لا يجب على الآباء الجدد توقع ليلة من النوم الهانئ قبل ست سنوات

إن اعتقاد الآباء أنه يمكنهم الانغماس في النوم هو مجرد حُلم؛ حيث إن الواقع أكثر من أن يكون مجرد كابوس.

يستغرق هذا ست سنوات قبل أن ينعم الآباء الجدد بليلة نومٍ هادئة مجدَّدًا وفقًا لدراسةٍ جديدة، لأنه حتى عند نهاية الرضعات الليلية، يستيقظ الأطفال وهم مرضى ويعانون من رؤيتهم للكوابيس الليليَّة.

يمزج ذلك مع مخاوف الأبوة والقلق والاضطراب طويل المدى الذي يتخلل الدورة اليوميَّة العاديَّة؛ مما تكون نتيجته ست سنوات من النوم السيئ.

«لم نكن نتوقع ذلك، لكننا نعتقد بوجود الكثير من التَّغيُّرات في المسؤوليات التي تحملونها على عاتقكم»، وهذا الذي صرحت به ساكاري ليمولاَّ، مؤلف مشارك في الدِّراسة وأستاذ علم النفس بجامعة ورويك إلى صحيفة الجارديان.

وقد أوضح بحث أجري مسبقًا على أنَّ الآباء يفقدون النوم لمدة أربعة وأربعين يومًا على الأقل خلال العام الأوَّل من وضع الطفل، وأن الأمهات قد عانت من ذلك على مر الزمان أكثر من الآباء لكن بمجرد قيام الآباء بدور أكبر من حيث شأني الأبوة والأمومة بدء ذلك بالتغيُّر. فالرجال الذين ما زال معظمهم ليس لديه أجازة رعاية طفل يميلون إلى العودة إلى عملهم في وقت أقرب؛ مما لا تسنح لهم الفرص الكافية للتعافي بنوم القيلولة أثناء النَّهار كما أوضحت الدراسات، لكن على كل حال، تتضح علامات التعب على كل الآباء والأمهات بعد وضع الطفل إلا أننا لا نعلم حتى الآن مدى تعبهم – أو إلى أي مدى سيستمر.

ومنذ ست سنوات، تابع كل من “ليمولا” وفريقه نوم 2541 أمٍّ و2118 أبٍّ ففي ذلك الوقت، أعدَّ المشاركون تقريرًا عن مولد طفلهم الأول، والثاني، والثالث، وعن مدى حصولهم على نوم أفضل في العطلات الأسبوعيَّة على مقياس ابتداءً من صفر إلى عشرة.

وقد كانت النساء ممن يحظين بالنصيب الأكبر في حصولهم على قسط أقل من النوم خلال وضع الطفل في عامه الأول، والذي يمثل انخفاضا بمعدّل 1.7 نقطة من حيث جودة النوم بعد ولادة الطفل الأول، وآخر بمعدل نقطة لكل طفل لاحق.

إذن، تفقد الأمهات في المتوسط ما يقرب من أربعين دقيقة خلال نومهن كل ليلة من العام الأول، وفي الشهور الثلاثة الأولى يفقدون ما يزيد عن ساعة، أما الآباء، فإنهم يفقدون ثلاث عشرة دقيقة فحسب خلال نومهم كل ليلة من العام الأول لأبوتهم.

وعلى الرَّغم من افتقاد الآباء لقسط أقل من النوم، فإن دراسة وجدت أن تلك الفترة تدوم لست سنوات بالنسبة للآباء والأمهات من أجل عودتهم للحصول على نظام نومهم الطبيعي بعد وضع الطفل.

فلا يغير دخل الأسرة، أو امتلاك منزل بدخلين مقابل دخل واحد، أو بكونك رب لأسرة بمفردك من وضع فقدانك النوم حيث تبقى السنوات الستة هي الرقم القياسي.

ففي حين أن الدراسة تقتصر على التقارير التي أعدها أصحابها بأنفسهم، إلا أنها تبقى أقوى الفحوصات المؤكدة لهذه الظاهرة حتى الآن، كما تؤكد “كيلي سوليفان”، خبير النوم بجامعة جنوبي جورجيا أن تلك الدراسة واقعيَّة بوجه خاص التي لم تشارك في إعداد الدراسة كما قال “جيزمودو” أن الدراسة تشتمل على نهج سيتبع جمع مجموعة صغيرة من الأفراد بشكلٍ منظم مستقبلًا بمرور الوقت؛ مما سيزيل القيود التي قد تضعها دراسة أخرى.

وهذه الدراسة تعد مهمة لا سيما لاتصالها بالنوم غير الكافي الذي قد يسفر عنه حوادث السيارات، ومشكلات التَّركيز، ورداءة الأداء في العمل، والإعياء المتزايد، وزيادة الوزن، والارتفاع الأكبر في معدل خطورة الإصابة بأمراض السكر والجهاز التنفسي.

وعما يمكن أن يفعله الأباء، فمجرد الوعي بقدر النوم الذي يمكن أن يفتقدوه هو بداية. ومن هنا، يمكنهم أن يبدءوا في إجراء التعديلات على أسلوب حياتهم المؤدي إلى النوم السليم والتي تعد منطقيَّة بالنسبة لكل عائلة.

وأفادت سوليفان: «أنه بالنسبة للآباء، يمكن أن تنطوي استراتيجيَّات إدارة اسلوب الحياة على إدارة الضغط، والتمرين، وتلقي المساعدة من الأسرة والأصدقاء، والسعي إلى الحصول على الإرشادات من المهنيين كالمعالجين أو الأطباء عند الحاجة لأن الأسرة تستفيد من إعطاء الأولوية للنوم الصحي – ويمكن تحقيق ذلك من خلال الحد من تناول الكافيين، واتباع روتين مسائي متسق ومهدئ، وإبقاء غرفة النوم مظلمة، وتقليل التعرض للشاشات الساطعة مثل الهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، وأجهزة التلفزيون عند قرب وقت النوم. «

  • ترجمة: زينب محمد حسين
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1