ماذا لو وُلدنا على كوكب المريخ؟
هناك احتمالية حقيقية لوجود المريخيين في المستقبل، لكن بدلاً من أن يكونوا فضائيين مثل أفلام الخيال العلمي، سيكونون بشراً ولدوا وترعرعوا في المريخ.
- لماذا ستكون بشرتك برتقالية اللون؟
- هل ستكون أنت نوعاً مختلفاً؟
- وهل ستكون قادراً على زيارة الأرض؟
بعض حلقاتنا السابقة ناقشت متطلبات العيش على المريخ، لكن هذه ليست إلا نصف القصة، فلبناء مستوطنات مستقرة على الكوكب الأحمر، يجب أن يبدأ الناس بإنجاب الأطفال.
كم عدد الأشخاص الذين سنحتاجهم لخلق مجتمع مكون من أصحاء غير أصليين؟
يقول البعض أننا سنحتاج فقط إلى 98 شخصاً، لكن البعض الآخر يقول إننا سنحتاج إلى 10,000 شخص كحد أدنى.
بغض النظر عن عدد النسل الجديد، سيستغرق الأمر بضعة أجيال حتى نبدأ بملاحظة فرق كبير بين أبناء الأرض وأبناء المريخ.
المريخ يعد الكوكب الأكثر شبهاً بكوكب الأرض في النظام الشمسي، لكنه ليس مثل الأرض تماماً، حيث ستخلق جاذبيته وهواؤه ومجاله المغناطيسي تحديات خطيرة لحياة الإنسان. غالباً ما تسير التحديات جنباً إلى جنب مع التطور، يولد الأطفال على الأرض ولديهم ما يصل إلى 120 طفرة جينية، انقل هؤلاء الأطفال إلى المريخ، وسيبدؤون بامتلاك متغيرات جينية ملائمة لحياة المريخ، ومن المحتمل أن تنتقل هذه الطفرات إلى أطفالهم.
بحلول الزمن الذي سنستقر فيه على المريخ، سيكون لدينا على الأرجح القدرة على تعديل جيناتنا، ووضع تطور المريخ على المسار السريع.
لذلك إذا ولدت في الجيل الثالث أو الرابع للمريخيين، ستكون مختلفاً كثيراً عما أنت عليه اليوم، لكن ما هي الأسباب الرئيسية التي ستجعل جسمك يتغير؟
أولاً، هناك الجاذبية، يمتلك المريخ ثلث جاذبية الأرض فقط، لذلك لن تواجه عظامك نفس القوة، ستفقد عظامك كثافتها وتصبح أكثر هشاشة، سيصبح كسرها مشكلة شائعة.
ثم هناك الهواء، على كوكب الأرض، أنت معتاد على هواء كثيف يحتوي في الغالب على النيتروجين والأكسجين، بخلاف كوكب المريخ الذي ستختبر به هواء خفيف مكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون مع كميات ضئيلة فقط من الأكسجين.
لن تكون قادراً على تطوير نظام تنفسي جديد بالكامل، لكن يمكنك تطوير طرق أخرى للتعامل مع نقص الأكسجين، يمكن أن يكون لديك شعيرات دموية أكثر كثافة وأكثر كفاءة في نقل الدم ونقل الأكسجين إلى عضلاتك.
ولكن حتى مع هذه التطورات، لا يزال يتعين عليك العيش تحت الأرض أو في منزل معزول بشكل كبير للبقاء على قيد الحياة في الجو القاسي.
ونظراً لأن الحياة على كوكب المريخ ستقتصر على المساحات الصغيرة، فلن يحتاج المريخيون إلى الرؤية لمسافات بعيدة، لذلك سوف تولد قصير النظر.
أخيراً، هناك الإشعاع، للأرض مجال مغناطيسي قوي يحمينا من الإشعاع الشمسي المميت، لكن للمريخ مجال مغناطيسي ضعيف منتشر على مدار الكوكب.
على الأرض، تنتج أجسامنا الميلانين، وهو يحمينا من الإشعاع الذي يخترق المجال المغناطيسي للأرض، لكن الإشعاع على المريخ سيكون أقوى بكثير، ولن يستطيع الميلانين حمايتنا منه، بدلاً من ذلك، سينتج جلدك الكاروتينات، سيساعد هذا الصباغ على حمايتك من سرطان الجلد عن طريق إبطاء أو إيقاف دورة الخلية.
يمكن للكاروتينات أن تجعل خلايا الورم الميلاني تدمر نفسها بنفسها، إنها أيضاً ما يمنح الجزر لونه البرتقالي الزاهي، بمعنى آخر، ستكون بشرتك برتقالية.
إذاً، بحلول جميع هذه التغيرات لجسمك، هل ستتمكن من زيارة الأرض؟
حسناً، لن يحتوي المريخ نفس النوع من البكتيريا والفيروسات الموجودة على كوكب الأرض. سيكون نظامك المناعي أضعف من النظام المناعي للأرضيين، ما يعني أن كوكب الأرض ممكن أن يشكل مكاناً خطراً بالنسبة لك.
حتى إن كان نظام المناعة لديك قوياً، فإن جاذبية الأرض ستكون أكثر من اللازم بالنسبة لعظامك الهشة، لذلك، إذا كنت قد ولدت على كوكب المريخ، فربما يتعين عليك البقاء هناك.
لقد بدا البشر متشابهين لفترة طويلة جداً، لكن في غضون بضعة أجيال من العيش على كوكب المريخ، يمكن أن يكون لدينا بشر برتقاليون، قصيرو النظر، يمكنهم البقاء على قيد الحياة مع كمية أقل من الأكسجين.
وبمجرد أن نستقر على المريخ بنجاح، ربما لن نتوقف عند هذا الحد. في المستقبل، يمكن أن يكون للبشر مستوطنات على جميع أنواع الكواكب، حتى خارج النظام الشمسي.
- ترجمة: راما الحسين
- تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
- المصادر: 1