعة السوربون يخطط للعثور على ما يمكنه ذلك.

ويتساءل الباحثون أيضاً عمّا إذا كان النمل يستطيع أن يجعل نفسه مفيدًا في مواقف أخرى في العالم الحقيقي، إذ تستخدم الكلاب البوليسية حالياً.

وكتبوا: “يمكن تكييف نهجنا مع مجموعة أخرى من مهام الكشف عن الرائحة المعقدة، بما في ذلك الكشف عن المخدرات والمتفجرات والأطعمة الفاسدة أو غيرها من الأمراض (الملاريا والالتهابات والسكري على سبيل المثال)”.

احذروا أيها الجِرَاء. النمل قد يطردكم من العمل!

  • ترجمة: روسيل حدو
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1