ما هو رمز الاستجابة السريعة QR Code؟

شهدت رموز الاستجابة السريعة “QR” انتعاشًا غير مسبوق خلال جائحة كوفيد-19 كونها نظام نقل معلومات “دون لمس”. وحتى يومنا هذا، ما زال إرث فترة الأغلاق قائمًا في بعض المطاعم والحانات التي تطلب من العملاء مسح رمز الاستجابة السريعة للاطلاع على قائمة الطعام (الشيء الذي أثار استياء العديد منهم). لكن، لا يعلم الكثير من الناس القصة الطويلة والرائعة لرموز الاستجابة السريعة، ولا يعرف دلالة حرفيها غير قلة منهم (هما اختصار للاستجابة السريعة Quick Response).

اخترع ماساهيرو هارا نظام الرمز هذا سنة 1994، برفقة فريقه في شركة دينسو اليابانية التي ساهمت في تقنية شفرة التعريف “الباركود”. كان ذلك بعد أن تواصلت مصانع السيارات مع الشركة تشكو أن شفرات التعريف لم تعد مناسبة بسبب محدوديتها، إذ لا تستوعب أكثر من 20 حرفاً من المعلومات لكل منها. ومع النمو المتزايد لمصانع السيارات، تطلبت شحناتها عددًا لا حصر له من شفرات التعريف، ما أسفر عن انخفاض شديد في كفاءة القوى العاملة.

جاء الإلهام عندما كان هارا، وهو كبير المهندسين في دينسو حاليًا، ينظر إلى لوحة اللعبة الاستراتيجية “Go” دهشًا لكمية المعلومات الكبيرة التي يمكنها تشفيرها. وصرح لصحيفة الغارديان عام 2020 “كنا نصنع أجهزة لقراءة رموز التشفير طوال 10 سنوات، لذا عندنا الخبرة اللازمة. كنت أنظر إلى الرقعة، وخطر لي أن الطريقة التي رتبت بها الأحجار على الشبكة قد تكون طريقة جيدة لنقل الكثير من المعلومات في نفس الوقت”.

أثبتت رموز الاستجابة السريعة نجاحها الكبير في عالم مصانع السيارات اليابانية، ودهش هارا بالتطبيقات العديدة الأخرى لاختراعه، بما في ذلك المدفوعات المالية وتتبع العدوى خلال جائحة كوفيد-19. وقال “لقد سرني أنها تستخدم لتعزيز أمن الناس. إذ لم نعتقد سنة 1994 أنها قد تستخدم لذلك البتة، جل تركيزنا كان على دورها الاقتصادي”.

يمكن لرمز الاستجابة السريعة “QR” القياسي خزن ما يصل إلى 7,089 حرفًا رقميًا، أو 4,296 حرفًا أبجديًا رقميًا، أو 2,953 بايتًا ثنائيًا، أو 1,817 حرفًا كانجيًا، وهي معلومات أكثر بكثير مما قد تحتوي عليه شفرة التعريف البسيطة. وحتى إذا كان الرمز مشوه أو غير واضح، يمكن للماسحات الضوئية أن تفهمه، مما يجعله عمليًا للغاية في العالم الحقيقي الذي لا يمكن التنبؤ به.

علاوة على ذلك، هارا يطمح إلى تطوير رائعته تلك. إذا أعلن في مهرجان أسبوع التصميم الرابع، الذي يقام في أحمد آباد في يناير 2023، أنه بصدد تطوير رمز الاستجابة السريعة 2.0 قائلًا “أنا بصدد اختراع رمز استجابة سريعة. لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت. وعلى عكس النسخة الحالية، نظام الرموز الجديد سيكون ملونًا، ومن المحتمل أن يصبح مستطيلًا عوضًا عن الشكل المربع الحالي. وسيصمم بطريقة تتيح تخزين معلومات أكثر من التصميم الحالي”.

  • ترجمة: زينة المللي
  • المصادر: 1