هَل تجعل بعض الألوان النساء يظهرن أكثر جاذبيّة؟
- وجدت الأبحاث أن لون الملابس عامل مُهم في تقييم الجاذبيّة.
- عادة ما تقوم السَّيدات بتقييم جاذبيّة السَّيدات الأخريات.
- أدى كُلّ من اللّون الأسود، والأزرق، والأحمر إلى التقليل من حَجم الجسم، بينما أدى اللّون الأخضر والرمادي والأبيض إلى زيادة حجم الجسم.
- لقد بينت الملابس البيضاء منطقة الخصر والورك، وركزت الملابس السّوداء الرّؤية على الجزء العلوي من الجسم.
عُرف منذ القدم أن الجاذبيّة الجسديّة مُهمة في اختيار الشَّريك من قبل الجنسيين، لأنها تُعدّ من الإشارات الخارجيّة الموثوقة فيما يتعلق بالخصوبة.
يرى الرّجال أن الجاذبيّة الجسديّة لدى النساء عموماً مرتبطة بنسبة الخصر إلى الورك والحجم الكُلّي للجسم وكتلة الجسم. كما يقضي الرّجال وقتا أطول في مشاهدة مناطق الصدر والخصر والورك لدى النساء مقارنة بباقي أجزاء الجسم الأخرى، ربما يعود ذلك لأن هذه المناطق تعطي مزيداً من المعلومات حول الجاذبيّة.
لقدّ وجد أنّه بالإضافة إلى شكل وحجم الجسم يُعتبر لون الملابس أيضاً مُهمًا في تصنيفات الجاذبيّة، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن الملابس الحمراء تجعل النساء تبدو أكثر جاذبيّة في نظر الرّجال بسبب ارتباطها بالحُبّ والعاطفة غالباً.
إذ يؤثر اللّون على مختلف العوامل النفسيّة بما في ذلك المزاج واتخاذ القرار. فعلى سَبيل المثال تميل الألوان الزَّاهية إلى الارتباط بالمشاعر الإيجابيّة بينما ترتبط الألوان الداكنة بالمشاعر السَّلبيّة، وهذا ما قد يفسر كيفيّة تأثير اللّون على إدراكنا للجاذبيّة الجسديّة وحجم الجسم.
وعندما نريد أن نفهم كيف ولماذا يقيم الرّجال الجاذبيّة لدى النساء أو تقييم النساء جاذبيّة الأخريات ومقارنتها بجاذبيتهن التّي يتصورونها ذاتياً فهذا من أجل تقييم فرصهن في اختيار الشَّريك أولاً، وثانياً للتحقق من المنافسين الجذابين الذّين قَدّ يشكلون تهديداً لعلاقتهم.
قام Nimreth Sidhu وزملاؤه في إحدى الدراسات باستخدام جهاز تتبع العين لمعرفة كيفية تقييم النساء لجاذبيّة النساء الأخريات، حيث قدموا للمشاركات صوراً لنساء أصول قوقازية وأفريقية تحوي أحجام أجسام مختلفة ويرتدين ملابس حمراء أو خضراء أو زرقاء أو بيضاء أو رمادية أو سوداء، ثم طلبوا منهم تقييم هذه الصور من حيث جاذبيّة الجسم وحجم الجسم.
توقع الباحثون أن كلاً من الملابس الحمراء والسَّوداء سوف يتم تصنيفها في المرتبة الأولى لأنها تجعل الجسم أكثر جاذبيّة وأنحف من حيث حجم الجسم.
ثانياّ توقعوا أن يتم تصنيف الصور القوقازية والأفريقية بنفس التقييّم لحجم الجسم ولكن بشكلٍ مختلف من حيث الجاذبيّة.
ثالثاً اقترحوا على المشاركين أن يمعنوا النظر أكثر في مناطق الخصر والورك والصدر عند تقييم جاذبيّة الجسم وهذا يشير إلى أن التقييّم قد يختلف اعتماداً على لون الملابس.
تقييمات الجاذبيّة:
وجد Sidhu وزملاؤه أن الملابس السَّوداء والحمراء أعطت أعلى التَّصنيفات من حيث جاذبيّة الجسم والأقل نحافة من حَيث حجم الجسم، في المُقابل كانت الملابس الرَّمادية والخضراء هي الأقل جاذبيّة للجسم ولكنها حصلتْ على أعلى تقييمات في تصنيف حجم الجسم.
تأثرت التقييمات هذه بشكل كبير جداً بلون البَشرة، فقدّ تَم تَصنيف صور النساء الأفريقيّة التّي ترتدي الأبيض والأزرق والأخضر بشكل أكبر من صور النساء القوقازيّات. كما ارتبطت هذه التقييمات أيضاً بالنظرة إلى الجزء العلوي من الجسم ومناطق الخصر والورك.
ووجد من خلال التَّجربة نظرية “التَّأثير الأحمر” التّي تنص على أن الرّجال يصنفون النساء اللّواتي يرتدين اللّون الأحمر على أنهن الأكثر جاذبيّة وهذا بسبب ارتباطه بالعاطفة وسهولة الارتباط الجنسي، وهذه النظرية تنطبق أيضاً على أحكام النساء على النساء الأخريات. ربما يرجع ذلك كما ذكرنا سابقاً إلى أن النساء قد يقارنن جاذبية النساء الأخريات بجاذبيتهن من أجل تقييم فرصهن في عملية اختيار الشّريك أو لمراقبة المنافسين الجذابيّن الذّين قَدّ يشكلون تهديداً لعلاقتهم.
يوضح الباحثون أن تصنيف الجاذبيّة المنخفض الممنوح للملابس الخضراء والرّمادية ربما كان بسبب تفضيلات الألوان الشّخصية. بشكلٍ عام عند التحدث عن تفضيلات الألوان غالباً ما يتم تصنيف اللّون الأحمر جنباً إلى جنب مع الإثارة. بينما يرتبط اللّون الرّمادي والأخضر عموما بانخفاض الإثارة.
تقييمات حَجم الجسم:
وجد الباحثون أن التّقييمات على حجم الجسم تتأثر بالألوان أيضاً، حَيث صُنف الأسود والأزرق والأحمر على أنّها من الألوان التي تبدي الجسم أكثر نحافة، بينما أدى اللّون الأخضر والرّمادي والأبيض إلى المبالغة في تقدير حجم الجسم.
ومن المثير للاهتمام أن تأثير لون الملابس على تقييمات حَجم الجسم لم يكن له ذات التّأثير على جاذبيّة الجسم. فعلى سَبيل المثال وجد أن الأسود والأحمر والأزرق أخذت تقييمات لأحجام جسم أنحف وجاذبيّة أعلى، بينما أخذ الأبيض تقييمات لحجم جسم أكبر ولكن جاذبيّة عالية مقارنة بالأحمر والأزرق. بشكل عام أثر اللّون على حجم الجسم وتقييمات الجاذبيّة لكن بطرق مختلفة.
اتجاه النظر:
ووجدت الدراسة أن نظرة المشاركين كانت موجهة في الغالب إلى مناطق الجزء العلوي من الجسم، تليها النظر إلى الخصر والورك والرأس ثم إلى الذراعين والسَّاقين. لم يتأثر هذا بلون الملابس أو عرق النساء في الصورة ويتوافق هذا مع الأبحاث السَّابقة التي تفيد بأن الجزء العلوي من الجسم والخصر والوركين مهمان في تقييمات الجاذبيّة وحجم الجسم.
ومن المثير للاهتمام أن الملابس البيضاء أنتجت مستويات مشاهدة أعلى حول منطقة الخصر والورك، بينما جذبت الملابس السَّوداء المزيد من المشاهدة لكن لمناطق الجزء العلوي من الجسم ومشاهدة أقل للسَّاقين. ربما يرجع ذلك إلى أن التّباين بين الملابس البيضاء ولون الجسم متقارب نسبياً، مما يجعل الأمر يستغرق وقتا أطول لتقييم جاذبيّة الألوان بالنسبة الخصر والورك، وهو أمر بالغ الأهميّة للحكم على كلّ من الحجم والجاذبية.
في حين أن العديد من النتائج المذكورة أعلاه قَدّ تتأثر بالمفارقة الاجتماعيّة مع الآخرين والرّضا العام عن الجسم والثقافة الشَّخصيّة، إلا أن هذه الدراسة تخبرنا كيف يتناقض لون الملابس مع لون البشرة وكيف أن هذا مهم عندما تحكم النساء على جاذبيّة وحجم النساء الأخريات. الدراسة لها أيضاً آثار عَمليّة على تصميم الملابس وأسلوب تصميمها.
- ترجمة: إلهام مخلوف
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1