كيف تقود النساء ثورةً في العلاقات؟

“تنصتْ الملكات العصريات لأصواتهنَّ الداخلية وشهواتهنْ الجنسية”.

نقاط مفتاحية

  • نحن في منتصف عصر النهضة الأنثوية.
  • تختار اليوم النساء المتوسطات في العمر شركاءً لهن من الرجال يبدون مثلهن ويشعرونهن بالرضا.
  • يختار الرجال الأصغر سناً مع النساء الأكبر علاقات أساسها الرغبة والتقدير المتبادلين.
  • تشير العناوين الصحفية الرئيسية لعام 2023 على أنه “عام المرأة الخمسينية” إذن نحن نتحدث الآن عن منتصف عصر النهضة الأنثوية.

بالطبع نحن اعتّدنا بثقافاتنا على ابتعاد النساء عن الأضواء مع تقدّمهن في العمر، بينما حالياً هناك تحوّل اجتماعي لا يمكن إغفاله بوجود عدد كبير من الاحتفالات الأنثوية المرحبّة باستعادة النساء للأضواء والدافعة للجمهور باتجاه الوثوق بالحكايات التي تُحكى عنهن وتواجدهنَّ المؤكد.

أمامنا الممثلة ميشيل يوه الحائزة على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة وهي في عمر ال60 عام وتقول: “لا تسمحنَ أيتها السّيدات لأي أحد أن يقول لقد مضت بكنَّ ذروة العمر!”.

وحتى السّيدات عارضات الأزياء في أسبوع الموضة في باريس فيولا دافيس، هيلين ميرين وآندي ماك ويل باستعراضهنَّ بالأثواب الفضية والشعر المُسدل باللون الفضي.

فالحديث عن حياة تلك النساء الجنسية قليل عبر منصة الانستغرام.

“الملكات العصريات”

من الواضح أن تحوّلاً جذرياً بدأ يأخذ شكل ثورة لدى النساء فوق عمر ال50، منْ يواعدنَّ؟ وكيف يرينَّ أنفسهنَّ؟

هذا ما يغير من أفكارنا السابقة من نكون جميعنا؟

علاقة سيلينا ميلر الغرامية وحملها من أولى غري وهو شاب يصغرها ب15 عام، ومثال آخر بصدمة مزدوجة لامرأة تستخدم شاب قوي جنسياً كعامل يحقق لها سعادة جنسية في فيلم بعنوان “Good luck to you le Grande” هما مثالان حديثان بعض الشيء عمّا يصفه علماء الانتروبولوجيا مواعدة النساء لرجال أصغر منهن ب “نقص الزواج عمرياً” وهذا ليس حكراً على المشاهير.

وفقاً لاستطلاع رأي أجرته رابطة للمتقاعدين، يظهر فيه أن نسبة 34% من نساء أمريكا فوق سن ال40 يقمنّ علاقات جنسية مع رجال أصغر منهنَّ سناً.

وقد وجدت دراسة أخرى أن علاقات النساء “بعمر نقص الزواج” تُسجل مستويات عالية من الرضا والالتزام عاطفياً.

علاوةً عن اهتمام علماء الأنتروبولوجيا بالاختبارات البشرية، وتطور أدوار الجنس بين الجنسين نجدهم مهتمين بارتفاع نسبة النساء الأكبر عمراً اللواتي يواعدنَّ رجالاً أصغر منهنَّ.

بما تخبرنا هذه العلاقات؟ أين نحن؟ وما تأثير ذلك على الثقافة؟

بالحقيقة المثبتة أن هؤلاء الأزواج واقعيين، فالرجال في منتصف العمر أو من يعيدون ارتباطهم بنساءٍ أصغر منهم، يُبعدون أنفسهم عن قائمة حسابات النساء بنفس أعمارهم، مما يفتح المجال أمام الرجال الأصغر سناً كشركاء محتملين لهنَّ.

ومن مشاركة أنثوية في تقريرنا الذاتي بدراسة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث قالت: “وجدتُ نفسي عالقة بعلاقة مع رجل يصغرني سناً، أولاً بسبب عدم تواجد رجال من نفس عمري على برامج المواعدة ومن ثم أدركتُ أهمية صحبة [الشبان الأصغر سناً] مما جعل الأمر محتمل” جزئياً “.

لأن النساء يرفضنَّ الصور النمطية عن كونهنَّ دخلنَّ في فترة الغروب والذبول، فتظهرهنَّ البيانات بأنهن منْ يصنعنَّ خيارات جريئة تُغير نمط حياتهنَّ بما ينعكس على نمط نسيجنا الاجتماعي وبطرق ُملفتة.

منهنَّ من يطلبنَّ الطلاق ويحتفظنَّ بمدخرات غالباً أكثر من مثيلاتهنَّ تحت سن ال 50 عام كما ينشغلنَّ بالاهتمام بأنفسهنَّ من ممارسة رياضة، إتباع حميات غذائية وتكوين صداقات تدعمهنَّ وتطيل من أعمارهنَّ، كما يخضعنَّ للعلاج ضعف ما يفعله الرجال.

مما يجعل الأمر طبيعياً، أن تنقل العديد من النساء في منتصف العمر، شعورهنَّ بالثقة بتقديم “بعض الحركات”.

وتقول الباحثة في الطب النفسي السريري روبي لودويج عن هذه الفترة الحياتية: “هناك دافع قوي لكل منهنَّ لسماع صوتهنَّ واستعادة المطالبة بحياتهنَّ الخاصة بهنّ”.

وتجد النساء المنجذبات للجنس أنفسهنَّ أحراراً من مخاوف الحمل ويمارسنَّ الجنس بصفاء تام للمرة الأولى، كما يمكن أن يكون الوقت مناسب لهنَّ للتعبير عن الجنس من مثل الزواج الأحادي والسلاسة الجنسية.

وعلى الرغم من الرسائل الثقافية السلبية إلا أن النساء يتمتعنَّ بازدهار في تكوين شبكة علاقات صداقة، صحة جيدة، دعم وتقدير للذات بشكلٍ يساهم في تمكين المرأة في منتصف العمر وايجادهنّ ظروف خارقة لقوتهنَّ الذاتية بما في ذلك القوّة في اختيار شركاء أصغر منهنَّ سناً.

السعادة في الاختيار

وتؤكد الدراسات بأنه بينما واظبت النساء في الماضي على اختيار الرجال الأثرياء والمتنفذين، تميل تلك النساء اليوم إلى اختيار شركاء لهم سمات مشابهة لهنَّ وقادرين على إسعادهنَّ. وأيضاً يهتم الرجال الأصغر غالباً بأنفسهم نفسياً، جسدياً وعاطفياً، كما تفعل نساء منتصف العمر.

كما تصف امرأة زواجها من رجل تكبره ب 19 عاماً : “أحبُّ شعوري بالشباب وأنا معه، وكم جميلة العلاقة، كم تعلّمتُ وكم تقبّلتُ حاجاتي ورغباتي الجنسية بفضل علاقتنا الغرامية، وأشعر أننا اجتمعنا سويةً كي نساعد بعضنا في شفاء أنفسنا”.

ونساء أخريات وصفنَّ سعادتهنَّ باختيار رجال لديهم مهارات بالتواصل وآراء فكرية تمثل أهمية لهنَّ.

“هو [أصغر] إلا أننا أكثر تقارباً من لو أن الرجل بنفس عُمري، كلانا يملك نضج عقلي ونعمل ما يجب علينا فعله هو يهتم لنفس الأشياء التي تهمنّي كالأمور المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، حركة حياة السود المناهضة للعنف”.

وعوداً إلى موضوع الجنس، حيث لم تخبرنا بعض النساء عن حياتهنَّ مع الرجال الأصغر سناً في غرف نومهم “[أعضائهم الذكورية] تعمل بشكلٍ أفضل يستطيعون مواكبة الرغبة الجنسية جيداً.

التيار الذكوري

لدى الرجال الصغار ثورة خاصة بهم يرفضون من خلالها “العقبات” التقليدية التي تُظهر التفوق الذكوري كجنس مغاير مثل الأبوّة والشراكات مدى الحياة، فيمكن للبقاء مع امرأة أكبر منه أن يناسبه تماماً.

وفي معرِض الحديث عن الأطفال والالتزام قال لنا رجل: “لا أحب أن أشعر بالانزعاج منذ ثالث موعد غرامي، فهذه ليست قضية [معها] [هي] لأنها مسبقاً اجتازت تلك المراحل، القضية الآن متعلقة بالوقت الراهن والاتصال.

بالإضافة إلى أن العديد من شباب الجيل ورجال الألفية يرغبون بالتركيز على الاحتواء، العدالة وطرق الاهتمام أو “رعاية الذكور” وهم يبحثون عن اكتشاف وجوه مختلفة للحياة- السفر حول العالم، النشاط الاجتماعي، التظاهر، المخدرات، التواصل، الفنون التعبيرية أكثر من الانغماس في عالم الذكور المهيمن (السّام) تُترجم من خلال إعادة التفكير بالفرضيات الثقافية المتأصلة حول أن أفضل شريك للأنثى هو الشاب القادر على الزواج بها.

وأَخبرنا الشباب الذين واعدوا نساءً أكبر منهم مراراً بأنهم كانوا يفضلون أن تكون النساء الأكبر شريكات مستقلات، طموحات ويتفوقنَّ من حيث المقدرة بكافة المجالات على مثيلاتهنَّ الأصغر سناً بدءاً من جدولة المواعيد وانتهاءً بتعليمات غرفة النوم.

وأكدّ أحدهم: “النساء الأكبر هنَّ أكثر قدرة على إيصال ما يرغبنَّ به من داخل أو خارج السرير بوسائل بناءة، غير مهيمنة وغير مهددة جعلتني أفضل عاشق لهنَّ” بينما اشتكى رجل آخرمن أن النساء الأصغر منه يكنَّ “رقيقات” حتى في ظهورهنَّ. ورجال آخرون ممن كانوا سعداء في مواعدة نساء أكبر منهم وثمّنوا عالياً تجاربهم في الدخول إلى عالم النساء الاجتماعي والعاطفي ووصفوها بأنها “مثيرة” “عالمية” “متطورة”.

الخاتمة

قبل 65 عاماً كان خبيرًا قد وصف أن اقتران النساء برجالٍ أصغر منهنَّ سناً يُعتبر عملا مشينا ومُدانا.

اليوم، على أية حال، علاقة الرجال بنساءٍ أكبر منهم، على الشاشة وفي الحياة، غالباً ما تخلقُ علاقات أساسها الرغبة المتبادلة التي تُشعل أدوار الجنس والنصوص الجنسية التقليدية.

وخلافاً للصور النمطية التي لا تزال تتدخل في عناصر صناعة التسلية والترفيه، لم تفقد النساء شغفهنَّ بالجنس أو رغباتهنَّ الجنسية مع تقدمهنَّ بالسن.

حيث يتم اعتبارهنَّ مُشعلات لكلٍ من رأس المال الثقافي والجنسي وبما يتنناسب وتطلعات أولئك الشبان بنضوجهم الجنسي، استقلاليتهم وقوّتهم.

  • ترجمة: لينا شعبان
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1