هل يساعد التدليك في معالجة التهاب المفاصل؟

يمكن لالتهاب المفاصل أن يكون صراعًا يوميًا مع الألم، ولكن يجب ألا نجعله يسيطر على حياتنا، وهنا سنرى ما إذا كان التدليك يساعد في معالجة التهاب المفاصل أم لا.

قد يجعلك العيش مع آلام المفاصل المستمر تتساءل –هل التدليك يساعد في علاج التهاب المفاصل؟ يمكن لالتهاب المفاصل أن يجعلك في حالة من الإحباط والألم، إذ إن أعراضه الأساسية هي آلام مزمنة وتيبس في المفاصل، مما يجعل الحركة اليومية صعبة وغير مريحة.

هناك نوعان من التهاب المفاصل: التهاب العظمي المفصلي، والذي ينتج عنه انهيار الغضروف الذي يحمي المفاصل، والتهاب المفاصل الرثياني، إذ يستهدف الجهاز المناعي بطانة المفاصل عن طريق الخطأ، يمكن أن يؤدي النوعان إلى ألم والتهاب في المفاصل، بينما لا يمكن للتدليك معالجتهما بالكامل، ولكنه يمكن أن يخفف من أعراضهما.

وقد تحدثنا إلى الدكتور جوناثان ويل، وهو مدير عمليات ومعالج تدليك مجاز في المنتجع الصحي ذا وودهاوس داي سبا (The Woodhouse Day Spa)، لمعرفة ما إذا كان التدليك يساعد في معالجة التهاب المفاصل أم لا، ونوع التدليك الأفضل لألم التهاب المفاصل، وبالنسبة لأدوات التدليك الذاتي التي يمكن استخدامها في المنزل، فلماذا لا تقرأ دليلنا عن التدليك الأفضل؟

هل التدليك يساعد في معالجة التهاب المفاصل؟

يقول الدكتور ويل: «يمكن للتدليك أن يساعد في تخفيف آلام التهاب المفاصل وتحسين حركة المفاصل»، كما صرح المعهد الوطني لالتهاب المفاصل والجهاز العضلي الهيكلي وأمراض الجلد، «يساعد التدليك في التقليل من آلام المفاصل وتحسين مرونة العضلات والمفاصل والأربطة».

أظهرت دراسات لا حصر لها أن التدليك يمكن أن يكون علاجًا مؤقتًا فعالاً للأشخاص المصابين بالالتهاب العظمي المفصلي والتهاب المفاصل الرثياني على حد سواء، إذ يمكن أن يخفف الألم ويقلل من تيبس المفاصل، ويجعل إنجاز المهام اليومية أكثر سهولةً.

وجدت إحدى هذه الدراسات التي أجريت في عام 2017، تحسن في طبيعة الحياة لدى غالبية الأشخاص المصابين بالالتهاب العظمي المفصلي في الركبة، وتعزيز حركة المفاصل، بعد تلقيهم التدليك السويدي. ووجدت أيضًا دراسة أخرى في عام 2018، أن التدليك الأسبوعي يخفف الألم والتيبس على نحو كبير. ويُحسن من الأداء الوظيفي للمفاصل لدى الأشخاص المصابين بالالتهاب العظمي المفصلي.

كيف يساعد التدليك في معالجة التهاب المفاصل؟

لا يحدد العلم بدقة ووضوح كيف يساعد التدليك في التخفيف من أعراض التهاب المفاصل.

إذ يقول الدكتور كريستوفر موير، وهو عالم نفس في جامعة ويسكونسن في مدينة ستوت، «نحن نعلم أن التدليك يقلل من التوتر والقلق على نحو جيد جدًا، ويمكن أن يخفف بعض الأوضاع المؤلمة بصورة جيدة نوعًا ما، ولكننا لا نعلم كيفية حدوث هذا».

وتشير الأبحاث أيضًا، أن التدليك يساعد الجسم في الاسترخاء من خلال تقليل مستويات التوتر. إذًا في الواقع لا يساعد التدليك بشكل مباشر في تخفيف آلام المفاصل.

قالت روزماري تشونكو، وهي اختصاصية تدليك مجازة: «ما تزال الآلية الفعلية التي يحدث بها ذلك قيد التحقيق. على سبيل المثال: قد يساعد النوم المريح الناتج عن التدليك في التخفيف من آلام التهاب المفاصل».

كما سيعلم الأشخاص المصابون بهذه الحالة، أنه يمكن لمجموعة من العوامل أن تسبب التهاب المفاصل الرثياني أو النوبات الألم المصاحبة له. ويعتقد العديد من الخبراء أن التدليك لا يساعد فقط في معالجة الألم، بل يساعد أيضًا في التخفيف من وتيرة النوبات من خلال تقليل التوتر.

ما هي أنواع التدليك الأفضل لمرضى التهاب المفاصل؟

يقول ويلز: «هناك العديد من أنواع التدليك التي يمكن أن تكون مفيدة لمرضى التهاب المفاصل، وذلك تبعًا لأهداف المريض واحتياجاته، إذ يمكن للتدليك باستخدام الأحجار الساخنة أو تدليك الأنسجة العميقة أو حتى التدليك الرياضي –التي يمكنها الوصول للنقطة المحفزة وإرخاء اللفافة العضلية- أن تكون مفيدة.

السويدي:

عندما تفكر بالتدليك، غالبًا ما سيخطر ببالك التدليك السويدي، وهو تدليك مريح يتطلب تربيتات طويلة وبطيئة، وحركات العجن. أظهرت معظم الدراسات أن التدليك السويدي مفيد لمرضى التهاب العظمي المفصلي على وجه الخصوص، ووجدت إحدى هذه الدراسات التي أجريت في 2017، أنه يمكن للتدليك السويدي أن يساعد مرضى التهاب المفاصل الذين يعانون من آلام الركبة في الاسترخاء وإكمال مهامهم اليومية.

العلاج باسترخاء اللفافة العضلية:

هو علاج يتضمن تطبيق ضغط متواصل على المناطق المستهدفة من الجسم من أجل إرخاء النسيج اللفافي المترابط الواصل بين العضلات والعظام.

وأظهرت دراسة في عام 2011، تحسن في مستويات الألم والجهد لدى أحد المرضى المصاب بالتهاب المفاصل الرثياني، بعد تلقيه ست جلسات علاجية لإرخاء اللفافة العضلية على مدار ستة أسابيع، بل وتحسن في جودة الحياة بالمجمل.

علم المنعكسات:

كما وُجِدَ أيضًا أن علم المنعكسات يمكن أن يكون علاجًا فعالًا لالتهاب المفاصل الرثياني، وفي دراسة أجريت في عام 2018، صرح أشخاص مرضى بالتهاب المفاصل الريثاني بانخفاض ملحوظ بمستوى الألم، وتحسن النوم، بعد تلقيهم ستة أسابيع من العلاج بالمنعكسات في باطن القدم. وأظهرت أيضًا دراسة أخرى لعام 2010، يمكن للعلاج بالمنعكسات أن يحسن من الشعور بالإجهاد عند المرضى المصابين بهذا النوع من التهاب المفاصل.

الأنسجة العميقة

يشبه تدليك الأنسجة العميقة التدليك السويدي، ولكن عادةً ما يتضمن ضغطا أقوى، للوصول إلى الأنسجة العضلية العميقة. إذ يمكن لهذا النوع من التدليك مساعدة المرضى المصابين بكلا النوعين من الالتهاب، ومع ذلك ينصح معظم الخبراء بتجنب التدليك مع الضغط الشديد، إذ قد تبين أن الضغط المتوسط الشدة هو الأكثر فعالية.

الحجر الساخن

في هذا النوع من التدليك، يضع المعالج أحجارً ساخنة على مناطق معينة في ظهر المريض لتساعد في استرخاء العضلات وتخفيف التوتر. يعد التدليك بالحجر الساخن نمط تدليك معتدل الضغط، لذا عمومًا يعتبر مفيدًا للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني.

التدليك الرياضي

يوجد حتى الآن القليل من الأبحاث في منافع التدليك الرياضي لمرضى التهاب المفاصل، ومع ذلك يتشابه التدليك الرياضي مع تدليك الأنسجة العميقة – ولكن كن حذرًا إذا كنت مصابًا بالتهاب المفاصل الرثياني، عليك أن تطلب من مدلكك الخاص تدليكًا معتدل الشدة.

هل التدليك يساعد المرضى التهاب المفاصل؟ القول الفصل

تشير العديد من الدراسات أن العلاج بالتدليك يمكن أن يكون مفيدًا للمرضى المصابين بالالتهاب العظمي المفصلي والتهاب المفاصل الرثياني على حد سواء. وكما هو الحال دائمًا، نحن ننصحك بالتكلم مع طبيبك عما إذا كان العلاج بالتدليك خيارًا صحيحًا بالنسبة لك.

  • ترجمة: هزار حمود
  • تدقيق علمي ولغوي: نور عباس
  • المصادر: 1