نهج متعدد الوسائط يوفر الراحة للعديد

نهج متعدد الوسائط يوفر الراحة للعديد.

النقاط المفتاحية

  • المُهلوّسات، مثل LSD والفطر السحري هي مواد تحرّض حدوث تغيرات في حالة الوعي.
  • بحثت دراسة حديثة فيما إذا كانت العقارات المُهلوّسة توفر الراحة لمرضى الألم المزمن.
  • استنتجت الدراسة أنّ العقارات المُهلوّسة تُسّكن الألم المزمن، وتُحسّن نوعية الحياة، وتقلل الإعاقة.

فحصت دراسة حديثة تم نشرها في إصدار أغسطس 2023 لمجلة Neuropharmacology ما إذا كانت الأدوية المُهلوّسة (على سبيل المثال بسيلوسبين psilocybin، وLSD، وميسكالين mescaline) قد تخفف من الألم المزمن، ووجدت أدلة أولية تدعم هذا الاستنتاج.

لنوّضح بعض المصطلحات أولاً قبل مناقشة الدراسة.

ما هو الألم المزمن؟

على خلاف الألم الحاد، والذي يستمر لفترة قصيرة ويرتبط بتلف في النسج، يُشير الألم المزمن إلى ألم مستمر أو متكرر لمدة أشهر أو حتى سنوات.

في الولايات المتحدة الأمريكية، يعاني واحد من خمسة بالغين من الألم المزمن. أي يعاني أكثر من 50 مليون أمريكي من أعراض مستمرة متعلقة بالألم في معظم الأيام.

قد تسبب العديد من الحالات (أو ترتبط) بالألم المزمن. مثل التهاب المفاصل، والألم الليفي العضلي، وألم القدم، ومتلازمة الأمعاء الهيوجة، وألم الركبة، والإصابات القديمة والجراحة السابقة.

كما قد تفاقم العديد من العوامل الحيوية، والنفسية، والاجتماعية الألم. على سبيل المثال، وجدت دراسة أنّ الشعور بالوحدة مرتبط مع زيادة الألم الحاد والمزمن. كما يرتبط الشعور بالذنب، وهو شعور شائع في هذه الفئة من المرضى أيضًا بألم وأداء أسوأ.

علاجات محتملة للألم المزمن

يمكن معالجة الألم المزمن باستخدام أساليب مختلفة:

-مساعدة النفس: ويتضمن هذا الراحة، والتخفيف من التوتر، وتمارين التنفس، والتأمل، وممارسات الاسترخاء، وتناول الغذاء الصحي، وخسارة الوزن، وممارسة التمارين الرياضية، والنوم الصحي وغيرها.

-المناهج القائمة على القوة: ومنها مناهج علم النفس الإيجابي مثل مقابلة الحياة بحماس والتخيُّل الإيجابي وكتابة رسائل الامتنان والفكاهة.

-العلاجات النفسية: يمكن أن يكون العلاج مساعدة كبيرة خاصةً العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وعلاج القبول والالتزام (ACT).

-العلاج والطرائق الفيزيائية: يمكن أن يشمل التدليك وتقنيات التبريد والتدفئة والموجات فوق الصوتية والارتجاع البيولوجي وتحفيز الأعصاب بالكهرباء.

-العلاجات الدوائية: الأدوية التي تباع دون وصفة طبية مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)، والحقن الستيروئيدية، والأفيونات، والأدوية غير الأفيونية (مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات) وغابابنتينGabapentin.

– الجراحة: ينصح بها في حالات نادرة من الألم الشديد والمستعصي.

هل تستطيع المُهلوّسات المساعدة في علاج الألم المزمن؟

ناقشت الورقة العلمية الحديثة والتي كتبها F. Z. Zia من the National Institutes of Healthوزملاؤه عبر الولايات المتحدة الأمريكية علاجًا آخر محتمل أن يكون فعالاً في الألم المزمن هو العقارات المُهلوْسة مثل بسيلوسبين (الفطر السحري)، وثنائي إيتيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)، وميسكالين، وثنائي ميتيل تربتامين (DMT).

المُهلوّسات هي مواد فعالة نفسيًا تُحرّض تغيرات في حالة الوعي وتجارب هلوسة (كالذي يحدث عند استخدام الفطر السحري أو إيتيل أميد حمض الليسرجيك). ورغم أنّها تستخدم عادةً لغايات ترفيهية، كانت الدراسات الحديثة حول الاستخدام الطبي للمُهلوّسات واعدة.

على سبيل المثال، وجد أنّ البسيلوسبين يقلل من الاكتئاب.

استنتج Zia وآخرون عند مراجعة البحث أنّ المُهلوّسات تبدو مفيدة في علاج اضطرابات الصداع (الصداع النصفي والصداع العنقودي) وآلام السرطان وآلام الأطراف الوهمية وآلام الأعصاب. كما أشاروا إلى أنّ المُهلوّسات قد تكون (مشاركات فعالة) في “التعامل مع الألم المزمن والأمراض المشتركة التي تسبب ألم غالبًا، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب الشديد لدى مرضى السرطان”.

لكن، ليس هناك إجماع حول آلية تأثير هذه الأدوية في تقليل الألم المزمن.

تتضمن الآليات المحتملة عمليات متعلقة بالسيروتونين (مع تأثيرات محتملة مضادة للالتهاب)، وعمليات متعلقة بالدوبامين، والمطاوعة الدماغية، وتغيرات في وظيفة الدماغ التوصيلية (تغيرات شبكة الوضع الافتراضي على سبيل المثال).

هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث للإجابة على الأسئلة المتعلقة بآليات التأثير والأسئلة المتعلقة بالأمان والفعّاليّة أيضًا، والجرعات المثالية (الجرعات الصغيرة مثلاً)، وأهمية التجارب الروحية للفوائد العلاجية، وتأثير المُهلوّسات على نوعية الحياة والاضطرابات النفسية المتزامنة.

النهج متعدد الوسائط لعلاج الألم المزمن

تعد العقارات المُهلوّسة علاجات مساعدة واعدة -جزء من نهج متعدد الوسائط، وهو نهج يتضمن استخدام أساليب مختلفة معًا. لماذا متعدد الوسائط؟ لأنّ الألم يؤثر على عدة محاور:

-حيوية: مدى المرض أو الإصابة المسببة للألم، والاستعداد الجيني لحساسية الألم، والأمراض الأخرى، والتوتر.

-نفسية: المشاعر (كالخوف والقلق والغضب والاكتئاب والشعور بالذنب والشعور بالعار)، ومهارات التأقلم، والميل للقلق والتهويل (على سبيل المثال، الاعتقاد أنّ الألم لا يحتمل ولن يتحسن أبدًا).

-اجتماعية: المواقف الداعمة مقابل الانتقادات ووجهات نظر وردود فعل الأحباء (الآباء والأشقاء والأزواج) تجاه الألم ومتطلبات العمل والحصول على رعاية طبية جيدة والمعتقدات والمعايير الثقافية.

– روحية: تقدير ألم المريض، والإحساس بالمعنى والهدف من الحياة، والإيمان بإمكانية الشفاء (حتى في حال عدم وجود علاج)، والشعور بالتواصل مع الإنسانية والحياة، والثقة بالله أو الكائنات المتسامية الأخرى.

كما هو واضح، يتأثر إدراك الشخص للألم بعدة عوامل. وكي ينجح نهج العلاج المُتبّع، يجب أن يحيط بكافة أبعاد الألم. ويجب علينا وضع هذا في الحسبان لدى دراسة الاستخدامات الطبية للمُهلوّسات.

الخلاصة

يشير مصطلح الألم المزمن إلى ألم مستمر لفترات طويلة أو ألم متكرر.

وفقاً للأدلة الأولية، يبدو أنّ عددًا من المُهلوّسات تُسّكن الألم المزمن، وتخفف من الضيق والإعاقة وتُحسّن نوعية الحياة لدى مرضى الألم المزمن.

غير أنّ المُهلوّسات ليست حلاً لعلاج الالم المزمن. لماذا؟ لأن الألم المزمن، رغم وصفه عادةً كإحساس جسدي، فإنّه يتأثر بالعديد من العوامل الحيوية والنفسية والاجتماعية والثقافية والروحية: الجينات، والسمات الشخصية، والحالات النفسية (على سبيل المثال، الشعور بالذنب، والخوف من الموت، أو الميل إلى التهويل)، ومهارات التأقلم، والوحدة، والبطالة، والمعتقدات الثقافية تجاه الألم أو الإعاقة، والشعور بالمعنى والهدف من الحياة.

لذا، رغم إمكانية أن يكون للمُهلوّسات قيمة علاجية، إلّا أنّها عنصر واحد فقط من العلاج الفعّال.

ومن أجل التعامل مع الألم المزمن بفعّاليّة، يجب علاج الشخص جسديًا وعقليًا وروحيًا.

قد يؤدي التفكير المختلف إلى خيبة أمل من هذه الأدوية، أو إلى إساءة استخدام المُهلوّسات.

  • ترجمة: ناديا أبوسمره
  • تدقيق علمي ولغوي: عهد محروقة
  • المصادر: 1