يزرع العلماء مادة مشعة في قرون وحيد القرن الحية لتسميم المستهلك

قرون التحذير

في محاولة لجعلها غير مفيدة للصيادين غير الشرعيين، يزرع الباحثون نظائر مشعة في قرون وحيد القرن في جنوب إفريقيا.

وقال جيمس لاركين، الأستاذ وعميد العلوم في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، لوكالة فرانس برس: «إن هذه المادة غير العادية ستجعل القرون غير صالحة للاستخدام… وهي تعتبر سامة للاستهلاك البشري».

وأضاف لاركين أن هذه النظائر ستكون «قوية بما يكفي لتشغيل أجهزة الكشف المثبّتة عالميًا»، مشيرًا إلى تلك الأجهزة التي رُكّبت أصلًا “لمنع الإرهاب النووي”.

وفي حال كنت تتساءل، فإن هاتين “الرقاقتين الصغيرتين المشعتين في القرن” لا تشكّلان أي خطر على صحة الحيوانات أو البيئة المحلية، مما يجعلها حلًا أنيقًا لمشكلة حقيقية جدًا.

خطر الانقراض

تعدّ قرون وحيد القرن مطلوبة بشدة لاستخدامها في الطب التقليدي، خصوصًا في آسيا، رغم عدم وجود أي دليل علمي يدعم التأثيرات العلاجية المزعومة لهذه القرون. ويمكن أن تتجاوز قيمتها الذهب أو الكوكايين حسب الوزن.

وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، قُتل 499 وحيد قرن في عام 2023، ما يمثّل زيادة بنسبة 11% مقارنةً بعام 2022. وبينما لا تزال ثلاثة أنواع من وحيد القرن مهدّدة بالانقراض بشكل حرج، فقد شهد وحيد القرن الأبيض في أفريقيا تعافيًا ملحوظًا بعد أن كان يُعتقد أنه انقرض، وذلك بفضل جهود الحفظ. ووفقًا للتقرير، يوجد نحو 15,000 وحيد قرن في جنوب أفريقيا.

وحيد القرن المشعّ

حتى الآن، فشلت المحاولات السابقة بما في ذلك تسميم أو طلاء القرون. حتى أن المحافظين على البيئة لجأوا إلى إزالة قرون وحيد القرن عمدًا منذ الثمانينيات لحمايتها من الصيادين غير القانونيين.

قالت فانيسا دوث، مرشحة الدكتوراه بجامعة نوشاتيل والمتخصّصة في حفظ وحيد القرن الأسود، لمجلة Discover العام الماضي: «إننا نتلقى الكثير من الانتقادات لاستخدام المنشار الكهربائي، لكنها أفضل وأسرع طريقة لإزالة القرون».

ومع ذلك، فإن لاركين متفائل بشأن محاولته الأخيرة. ويخطّط هو وزملاؤه لزرع نظائر مشعة في عشرين وحيد قرن.

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: «قد يكون هذا الإجراء هو الذي سيوقف الصيد الجائر. إن هذه أفضل فكرة سمعتها على الإطلاق».