العثور على فسيفساء قديمة في سوريا

سوريا، التي عانت من ويلات الحرب، عثر فيها على فسيفساء قديمة يعود تاريخها إلى 1600 عام، تصور هرقل برفقة 40 من عشيقات نبتون.

فقد اكتشف علماء الآثار في سوريا، التي مزقتها الحرب، فسيفساء مذهلة من العصر الروماني، تصور مشاهد من حرب طروادة، إلى جانب هرقل ونبتون محاطًا ب 40 من عشيقاته. يعود تاريخ هذه الفسيفساء إلى القرن الرابع الميلادي، وقد صُنعت باستخدام أحجار صغيرة وملونة بدقة فائقة.

وقد أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، يوم الأربعاء (12 أكتوبر)، عن اكتشاف لوحة فسيفسائية تمتد على مساحة 20 × 6 مترًا في مدينة الرستن، قرب حمص، التي شهدت معارك عنيفة خلال الثورة السورية، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس (AP).

وتتميز هذه الفسيفساء بحفاظها على تفاصيلها بصورة رائعة، إذ شُكّلَت في العصور القديمة بدقة فائقة باستخدام أحجار ملونة صغيرة لا يتجاوز حجمها 1.2 × 1.2 سم. ووُجدت هذه اللوحة داخل مبنى كان تحت سيطرة فصائل معارضة حتى عام 2018، قبل أن تستعيده القوات الحكومية، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC). ولا تزال أعمال التنقيب مستمرة لكشف المزيد من الآثار المدفونة تحت هذا الموقع.

وقد أفاد همام سعد، المدير المساعد في قسم الحفريات والبحوث الأثرية بالمديرية، لوكالة أسوشيتد برس: «لا يمكننا تحديد نوع المبنى، سواء كان حمامًا عامًا أم شيئًا آخر، لأننا لم نكمل أعمال التنقيب بعد».

وأضاف سعد: «تعد هذه اللوحة الجدارية اكتشافًا نادرًا غنيًا بالتفاصيل، وهي من أبرز الاكتشافات الأثرية في سوريا منذ بداية الحرب الأهلية في 2011 خلال الربيع العربي».

وتعود اللوحة إلى القرن الرابع الميلادي، بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية الغربية عن الشرقية (البيزنطية). وكان رجال أعمال من متحف نابو في لبنان قد اشتروا المبنى في البداية ثم تبرعوا به للدولة السورية، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

وتتضمن اللوحة الجدارية مشاهد من حرب طروادة، وهي حرب أسطورية دارت بين الإغريق والطرواديين في طروادة القديمة (التي هي في تركيا حاليًا)، كما ورد في الأناشيد الملحمية (الإلياذة) و (الأوديسة) لهوميروس.

كما تظهر اللوحة هرقل (المعروف عند الإغريق بهيراكليس) وهو يقتل هيبوليتا، ملكة محاربات الأمازون، بعد أن ذهب لاسترجاع حزامها كجزء من العمل التاسع من أعماله الاثني عشر.

لقد دُمر العديد من آثار سوريا ونُهب خلال 11 عامًا من الصراع، ولم يكن مستقبل الفسيفساء واضحًا في أثناء عملية التنقيب.

وقال سعد لوكالة أسوشيتد برس: «للأسف، حاولت مجموعات مسلحة بيع الفسيفساء في عام 2017 ونشروها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي».

  • ترجمة: سُهاد العُمري.
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1