أين اختفى صغار الحمام؟
فيما يتعلق بسكان المدن، قد يبدو أن الحمام يتكاثر بسحر جميع الطيور التي تنخفض علينا، أو التي تتدافع عندما نمشي، هي بالكامل من الطيور الكبيرة. لماذا لا نرى أبدًا حمامًا صغيرًا في أي مكان؟
كن مطمئنًا، الحمام الصغير، أو الزغاليل، موجودة بالفعل، ويوجد سبب جيد لعدم رؤيتها. إذ يرجع ذلك جزئيًا إلى مكان عش الطيور: الحمام، المعروف أيضًا باسم حمام الصخور، فهو يبني أعشاشه في أماكن تشبه الكهوف والمنحدرات التي استخدمها أسلافه في البحر الأبيض المتوسط. قال تشارلز والكوت، البروفيسور السابق في جامعة كورنيل والمدير التنفيذي السابق لمختبر علم الطيور: «في مدينة نيويورك، يبني الحمام أعشاشه في أي مكان يجده، وفي أي فتحة على حواف النوافذ، أو على الأسطح، أوتحت الجسور، أي يفضّل الأماكن المحمية إلى حد ما»، ثم قال لمجلة Mental Floss في عام 2014: «يوجد الكثير من المنحدرات الصناعية الجميلة التي أقامها الناس في نيويورك».
والسبب الآخر في ندرة رؤية الزغاليل هو مدة بقائها في العش (من شهر إلى ستة أسابيع)، إلى أن تكبر إلى حجم كافٍ. ويقول والكوت: «يعتقد سكان المدن عمومًا أن الحمام كالجرذان في السماء، لكن يبدو أن الطيور عادة تكون آباء جيدة، فالذكر والأنثى كلاهما يهتمان بالصغار ويطعمانهما، فإذا مات أحد الوالدين، يصبح من الصعب على من بقي تربية الصغار. ولكن في كثير من الأحيان سيبقى الصغار على قيد الحياة». يعيش الحمام الصغير على غذاء الحليب الحمامي (الخلايا الظهارية (أو الجلدية) المهضومة التي تصنع في معدة والديهم، حتى يصبحوا كبارًا بما فيه الكفاية لتناول بعض الطعام الصلب. ويقول والكوت: «يتقيأ الوالدان أشياء ساحرة مثل حبوب الذرة وما إلى ذلك». والحمام في الغالب يأكل الحبوب، وبالمناسبة (أسلافه كانوا يتغذون على الحبوب من الحقول)، ومع ذلك فوفقًا لوالكوت: «ستكون بطاطس ماكدونالدز المقلية بخير، شكرًا لك».
بمجرد أن يغادر الزغلول العش، يتجاهل والديه، ويبدأ في تغذية نفسه لأول مرة، وينضم إلى سرب، وكما قال والكوت: «يتكون السرب من الطيور نفسها التي تتجمع يومًا بعد يوم في منطقة معينة، وستكون متميزة عما يحدث على بعد بضعة مبان»، وقال أيضًا: «للحمام في المدينة ترابط نسبيّ، إذ لديه منطقته الخاصة حيث يجتمع، وإذا أخذته بعيدًا يعود، مع أنه ليس في عجلة من أمره للقيام بذلك».
ربما من الأفضل عدم رؤية الحمائم الصغيرة. فهي وفقًا لوالكوت: «مثيرة للاشمئزاز، فهي عارية، وريشها صغير وردي، وهي نصف شفافة تقريبًا». يمكنك رؤية زغلول نادر في شوارع بروكلين هنا، إنها ليست جميلة، لكن لا يزال من الممكن أن تكون قد رأيت حمامة صغيرة ولم تكن على علم بها. فكما قال والكوت: «غالبًا يمكنك التعرف على صغير الحمام لأن لديه بضعة ريش صغيرة تبرز من خلف رأسه»، «ربما يكون ذلك حمامًا صغيرًا».
عرضت نسخة من هذه القصة في عام 2014؛ جرى تحديثها لعام 2023.
- ترجمة: محمد عمر الدهان
- تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
- المصادر: 1