العديد من الأشخاص لم يعلموا مكان غرق سفينة تايتانيك بالضّبط إلّا مؤخّرًا

لقد كانت أقرب إلى أمريكا ممّا يتصوّره الكثيرون.

في الخامس عشر من إبريل عام 1912، تسبّب جبل جليديّ في غرق السّفينة (الغير قابلة للغرق). كانت تيتانيك أكبر سفينة عابرة للمحيطات في العالم عندما أبحرت في رحلتها الأولى من ساوثهامبتون بالمملكة المتّحدة إلى نيويورك بالولايات المتّحدة. إلّا أنّ مسيرتها القصيرة انتهت بشكل مدمّر بعد أربعة أيّام من عبور المحيط الأطلسيّ، ممّا أودى بحياة أكثر من 1500 شخص.

كانت السّفينة المنكوبة محطّ أنظار العالم مؤخّرًا بعد اختفاء الغوّاصة تيتان التّابعة لشركة أوشن غيت أثناء زيارتها لحطام السّفينة الشّهيرة، ممّا أسفر للأسف عن وفاة الأشخاص الخمسة الّذين كانوا على متنها. أثار هذا الموقف المروّع قصّة عمرها قرن من الزّمان، ممّا جعل الكثيرين يدركون أنّ تايتانيك لم تغرق في أيّ مكان قريب من المكان الّذي كانوا يتصوّرونه.

انطلقت رحلة تايتانيك من ساوثهامبتون إلى نيويورك برحلة قصيرة عبر القناة الإنجليزيّة إلى شيربورج في فرنسا، ثمّ إلى كوينزّتاون (المعروفة الآن باسم ميناء كورك) في أيرلندا. من هناك، كانت الرّحلة عبر المحيط الأطلسيّ تقريبًا مباشرًة إلى نيويورك.

لسوء الحظّ، بعد أربعة أيّام وأكثر من 3200 كيلومترًا (2000 ميل)، حدثت الكارثة. بالتّحديد، اصطدمت السّفينة بجبل جليديّ على بعد 640 كيلومترًا (400 ميل) قبالة نيوفاوندلاند، وهي إحدى مقاطعات شرق كندا.

تقول السّجلّات أنّ من بين 2201 راكب كانوا على متن السّفينة، سقط 1489 في الماء وسجّل غرق جميع هؤلاء الرّكّاب. ومع ذلك، اقترحت ورقة بحثيّة عام 2003 أنّ السّبب الرّئيسيّ للوفاة كان انخفاض درجة حرارة الجسم، حيث تجمّد النّاس حتّى الموت بسبب الغمر في مياه بلغت درجة حرارتها – 2.2 درجة مئويّة (28 درجة فهرنهايت).

ويبدو أنّ التّجمّد القاتل وقطع الجليد العملاقة أدّت إلى الاعتقاد بأنّ التّايتانيك كانت أبعد بكثير عن أمريكا عندما غرقت، حيث فاجأت الخرائط الحديثة الّتي توضّح مكان استقرار السّفينة الأخير الكثير من النّاس.

هناك حقيقة أخرى صدمت الكثيرين بعد الكارثة الأخيرة الّتي حلّت بغوّاصة أوشن غيت المفقودة، وهي العمق المهول الّذي يقبع فيه حطام تايتانيك على شكل أجزاء متفرّقة. فوفقًا لتقارير شبكة سي بي إس نيوز، يرقد حطام السّفينة في قاع المحيط على عمق 3810 أمتار (12500 قدّم) عن سطح المحيط، وتفصل بين القطعتين الرّئيسيّتين مسافة 790 مترًا (2600 قدم).

يستمرّ البحث عن الغوّاصة المفقودة، ولكن كما أوضح البروفيسور سامّ دريك، المدير المشارك لمركز أبحاث الهندسة الدّفاعيّة والتّدريب في جامعة فلندرز، في بيان له، فإنّ تحديد موقع تيتان مهمّة عسيرة للغاية.

يعتمد السّونار على إرسال موجات صوتيّة واستقبال صدى السّفينة بعد فترة زمنيّة معيّنة. يخبرنا الفاصل الزّمنيّ لعودة الموجة الصّوتيّة بمدى بعد السّفينة. وباستخدام مجموعة من أجهزة استقبال السّونار، يمكننا تحديد موقع الجسم الّذي ترتدّ عنه الإشارات. المشكلة تكمن في ضرورة أن نكون قريبين بما يكفي لسماع الصّدى، وأن نتمكّن من تمييز صدى تيتان عن الحياة البحريّة والأجسام الأخرى مثل حاويات الشّحن.

إذا كانت الغوّاصة ترسل أيّ إشارات، فيمكننا محاولة اكتشافها وتحديد موقع المرسلات ومن ثمّ السّفينة. وهذا ما يسمّى بالتّحديد السّلبيّ للمواقع. إذا كانت تيتان تصدر ضوضاء، سواءً من خلال المروحة أو حديث الأشخاص، فقد يكون من الممكن التقاط الصّوت وتحديد موقع السّفينة بنفس الطّريقة الّتي يعمل بها السّونار دون الحاجة إلى إرسال إشارة.

إنّ هذا الوضع أشبه بإبرة في كومة قشّ، ولكن من خلال الجمع بين الملاحظات البصريّة والرّادار والسّونار والتّقنيّات السّلبيّة، نأمل أن يتمّ العثور على تيتان قريبًا.

  • ترجمة: زينة المراد
  • تدقيق علمي ولغوي: الأيهم عبد الحميد
  • المصادر: 1