حقنة واحدة شهريًا تُذيب الوزن وتحارب السكري: هل اقترب العلاج المثالي؟

يقول الباحثون إن تناول جرعة تجريبية على فترات متباعدة قد يُحسّن الالتزام بالعلاج ويوفّر تحكّمًا طويل الأمد. إذ تشير دراسة سريرية جديدة إلى أن تناول جرعة مرة واحدة كل شهر قد يؤدي إلى خفض كبير في الوزن خلال عام واحد، ويساعد في التغلّب على داء السكري والسمنة.

فقد أظهرت نتائج التجربة، التي نُشرت يوم الثلاثاء 24 حزيران/يونيو 2025 في مجلة NEJM، أن دواء Maridebart Cafraglutide أو «ماري تايد» قد يُقلّل وزن الجسم بنسبة تصل إلى 20% خلال عام واحد. وحتى بعد مرور 12 شهرًا من تناول الدواء، لم يتوقّف المشاركون عن فقدان الوزن، مما يشير إلى إمكانية فقدان المزيد من الوزن.
طُوِّر الدواء من قِبل شركة الأدوية أمجين Amgen، ويستهدف مجموعة الجزيئات نفسها التي تستهدفها الحقن الشائعة مثل “أوزيمبيك”، إلى جانب مسار آخر مرتبط بإفراز الإنسولين.
وقد وُجد أن فقدان الوزن الناتج عن الدواء الجديد كان مصحوبًا بتحسّنات في مؤشرات صحة القلب مثل محيط الخصر، وضغط الدم، ومستويات الدهون في الدم.
قالت آنيا جاستريبوف، مؤلِّفة مشاركة في الدراسة من كلية الطب بجامعة ييل: «تُظهر البيانات إمكانية تناول الجرعة مرة كل شهر أو أقل، وهو أمر مشجّع للغاية بينما نسعى لإيجاد علاجات طويلة الأمد ومستدامة للأفراد الذين يعانون من السمنة، سواءً أكانوا مصابين بداء السكري من النوع الثاني أم لا».

وقد شملت المرحلة الثانية من التجربة نحو 600 فرد قُسّموا إلى مجموعتين: المجموعة الأولى خاصة بالأفراد الذين يعانون من السمنة فقط، والمجموعة الثانية لأولئك الذين يعانون من السمنة وداء السكري من النوع الثاني.

تلقّى أفراد المجموعة الأولى حقن “ماري تايد” تحت الجلد بجرعات مختلفة تراوحت بين 140 و 280 و 420 ملغ كل أربعة أسابيع، مع زيادة تدريجية للجرعات كل بضعة أسابيع أو أشهر لبعض المشاركين. وقد أظهرت الدراسة أن العلاج أدّى إلى متوسط فقدان وزن قدره 20% لدى الأفراد المصابين بالسمنة فقط، ونحو 17% لدى أولئك المصابين بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني.
قال جاي برادنر، نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث والتطوير في شركة أمجين: «إن تناول حقن ماري تايد شهريًا أو أقل قد يُحسّن الالتزام بالعلاج والسيطرة على الوزن على المدى الطويل، مما يوفّر فرصة لتحسين النتائج الصحية للأفراد المصابين بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني والحالات المرتبطة بهما».

لكن وجدت التجربة بعض الآثار الجانبية الطفيفة إلى المتوسطة المرتبطة بالجهاز الهضمي لدى الأفراد الذين تناولوا الدواء، إلا أن هذه الآثار غالبًا ما اقتصرت على الجرعات الأولى، وقلّت عند الزيادة التدريجية للجرعة من دون التأثير على الفعالية. ولم تُسجَّل أي حالات توقّف عن تناول الدواء بسبب هذه الآثار الجانبية في أي وقت أثناء الدراسة.
يُقيّم الباحثون حاليًا فعالية الدواء في تقليل الوزن بشكل أكبر لدى الأفراد الذين فقدوا فعليًا 15% من وزنهم في التجربة الأخيرة. كما يأملون في اختبار فعاليته لفقدان الوزن لدى المصابين بأمراض القلب وتوقّف التنفّس أثناء النوم.

  • ترجمة: مريم مجدي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1