تمكن شاب بعمر السادس والعشرين من صنع يد صناعية يمكن التحكم بها عن طريق العقل بكلفة 8,000$
في ما سبق كان تكلفة اليد الصناعية تصل الى 80,000$، أما الآن فقد استطاع شاب مهندس خفض تكلفتها إلى 90%، كما أن الحوجة إلى أطراف صناعية أصبحت مهمة جداً. فقد بلغ عدد مبتوري الأطراف في أمريكا مليوني شخص، كما أن عدد عمليات البتر التي تحدث في أمريكا سنوياً بلغت 85,000 عملية بتر، ومن المتوقع لهذا العدد أن يزداد مع مرور الوقت. وقد أظهرت الدراسات أن عدد مبتوري الأطراف في أمريكا يمكن أن يضاعف بحلول عام 2050، وإن هذا يكون بشكل رئيسي بسبب أمراض الأوعية الدموية التي يُحدثها مرض السكر. ومن أجل هذا فإن شركة واعدة مختصة بإنتاج الأطراف الصناعية تحدث فرق في هذه الصناعة.
مستقبل إنتاج الأطراف الصناعية:
اليد الصناعية الآلية يمكن ان تكلف من 20،000$ إلى 100،000$ في أي مكان. كما أن هذه التكاليف تصبح صعبة بشكل خاص على ذوي الأطفال الذين يتجاوزون أطرافهم الصناعية في غضون 12 _ 14 شهر، تنفق الولايات المتحدة أكثر من 6 مليارات سنويًّا على الأطراف الصناعية. لكن المشكلة لا تكمن في التكلفة فحسب بل إن هناك تعقيدات أخرى في الأطراف الصناعية التقليدية التي تتضمن مقاسًا موحدًا والتي بدورها تتسبب في التهاب الجلد والآلام المزمنة والتعرق الشديد بالإضافة إلى أن قلة التدريب يمكن أن يجعل الأطراف الصناعية غير قابلة للاستخدام وذات وصول محدود للمختصين.
لجأ العديد من مبتوري الأطراف الى الأطراف الصناعية التقليدية وذلك بسبب سعرها والذين بدورهم يضحون بنطاق حركة واسعة بأجهزة جامدة تبدو كالأطراف الطبيعية.
لقد بدأت شركة Unlimited Tomorrow بحل هذه المشاكل الهامة، إذ لا يتوجب على مبتوري الأطراف أن يختاروا بين وظائف هذه الأطراف أو المظاهر.
أخيرًا.. يداً صناعيةً يتم التحكم بها عن طريق الدماغ بأسعار معقولةٍ وواقعيةٍ..
لأن هدف هذه الشركة أن تكون رائدةً في صناعة الأطراف الصناعية، فقد تمكن شاب يدعى Eastsa LaChapelle من اختراع هذه اليد عندما كان عمره 18 عاماً فقط.
إذ إن سعر جهاز الطرف الصناعي للشركة يبلغ 8,000$ للبالغين، أما بالنسبة للأطفال فإن تكلفته لا تتجاوز 4،000$.
إن الطرف الصناعي الحقيقي هو الذي يقوم بوظيفته بشكل جيد ويبدو واقعياً، كما أنه يقدم خدمة لمبتوري الأطراف تمامًا كما يخدم الطرف الحقيقي خدمةً بكل شيء إلى رؤوس الأصابع.
على الرغم من أن الأطراف الصناعية أرخص بنسبة تصل 60 _ 90 % فقد صرّح بعض المستخدمين بأنه من الأفضل ان يكون في الأسواق بدائل أخرى.
إن شركة Unlimited Tomorrow تسعى لأن تكون رائدةَ عصرٍ جديدٍ في الأطراف الصناعية بيد 3D صناعية.
لكن ماهو السر؟!
تقوم الشركة بعملية مخصصة يتم التحكم بها لكي تمنع على الوسطاء أن يقوموا بإنتاج أطراف صناعية بشكل كامل في داخل الشركة.
وإليكم طريقه عملها:
أولا: يحدد المرضى موعداً لاستشارةٍ شخصيةٍ مع أحد أعضاء الفريق الطبي في شركة Unlimited Tomorrow، ثم تقوم الشركة بإرسال مطبعةٍ 3D للمريض ( مبتور الأطراف) قادرةٍ على القيام بفحصٍ كاملٍ للأجزاء المتبقية من الطرف المبتور.
ثم يرسل الفريق الطبي للزبون مجموعة تسمى “تجاويف تحقيق” التي تتضمن مقطع فيديو ليتم تقييم راحة المستخدم وملائمة الجهاز للمستخدِم. في حال وجود أي شي غير مريح، فبإمكان الفريق الطبي القيام بالتعديل أو إعادة برمجة الجهاز لحين ملاءمة الجهاز الصناعي. بعد عملية المطابقة فإن الفريق الطبي يطبع ذراعًا ثلاثية الأبعاد إلكترونية ثم يجمعون الأدوات اللازمة ومن ثم يختبرونها قبل إرسالها إلى المريض (مبتور الطرف) ليتدرب عليها.
وقد صرح LaChapelle قائلا: “هذه الذراعة تفتح مستويات جديدة من التشخيص لم نكن نفكر فيه من قبل، إذ إن كل قطعة منه فريدة من نوعها بدءًا من الحجم مرورًا إلى الشكل انتهاءً بالشعور الذي يشعره المريض. إننا نقوم بعمل العديد من الميزات المذهلة فيها، مثل:حاسة اللمس، وسهولة في الحركة أثناء الاستخدام. كما أنها خفيفة الوزن وطويلة الأمد.”
إلى مبتوري الأطراف الذين يتجاوز عددهم 40 مليونًا حول العالم ومن بحاجة الى هذه الأطراف الصناعية:
إن عملية المطابقة هذه ليست باهظة الثمن ويتم التحكم بها بسهولة كما أنها تعتبر أملًاً أفضل في المستقبل، في جعل الأطراف الإلكترونية سهلة الوصول للجميع.
إن رحلة LaChapelle لخلق ذراعًا صناعيةً متطورةً هي قصةٌ ملهمةٌ بحد ذاتها. إذ بدأت الرحلة عندما كان بعمر 14 عاماً. حينها التقى فتاةً بيد صناعيةٍ تقليديةٍ بسعر 80،000$. لم يبدُ الأمر منطقيًا لديه فقد اعتقد بأن الذراع الإلكترونية التي قام بصنعها في غرفة نومه أثر إفادة وحينها ولدت فكرة شركة Unlimited Tomorrow.
بعد عدة سنوات عندما كان LaChapelle على وشك التخرج من المدرسة الثانوية، قابل الفتى محبَّ الخير Tony Robbins وقررا أن يضعا حجر الأساس لشركة Unlimited Tomorrow.
ولأن عمر LaChapelle آنذاك كان 17 عاماً، فلم يُسمح له بامتلاك شركة، إذ كان يتوجب عليهم الانتظار ليصبح 18 عاماً.
يقول LaChapelle: “بدء عمل في سن 18 عامًا كان تحديًا صعبًا. إذ لم يكن من السهل القفز مباشرة إلى بدء عمل جديد وإدارة هذا العمل، لقد قمت بالعديد من التجارب والأخطاء وتعلمت من خلال الكثير من الكتب والمحاضرات ومقاطع الفيديو والكورسات..
كان كل شيء في غاية الصعوبة إلا أن هذه الصعوبات كانت محفزًا كبيراً بالنسبة لي”
اليوم .. ذراعٌ صناعيةٌ على شكل ذراع حقيقية تُستخدم عبر أمريكا تحسن حياة المريضين (مبتوري الأطراف) بشكلٍ كبيرٍ.
يقول LaChapelle: “في كل مرة أرى طرفًا صناعيًا يغادر شركتنا فإنني أشعر بفخرٍ وتواضعٍ بما أنتجناه. إذ إننا نرى مقاطع الفيديو هذه والصور والرسائل الرائعة التي نحصل عليها من الأشخاص الذين يستخدمون هذا الجهاز.
لحظات صغيرة كهذه كفيلة بأن تكون كل شيء بالنسبةِ لي”.
- ترجمة: عمر سخيطة
- تدقيق علمي ولغوي: الجيلي النور
- المصادر: 1