ما هو المرض X؟ ولماذا يتحدث الناس عنه؟

ظهر «المرض X» مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي وآخر الأخبار، لذا ما هو المرض X بالضبط؟ لم يتحدث الجميع عنه؟ وهل يعد شيئًا يستحق القلق بشأنه؟

ما هو المرض X؟

يلجأ بعض العلماء ومنظمة الصحة العالمية لاستخدام مصطلح «مرض X» للإشارة إلى مسببات الأمراض المجهولة التي لديها إمكانية إحداث وباء عالمي خطير على نطاق COVID-19 أو أسوأ من ذلك.

ولا يعد هذا المصطلح جديدًا. لقد استخدمته منظمة الصحة العالمية لأول مرة حوالي عام 2018، لكنه عاد لخيال العامة عندما ظهر COVID-19، مما يسلط الضوء بشكل صارخ على الحاجة للتأهب للأوبئة. في الواقع، أقدم بعض العلماء حتى على القول بأن فيروس COVID-19 يمكن اعتباره «مرض X الأول» لأنه كان مرضًا جديدًا، وغير معروف للعلم عندما بدأ يصيب البشر وينتشر بينهم.

ما هو المرض X القادم المحتمل؟

في الواقع لا أحد يعلم.

تمتلك منظمة الصحة العالمية قائمة أولويات تضم مسببات الأمراض المعروفة التي لديها القدرة على إحداث تفشي كبير للأمراض على مستوى العالم، بما في ذلك حمى الكونغو القريمية النزفية، والإيبولا، ومرض فيروس ماربورغ، وحمى لاسا، وأمراض نيبا وأمراض الفيروسات الهينيبية، وحمى وادي السحب، وزيكا، وفيروس متلازمة التنفس الشرق الأوسط (MERS-CoV)، ومتلازمة التنفس الحادة الشديدة (SARS)، وكوفيد-19.

كما تشمل القائمة «المرض X»، وهو اسم يدل على أي مسبب مرض معدي جديد لم يُرصد لدى أي عالم بعد.

يُعامل «المرض X» على أنه «المجهول المعروف»، ويمكن تشبيهه بالخطاب السيئ لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في عام 2002. إذ إن طبيعة التهديد غير واضحة على وجه الدقة، ولكن من الواضح أن التهديد موجود.

ربما يكون هناك قريبًا من مسبب مرض ما بالفعل؛ منتشر بشكل غير مكتشف بعد في مخزن طبيعي، بانتظار التحور المناسب والفرصة التي ستسمح له بالاجتياح بين البشر. ببساطة، لا نعرف بعد.

لماذا يتحدث الناس الآن عن المرض X؟

نوقش المرض X مؤخرًا في جلسة نقاش خاصة بإحدى لجان الخبراء في اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي لعام 2024 في دافوس، والتي شارك فيها الدكتور تيدروس آدهانوم جبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

لقد أثارت هذه المناقشة بعض النظريات الشائعة على سبيل «النخب العالمية التي تستعد لإطلاق المرض X». ومع ذلك، هذا تحريف تام لما قيل. في الواقع، كانت المناقشة ببساطة حول التحضير للوباء القادم، الذي يكاد يكون لا محالة (كما كان دائمًا على مر التاريخ البشري).

قال الدكتور تيدروس: «يستخدم مصطلح X للدلالة على عدوى غير معروفة… على الرغم من أن فيروس كوفيد ظهر على الفور، كنا نُعِد لظهور أمراض شبيهة بكوفيد. قد نعتبر كوفيد ك “أول مرض X” حتى الآن، وربما يحدث مرة أخرى».

وأضاف: «بالطبع، هناك بعض الأشخاص الذين يعتقدون بأن هذا قد يخلق حالة من الذعر. لا، من الأفضل أن نتوقع أن شيئًا قد يحدث، لأن ذلك حدث في تاريخنا عدة مرات، وأن نستعد له».

هل يجدر بنا القلق حول المرض X؟

في الواقع، نعم. لكن ليس هناك حاجة للذعر، فبالتأكيد لا داعي لاقتحام المراكز التجارية بحثًا عن المستلزمات الضرورية.

مرة أخرى، من المحتمل بشكل تقريبي أن يحدث وباء عالمي آخر في المستقبل. لقد غيّر انتشار الأمراض البشرية على مر التاريخ، وشكّل باستمرار شكل المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

لقد أصبح خطر اجتياح الأوبئة في القرن الواحد والعشرين أعلى بكثير نظرًا لأننا نعيش في عالم مترابط بشكل فائق، عالم متحضّر، ومتعدّد الثقافات الأمر الذي يخلق حالة مثاليّة لتفشي مسببات الأمراض عبر الملايين من الأفراد. علاوةً على ذلك، زيادة تدخل الإنسان في العالم الطبيعي تزيد من احتمالية مواجهته لمسببات الأمراض المحتملة وحدوث الاجتياح.

الخبر السار هو أن العالم يتخذ بالفعل خطوات للتأهب للوباء القادم، من خلال مجموعة من التدابير الاستعدادية والوقائية والاستباقية. كما نأمل أننا تعلمنا بعض الدروس الجيدة حول كيفية التعامل، وكيفية عدم التعامل، مع تفشي الأمراض من جائحة كوفيد-19.

  • ترجمة: وداد عنتر
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1