كيف تحصل على وظيفة لست أهلًا لها
لا يضرك التقدّم لوظيفة حتى لو رأيت أنك لست أهلًا لها، لكن هناك استراتيجية عليك اتباعها.
يقول لازلو بوك (Laszlo Bock) إنه لم يكن مؤهلًا ليكون رئيس عمليات الأفراد حين عيّنته جوجل في هذه الوظيفة عام 2006.
يقول بوك: “كان عمري حينها 33 عامًا، وكان لديّ ثلاث سنوات خبرة في مجال الموارد البشرية، ولم أعمل من قبل في مجال التكنولوجيا” واستطرد قائلًا “كان يوجد الكثير من الإشارات التي ترجّح عدم قبولي.”
حتى إن بوك كتب مذكرة من ثلاث صفحات يشرح فيه أسباب رفضه لوظيفة بشركة يرى أنها “لا زالت صغيرة، وغير قادرة على إثبات ذاتها” لكنه في النهاية تراجع عن إرسالها، وقبل الوظيفة.
في العقد التالي، عُرف بوك بالمهندس الذي صمّم ممارسات جوجل الفريدة في مجال الموارد البشرية والتي تكررت في شتى شركات صناعة التكنولوجيا وغيرها من المجالات. حازت شركة جوجل أثناء فترة عمله لديها أكثر من 100 جائزة فردية “أفضل صاحب عمل”، وفي عام 2010، اختارت مجلة HR Resources بوك “أفضل مدير تنفيذي للموارد البشرية في هذا العام”
وأضاف بوك -الذي كتب العديد من الكتب الأكثر مبيعًا حول رؤيته في مجال الموارد البشرية، ومؤسس Humu Inc.، وهي شركة تهدف إلى تحسين خبرات الموظفين منذ استقالته من جوجل في عام 2016- “أصبحت المتطلبات الوظيفية أقل أهميةً بكثير عن قبل، كما أن الشركات أصبحت تمنح استثناءات أكثر من قبل”
استنادًا إلى دراسة حديثة أعدّتها روبرت هاف (Robert Half) من المحتمل أن أصحاب العمل من قبل كانوا يأخذون الحد الأدنى للمتطلبات على محمل الجد، ولكن 84% من الشركات الآن مستعدة لتعيين مرشح يفتقر إلى المهارات المطلوبة وتدريبه. كما وجدت الدراسة أن 42% من المتقدمين لوظيفةٍ ما لا يمتلكون المهارات المطلوبة، وأن 62% من الشركات قد قدّمت وظائف لمتقدمين غير مؤهلين لها.
لذلك يرى بول ماكدونالد (Paul McDonald) –أحد كبار مسؤولي التنفيذ في روبرت هاف- ” استنادًا إلى البحث والدراسة، عليك التقدّم حتى لو رأيت أنك لست أهلًا لها” وأضاف قائلًا ” تواجه الشركات تحدّيًا للعثور على موظف مطابق 100% للمتطلبات الوظيفية، لذا فهم يقبلون بمن يستوفون بعضًا منها.”
في ظل قبول الشركات للمرشحين غير المؤهلين، فهناك عدة طرق لتحسين فرص قبولهم.
قدّم مرارًا وتكرارًا
يرى كلٌّ من بوك وماكدونالد أنه مع سهولة التقدم للوظائف عبر الإنترنت، لا يوجد ما يمنع المرشحين من التقدم للوظائف التي يرون أنهم غير مؤهلين لها.
يقول ماكدونالد: ” استنادًا إلى الاستبيان وما نراه من روبرت هاف عن سوق العمل، فإنك لو مستوفٍ لجزء من المؤهلات، فلا تتردد في التقدّم” وأضاف “كمتقدم لوظيفة، فإن الأمر يستحق منك أن تقدّم في كل مرة، لأن ذلك لن يكلّفك الكثير.”
ربما يشعر المتقدمون الذي لا يحصلون على أي ردود بالإحباط بمرور الوقت، لكن يعتقد بوك أنه لا يوجد أي سبب يمنعك من التقدم حتى لو لم تتلق أي ردود. يقول بوك: ” قدّم، وأعد التقديم باستمرار -ربما مرةً كل شهر- حتى تعلو سيرتك الذاتية فوق قمة السير المكدّسة.”
اذكر أسماء كبرى ذات صلة، ولا تكتف بالكلمات الرئيسية فقط
غالبًا ما يُنصح المتقدمون بتكرار الكلمات الرئيسية للوظيفية، بيد أن بوك يرى أن عليهم التأكد من ذكر أسماء كبرى رئيسية خاصةً إذا كانوا غير مستوفين للمتطلبات كلها.
يقول بوك: “عندما يفحص المسؤولون عن التوظيف السير الذاتية، فإنهم غالبًا ما يبحثون عن أشخاص قد عملوا في شركات معينة” وأضاف قائلًا: ” إذا لم تعمل في أيٍّ من هذه الشركات، فإنه يجب عليك أن تجد طريقة كي تذكر هذه الكلمات في سيرتك الذاتية.”
يوضّح بوك أن المرشحين يمكنهم أن يذكروا العملاء أو المنافسين الرئيسيين المتوقعين عن طريق وصف أي عمل قاموا به معهم.
يقول بوك: ” إذا كانوا عملاء لشركة تعمل بها، أو كنت مستشارًا لتلك الشركات، أو حضرت إحدى المناسبات مع هذه الشركات، فسيجعل هذا سيرتك الذاتية ظاهرةً في أثناء البحث عنها.”
نفوذ العلاقات
تعدُّ التوصية الشخصية إحدى أفضل الطرق لجذب الأنظار عندما تكون غير مؤهلًا، حيث يعتقد بوك أن المتقدمين عليهم دائمًا أن يبحثوا عن علاقات في محيطهم كلما أرادوا التقدم لوظيفة. يقول بوك: “لا يوجد أفضل من عثورك على شخص يمكنه أن يزكّيك” وأضاف “في نهاية الأمر، تستطيع جذب الأنظار من خلال تعرّفك على أولئك الذين يستطيعون قلب الموازين.”
اعتمد على مهاراتك الشخصية
لم تعد الوظائف المعلنة تتبع الشروط حرفيًا، وذلك بفضل الاهتمام بالشخصية واللياقة الثقافية، حيث يمكن للمرشحين غير المستوفين كافة المتطلبات الفنية أن يتفوقوا على نظرائهم من خلال إبراز مهاراتهم الشخصية.
يوضح ماكدونالد: “يحتاج المتقدمون إلى تقديم أدلة قوية عن طريق إبراز نتائجهم السابقة، ومهاراتهم القابلة للنقل، وقابليتهم للتعلم؛ فهي أمور بالغة الأهمية.”
وفقًا لخبيرة التوظيف بمونستر (Monster) فيكي ساليمي (Vicki Salemi) يمكن للمرشحين أن يبرزوا مهارتهم الشخصية عن طريق توضيح كيف أن امهام التي تبدو أنها غير مرتبطة بالوظيفة أكسبتهم خبرة ذات صلة بها.
قالت فيكي: “في نهاية الأمر، يمكنهم تعليمك مجموعة من المهارات الفنية، ولكنه من الصعب جدًا تعليم شخص ما أن يتصرف بإيجابية أو أن يكون متعاونًا مع فريق عمله” وأضافت “إن هذه الجوانب شديدة الأهمية، لذلك بوصفك باحثًا عن وظيفة، يمكنك أن تبرز أهميتها في جعلك مناسبًا للشركة.”
لا تكذب
ترى ساليمي أنه حين تريد التقدم لوظائف تفوق مستوى تأهلك لها، فإنه عليك أن تكون صادقًا بشأن المهرات التي لديك، والتي لا تمتلكها.
تقول ساليمي: ” إذا كان ينص الوصف الوظيفي على أنهم بحاجة إلى شخص لديه خبرة خمس سنوات، وليس لديك الخمس سنوات، فلا تقل أن لديك السنوات المطلوبة” وأضافت أنه على المرشحين التركيز على المؤهلات المستوفاة “دعنا نفترض أنهم يبحثون عن خمسة أشياء أساسية، ولديك منهم ثلاثة فقط. ركز على الثلاثة دون الإشارة إلى ما تفقده.”
كن واثقًا
تقول ساليمي: “إذا لم يتقدم المرشحون للوظائف غير المؤهلين لها تمامًا، فلن يترقى أحد في وظيفته دون ترقية مباشرة من صاحب العمل الحالي.” وأوضحت أنه تحدث معظم الترقيات الوظيفية اليوم عن طريق تعيين مرشح في وظيفة أرقى لم يسبق له شغلها، ولا ينبغي على المرشحين اعتبار ذلك مستحيلًا.
تقول ساليمي: “إن الهدف الأساسي من البحث عن وظيفة هو بلوغ منطقة الراحة ومغادرتها، والترقي في وظيفتك، والبحث عن وظيفة تجعلك غير مرتاح قليلًا، وكذلك البحث عن طريق للنمو والنجاح في وظيفتك.”
يضيف بوك أنه يتجنب عدد كبير جدًّا من المرشحين التقدم لوظائف يرون أنهم غير مؤهلين لها، في حين أنهم لو تقدموا لكانوا مرشحين أقوياء.
وأضاف قائلًا: ” كل ما عليك هو أن تثق بنفسك، لأن أكثر الأشخاص الذين ينجحون في الحصول على الوظائف غير مؤهلين لها تمامًا، لذا عليك الاستمرار في الدفع والقتال، ولا تستسلم، أو تدع اليأس يتملكك؛ هي مجرد لعبة أرقام.”
- ترجمة: لؤي أحمد
- تدقيق علمي ولغوي: نور عباس
- المصادر: 1