يعتقد العلماء أن الكون يشبه قاعة من المرايا

إليك الطريق نحو الحافة

يتجادل العلماء منذ عقود حول كيفية تشكيل الكون وشكله من حيث المعايير المعقدة التي تحكم قواعد المكان والزمان.

هل هو مستو بسيط، مثل نسخة أكبر من المساحات التي اعتدنا عليها؟ أم أن الكون يلتف حول نفسه كقطعة دائرية؟ أم أن له شكلًا غير مألوف؟

توصلت أبحاث جديدة نُشرت في مجلة Physical Review Letters، في الورقة الافتتاحية، تعاونًا جديدًا بين علماء الكونيات يُعرف باسم COMPACT، إلى أن توبولوجيا الكون (أي شكل هندسته الأساسي) ليست بسيطة على الإطلاق.

نظر الباحثون إلى الخلفية الكونية لللأشعة الميكروية، والتي هي بالأساس توهج متأصل في الفضاء، يعود تاريخه إلى الإشعاع القديم منذ بداية الزمان.

بينما لم يحددوا أي توبولوجيا معيّنة للكون، وجدوا أن البيانات حول إشعاع الخلفية المكروية للكون لا تستبعد بعض الأشكال الغريبة حقًا، وقد نعيش في شيء يشبه قاعة لا نهائية من المرايا.

عنصر المفاجأة

الفكرة الرئيسية للورقة تتمحور حول شكل يعرف باسم 3-torus أو ‘الطور الثلاثي’، كما أوضحت الجمعية الفيزيائية الأمريكية في ملخص للورقة، فإن هذا الشكل يشبه مكعب تتصل فيه كل مجموعة من الأضلاع المتقابلة، مما يعني أنه بغض النظر عن مدى كبر الكون، إذا نظرت بما فيه الكفاية إلى أعماقه، سترى مؤخرة رأسك.

وصفت الجمعية الأمريكية لعلم النفس التأثير بأنه ‘قاعة مرايا’، مضيفة أنّ: «خطوط الرؤية داخل 3-توروس (الطور الثلاثي) تشكل حلقات مغلقة تعيد المشاهد، لذا يبدو أن كل شيء يتكرر بشكل لا نهائي».

من الواضح أن كل هذا يتعامل فقط مع ما هو ممكن، وليس مع ما هو فعلي، وهذا هو السبب في أن COMPACT يحاول معرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على بصمة توبولوجية قابلة للاكتشاف في إشعاع الخلفية المكروية الكونية تعطي إجابة أكثر وضوحًا.

في مقابلة مع الجمعية الفيزيائية الأمريكية، بدا أن عالم الفضاء في جامعة كولومبيا ‘أوليفر فيلكوكس’ الغير مشارك في الورقة البحثية الجديدة، يوافق على أن أي احتمال جديد مقنع.

قال فيلكوكس: «هناك الكثير من الطرق الممكنة التي يمكن أن يكون الكون متصلاً توبولوجيًا بواسطتها والتي يصعب إحصاؤها».

  • ترجمة: وداد عنتر
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1