ما تأثير عدم تناول وجبة الفطور على الدماغ؟

في منتديات الانترنت، يبدو بعض لاعبي كمال الأجسام مقتنعين أنّ عدم تناول وجبة الفطور لا يؤذي الجسم ولا يتعارض مع زيادة الكتلة العضليّة. ويقترح بعض المشاركين في هذه النظرية أنّ أجدادنا من الصيادين أو جامعي الثمار لا يتناولون الفطور لأنه كان عليهم الذهاب إلى الصيد للحصول على الطعام حين يستيقظون.

في الواقع، لا نعلم ماذا كان يتناول أجدادنا على الفطور، لكنني لن أتفاجئ إذا كانوا يأكلون بعض الجذور النيئة والمكسرات والبذور قبل التوجه إلى السهول لإيجاد الطعام. رغم هذا، يشير ما نعرفه عن وجبة الفطور بشكلٍ عام إلى أن لاعبي كمال الأجسام هؤلاء مخطئون.

ما هي وجبة الفطور؟

من المعروف أن وجبة الفطور الأمريكية التقليدية غير صحية. نتيجة لذلك يستخدم مؤيدو نظرية تخطي وجبة الفطور هذا كحجة تدعم موقفهم.

يُفضل الأمريكيون حتمًا تناول مزيجٍ رائعٍ من الدهون والملح والسكر في وجبة الفطور. حيث توجد متاجر الفطائر المُحلّاة على طول الطرق الشهيرة المؤدية لمواقع العمل لأن هذا ما يريد الناس تناوله صباحًا.

علاوة على ذلك، تبيّن أنّ معظم البالغين الأمريكيين يعتقدون أنّ الطعام الأمريكي التقليدي مناسب للفطور رغم انخفاض قيمته الغذائية. كما يرى الناس أنّ البدائل الغذائية الإضافية التي يتناولونها على الغداء أو العشاء هي ببساطة غير مناسبة لوجبة الفطور.

نتيجة لذلك، يتردد الناس في إضافة بدائل غذائية لخيارات وجبة الفطور. ومن المحتمل أنّ هذا يفسر لماذا يوجد في بقاليتي علامة تجارية واحدة لرقائق الحبوب بدون سكر مضاف.

هل يجب أن تأكل السكر في وجبة الفطور؟

مع ذلك، إن تناول السكر على الفطور أمرٌ جيد. يعد السكر محفّز معرفي فعّال-يمكنك قراءة Your Brain On Food للحصول على معلومات أكثر عن هذا الموضوع-، ووجدت الدراسات على الناس الذين يتناولون وجبة الفطور، أنّ زيادة مستوى سكر الدم قد حسّن وظيفة الذاكرة. حيث يرتبط التحسن في وظيفة الذاكرة بتركيز الغلوكوز في الدم.

وعلى العكس، أثّرَ عدم تناول وجبة الفطور سلبًا على قدرة الأفراد على تذكر قائمة الكلمات عند قراءة قصة بصوتٍ عالٍ. كما واجهوا صعوبة في تذكر العناصر عند العد التنازلي. أي أن عدم تناول الفطور يؤثر على الذاكرة فقط دون التأثير على الذكاء.

لحسن الحظ، يمكن عكس انخفاض أداء الذاكرة المرافق لعدم تناول الفطور من خلال تناول المشروبات السُكريّة. وتبيّن أن تناول الكربوهيدرات البسيطة ذات المؤشر السُكرّي المرتفع مثل حبوب الفطور والفطائر المُحلّاة يؤثر في الذاكرة من خلال الرفع المؤقت لغلوكوز الدم.

التأثير الجسدي للفطور غير الصحي

على كل الأحوال لا يكون ما يفضله الدماغ دائمًا خيارًا جيدًا لباقي الجسم، والفطور السيء يسبب عواقب جسدية ونفسية. فهناك علاقة بين تناول فطور غير صحي وسمنة البطن ومؤشر كتلة الجسم. كذلك، ترتبط بعض مؤشرات الصحة العقلية -الرضا الذاتي- والرضا عن شكل الجسم والرضا عن الحياة ارتباطًا وثيقًا بجودة الفطور. كما أن لكُلٍ من العمر والجنس دورٌ أيضاً، فالفتيات وكبار السن لديهم خطر أكبر لمواجهة مشاكل صحية ناتجة عن انخفاض جودة الغذاء.

ومن المثير للاهتمام أن عدم تناول الفطور أيًّا كان نوعه زاد من احتمال التعرض للاكتئاب والقلق والتوتر النفسي لدى جميع الأعمار. كما ترافق عدم تناول الفطور المتكرر مع انخفاض الشعور بالسعادة والإحساس بالوحدة واضطرابات النوم (قلة النوم أو كثرته) وضعف الأداء الدراسي. وهناك علاقة واضحة بين تناول الطعام الجيد والنوم الصحّي وبين التمتع بصحة عقلية وجسدية جيدة.

ماذا لو أجلت تناول الفطور لوقتٍ لاحق؟

يتأثر الجسم بالتواتر اليومي لتناول الطعام. درست تجربة جديدة تأثير تناول معظم السعرات الحرارية في وقتٍ متأخرٍ من اليوم. قُسّمت النساء البدينات إلى مجموعة تتناول معظم السعرات الحرارية على الفطور (700 سعرة على الفطور، و500 سعرة على الغداء، و200 سعرة على العشاء) ومجموعة تتناول معظم السعرات الحرارية على العشاء (200 سعرة على الفطور، و500 سعرة على الغداء، و700 سعرة على العشاء) لمدة 12 أسبوع.

أظهرت مجموعة الفطور خسارة أكبر للوزن وتناقص محيط الخصر. كما انخفض كُلًّا من الغلوكوز الصيامي والإنسولين بشكل واضح لدى مجموعة الفطور. وانخفضت مستويات الدهون الثلاثية نحو 33.6% في مجموعة الفطور وارتفعت في مجموعة العشاء بشكلٍ كبير.

وتبين أنّ عدم تناول الفطور وتناول الطعام بشكلٍ مفرط على العشاء له دورٌ مهمٌ في زيادة الوزن والسُّمنة. علاوة على ذلك، اعترف الناس الذين لا يتناولون وجبة الفطور بأنهم لا يشعرون بالشبع ويشعرون بالجوع بين الوجبات.

إذا كان ذلك يشبهك فقد يكون قد حان الوقت لتستمتع بالفطور ثانيةً، وعمومًا إن الرسالة التي نريد إيصالها من خلال الدراسات على البشر هي أن تتناول فطور كبير وعشاء خفيف. ولتتبع المثال القائل: تناول فطورك كأنك ملك، وغدائك كأنك أمير وعشاءك كأنك فقير.