أهمية العلاقة بين أولياء الأمور والمعلم في التعليم من بعد

دراسة حديثة تكشف عن مدى الدعم العملي والعاطفي الذي يقدمه المعلمون للتلاميذ.

أكدت دراسة بحثية شملت معلمي المدارس الابتدائية في إنجلترا على أهمية العلاقة بين أولياء الأمور والمدارس الابتدائية خلال إغلاق المدارس بفترة جائحة كورونا، إذ قدم المعلمون قدرًا من الدعم العملي والعاطفي، فضلًا عن المساعدة الأكاديمية لأولياء الأموروذلك بهدف التغلب على العوائق التي يُعتقد أنها تنشأ من الظروف الأسرية.

ومع إغلاق المدارس الذي بدأ من آذار/مارس 2020 وحتى نهاية العام الدراسي، ثم مرة أخرى من كانون الثاني/يناير 2021، دُرّس التلاميذ عبر الإنترنت، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة المسؤولية على أولياء الأمور لضمان تفاعل التلاميذ أثناء تعلمهم، ومحاولة التقليل من بعض العوائق التي تواجه أولئك الذين ينتمون إلى الأسر ذات الدخل المنخفض، والذين ربما لم يتمكنوا من الحصول على المعدات نفسها أو وسائل التعلم المتاحة لغيرهم من التلاميذ.

هذا وقد قاد أكاديميون من جامعة أنجليا روسكين (ARU) فريقًا من الباحثين الذين أجروا مسحًا شاملًا على 271 مُدرّسًا في المدارس الابتدائية من جميع أنحاء البلاد خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2000. كما أجروا مقابلات تابعوا من خلالها مجموعة أصغر في نيسان/أبريل من عام 2021، وذلك لمقارنة الجولة الثانية من إغلاق المدارس اعتبارًا من كانون الثاني/يناير 2021.

عمل المشاركون في مدارس تتلقى أقساطًا متباينة من التلاميذ، وهو تمويل إضافي تقدمه الحكومة للمدارس بناءً على عدد التلاميذ الذين تعرضوا للحرمان الأسري أو الاجتماعي. إذ ضمت المدارس التي تحصل على دعم مالي قليل عددًا أقل من التلاميذ الذين صُنّفوا كمحرومين، بينما ضمت المدارس التي تحصل على دعم مالي أكبر عددًا أكبر منهم.

هذا وقد أعربت الغالبية العظمى (84%) من المعلمين عن قلقها بشأن بعض التلاميذ الذين أصيبوا بالحرمان من جراء إغلاق المدارس بسبب ظروفهم الأسرية.

قال الباحثون أن جميع المعلمين قدموا لأولياء الأمور أدوات لاستخدامها في المنزل، سواء كانت من إعدادهم الخاص أو باستخدام مصادر أخرى. وبالرغم من ذلك فإن التلاميذ في المدارس ذات التمويل المنخفض كانوا قادرين على الوصول بشكل ملحوظ إلى جميع الموارد مقارنةً بأولئك الذين ينتمون إلى المدارس ذات التمويل الأكبر. فقد كافحت العديد من الأسر من ذوي الدخل المتوسط لإيجاد الوقت للمشاركة في التعليم المنزلي إذ عملوا من المنزل في المهن المكتبية خلال فترة الجائحة.

وسلطت الدراسة الضوء على الدعم الذي قدمه معلمو المرحلة الابتدائية للتلاميذ وأولياء الأمور بصورة كبيرة أثناء فترة الجائحة، ليس فقط أكاديميًا، بل عمليًا وعاطفيًا أيضًا، إذ ظل المعلمون على تواصل مع أولياء الأمور بشكل أكثرانتظامًا من ذي قبل سواءً من خلال المكالمات عبر الإنترنت أو الزيارات المنزلية، وشعروا أنهم اكتسبوا فهمًا أكبر لحياة التلاميذ المنزلية، الأمر الذي ساعدهم على زيادة الثقة بين الأبناء وأولياء الأمور والمعلمين.

لقد قدم كثيرمن المعلمين أمثلة على الطرق التي دعموا بها الأسر بوسائل أخرى، مثل تنظيم التعاون مع الجمعيات الخيرية، وذلك لتوفير وجبات الإفطار للتلاميذ الذين تواجه أسرهم صعوبة في تحمل تكاليف الطعام، وإعداد سلل غذائية، فضلًا عن المساهمة بتقديم القروض. كما أقدم بعض المعلمين على عقد جلسات محددة لأولياء الأمور لإرشادهم في بعض الموارد التعليمية أو لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

صرحت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة سارة سبير، رئيسة كلية الإدارة في جامعة أنغليا روسكن ARU: «كانت جائحة كوفيد-19 فترةً صعبة سببت التوتر لكثير من الناس، وأدت إلى حدوث صعوبات اجتماعية واقتصادية لبعض الأسر، أو زادت من حدتها.

وقد أظهرت نتائجنا أن مشاركة الوالدين من ذوي الأسر المتوسطة الدخل في التعليم المنزلي كانت تعوقها مسؤوليات العمل بشكل رئيسي. فمن المحتمل أن يعمل أحد الوالدين أو كلاهما، الأمر الذي يؤدي إلى ساعات عمل طويلة ووظائف ذات ضغوط عالية بطريقة لا تترك وقتًا كافيًا لدعم تعلم الأطفال في المنزل.

وقد تفاقمت المشكلة خلال فترة الإغلاق الثانية للجائحة، فقد ازداد عدد أولياء الأمور العاملين وارتفع سقف التوقعات بشأن تعلم الأطفال. وأصبح الحصول على الموارد، مثل الدروس الخصوصية والتعليم الخاص المكثف الذي يخفف من هذه الضغوط، غير متاحًا إلا للأسر ذات الدخل المرتفع.

وكان واضحًا من نتائج البحث الذي عكفنا عليه العلاقة الوثيقة بين المعلمين وأولياء الأمور التي أفضت إلى فهم أكثرنضجًا للصعوبات التي يواجهها البعض. ونتيجةً لذلك، بذل المعلمون جهودًا حثيثة لضمان عدم تخلف أي طفل عن المستوى المنشود. ويأمل المعلمون أن تؤدي هذه العلاقة الوثيقة إلى مشاركة أفضل في المستقبل وذلك بالتوازي مع تنظيم أمسيات لأولياء الأمور عبر الإنترنت للتشجيع على الحضور.

وفي حالة حدوث تعطيل لفترة دراسية أخرى، يتوجب على المدارس التشاور مع أولياء الأمور عند تحديد أي متطلبات للتعليم من بعد، وذلك لضمان أن يكون ذلك شاملًا لجميع الأسر في المجتمع. ويجب أن تولي المدارس اهتمامًا خاصًا للتطور التكنولوجي، وأن تأخذ بعين الاعتبار قدرة واستعداد أولياء الأمور للمشاركة في العملية التعليمية».

  • ترجمة: أسماء رأفت محمد.
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1