ماذا يقول العلم عن ألفا الذكور في الحيوانات؟

إذا كنت تبحث بالإنترنت عن تعريف موضح لذكر ألفا، فأنت تستطيع معرفة “ذكر ألفا” عندما ترى واحدًا.

إذ أنهم «الذكور الذين لن يكونوا سعداء إلا إذا كانوا من أفضل المفترسين»، أو صانعي القرار الواثقين الذين يذعن لهم الآخرون.

ظاهريًا تأتي فكرة أن الإنسان يمكن أن يصنف على أنه “ذكر ألفا” من الملاحظات التي توصل إليها علماء الأحياء مع الأنواع الأخرى.

في الغوص في تاريخ المصطلح، وجدت عالمة الأنثروبولوجيا Monika Sumra أن أحد الاستخدامات الأكاديمية الأولى لمصطلح “ألفا” ظهر في عام 1921.

وقد أعطى الباحث الذي يناقش التسلسل الهرمي للدجاج، والمعروف باسم “ترتيب النقر”، إذ أعطى الديك المسيطر الحرف الكبير باللغة اليونانية.

ومنذ ذلك الحين تحدث العلماء عن ذئاب ألفا، والقرود، وحيوانات الفظ وغيرهم الكثير.

ولكن ما مقدار سلوكيات “ألفا” المفترضة في البرية والتي تنطبق على البشر؟

شطب الذئاب من القائمة

عندما يتعلق الأمر بالذئاب (بدون ربط تسلسلها بالتسلسل الهرمي للبشر) لا توجد ذكور ألفا عند هذه الحيوانات النابية البرية.

وهذا ما أعتقده العلماء عام 1948 في منشور كتبه العالم Rudlph Schenkel المتضمن أنه من بين الذئاب سيقاتل اثنان من ألفا من أجل الهيمنة والفوز بحقوق التزاوج المتفردة في المجموعة.

أضاف Dave Mech الباحث في شؤون الذئاب في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الفكرة في كتاب صدر عام 1968.

أن سلوك “ذئب ألفا” يظهر فقط عند الذئاب التي وضعت في مجموعة واحدة في حين أنهم يعودون لخلفيات مختلفة.

في الحياة الواقعية تبدأ الفكرة عند إنجاب ذكر وأنثى لذرية فإذ كان على أحد أن يكون المسيطر في هذا المكان فهم الوالدان.

ومنذ إدراك هذه الحقيقة حاول Mechإقناع الناشرين بالتوقف عن طباعة كتابه (لن يفعلوا ذلك).

على الرغم من أن Mech قد أوضح الفكرة بين الذئاب، إلا أن ذكور ألفا مفهوم حقيقي إلى حد كبير بين بعض الأساسيات.

«يمكنني أن آخذكم إلى الغابة في كوستاريكا، وأريكم مجموعة من القرود وأطلب منك اختيار ذكر ألفا»، كما تقول Kathy Jack عالمة البيئة السلوكية لدى الرئيسيات في جامعة Tulane والتي تدرس سلوك ذكور ألفا في قرود كابوشين.

«ربما لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لمعرفة ذلك.» الرجل الذي يأكل أولاً، والذي يبتعد الآخرون عنه، والذي يستلقي من أجل العناية به، ويقترب منه الآخرون على الفور لإجراء التنظيف قد تكون هذه كلها علامات ذكر ألفا.

في بعض الأنواع تظهر الهيمنة بالتغيرات البيولوجية أيضًا.

عادة ما ينمو ذكور Capuchin alpha ليكونوا أكبر أفراد المجموعة، فمثلًا بمجرد أن يصبح ذكر Mandrill ألفا ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون وتنمو خصيتيه.

تقول Jack عند القرود حيث توجد ذكور ألفا، وحيث غالبًا ما تحدد رتب الفرد نجاحًا من ناحية التناسل.

حاملون النمط ألفا لديهم واجبات أيضًا. إذ يتحمل الذكر الأعلى مسؤولية حماية الآخرين في المجموعة من الحيوانات المفترسة أو غيرها من الذكور الذين يحاولون السيطرة على المجموعة.

وللقيام بذلك بشكل فعال، يحتاج إلى دعم من الذكور المرؤوسين، والذين يجب أن يكون على علاقة جيدة بهم.

وتضيف Jack أنه: «من مصلحته أن يبقي هؤلاء الذكور قريبين وأن يكون لهم علاقات اجتماعية جيدة.»

هل تنطبق نفس القواعد على البشر؟

قد تنطبق بعض الصفات على ذكر ألفا البشري على أنه القائد الطبيعي الذي يرجع له الآخرون، ويثقون به من أجل القيادة، وربما يكون جيدًا في العلاقات والمواعدة.

لكن استخدام فكرة “ذكور ألفا” بين الأفراد القريبين منا لتبرير وجودهم بين البشر أمر فوضوي.

وكونك ألفا ليس صفة متأصلة: إنها حالة يتم اكتسابها لاحقًا في الحياة، عادةً بعد قتال الذكر الحالي وإبعاده عن هذا المنصب أو بعد وفاة ألفا.

وعندما يصبح أحد الرئيسيات ذكرًا ألفا لا يستطيع الباحثون دائمًا شرح سبب حصوله على هذه المكانة.

في بعض الأحيان يمكن أن يفاجئ العنوان ألفا الجديد نفسه.

ذات مرة مات الذكور الأربعة الأوائل في مجموعة قرود الثلج اليابانية في معركة مع أسد الجبل، لذلك بدأت جميع الإناث في متابعة الذكر الخامس سابقًا في الصف. تقول Jack التي راقبت الأحداث: «في الأسبوع الأول شعر بالذهول تمامًا لقد هرب منهم لأنه لم يكن يعرف ما الذي يجري».

لا يزال علماء الرئيسيات يكتشفون ما يصنع ألفا.

حاول البعض الإجابة على هذا السؤال من خلال التحقيق في أنواع السمات الشخصية التي قد تتنبأ بحالة القرد الأعلى.

Jack وفريقها لديهم نهج مختلف إذ أنهم يبحثون في 10 سنوات من البيانات التي تتبع الذكور حتى مرحلة البلوغ لمعرفة ما إذا كانت الهرمونات أو أجزاء أخرى من حياتهم الاجتماعية تساعد في تحديد من سيحصل على حالة ألفا. على الرغم من أنها لا تعرف حتى الآن ما ستكشفه دراستهم إلا أن Jackلم تعد تعتقد أن مكاسب ذكر ألفا تكمن في هذه العوامل.

تقول: «أعتقد أن جميع الذكور لديهم القدرة على أن يكونوا ألفا وأن الأمر يشبه التواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب».

مقارنة بالبشر فإن ظروف حياة قرد كابوشين معين لا تتغير كثيرًا وهذا سبب آخر يجعل تعيين مفهوم “ذكر ألفا” على أنفسنا أمرًا صعبًا.

تعيش قردة كابوشين والعديد من الرئيسيات الأخرى في مجموعات ولا تتفاعل عمومًا مع مجموعات أخرى.

يختلط البشر أكثر بكثير. لدينا عائلات وأصدقاء وزملاء عمل وغرباء للتفاعل معهم، وكل منهم له ديناميكيته الخاصة به، حيث تتغير السيادة بين هذه المجموعات طول الوقت.

تقول جاك: «إن وضعنا المهيمن داخل هذه المجموعات فسيتغير طوال الوقت». قد تكون بعض الرئيسيات “ألفا” في مكانٍ واحد لكن البشر يتلاعبون بمجموعات مختلفة طوال الوقت، ومن المحتمل أنهم ليسوا القادة المعتمدين في كلٍ منها.

أيضًا فقط بعض الرئيسيات لديها ذكور ألفا.

هناك عدد من الأنواع لا يستخدم الباحثون فيها هذا المصطلح على الإطلاق.

تقول Larissa Swedell عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية في كلية Queens التي تدرس قرد الرباح، إنها لا تستخدم مفهوم الهيمنة عند النظر إلى العلاقات.

عادةً ما يتسكع الذكور كمجموعة حتى وقت لاحق من حياتهم وعندها يكتسبون رفيقة واحدة على الأقل، وهو ما قد يحصلون عليه عندما يسمح له ذكر آخر بذلك أو عندما يقاتل من أجل ذلك.

يحدث التزاوج أيضًا لأطول فترة ممكنة عندما تكون الأنثى مع الذكر.

من الصعب ملاءمة مفهوم “ذكر ألفا” في أسلوب حياة قرد حمادرياس.

تقول Swedell: «أنا بالتأكيد لن أساوي كونك ألفا بملكية أنثى لأن كل الذكور البالغين سيكونون ألفا.»

وتشير إلى أن هناك أيضًا قرود مرتبطون بأزواج لسنوات مثل قرود تيتي وجيبون الذين يربون ذرية ثم يتركون أزواجهم ويشكلون أزواج جديدة.

هناك مجموعة من السلوكيات الحيوانية، ومجرد اختيار البشر للتماثل مع البعض منها أكثر من الآخرين لا يعني ذلك أنه يتعين علينا ذلك.

عندما يتعلق الأمر بالشمبانزي «كمثال لأحد أقرب الأقارب للبشر» فإن بنيتهم ​​الاجتماعية هي واحدة من أكثر الهياكل الاجتماعية عدوانية وسياسية، كما تقول Swedell: «ربما لا يكون هذا هو النموذج الأفضل ولا ما يجب أن تذهب إليه أولاً.» نحن مرتبطون تمامًا بقردة البونوبو، الذين يتعايشون بشكل أكثر سلامًا.

لذلك إذا كان البشر سيعتمدون على الطبيعة للحصول على أسباب منطقية لسلوكنا، فليس هناك التزام بالنظر إلى أولئك الذين لديهم ذكور ألفا واضحون.

في الواقع لا شيء يمنعنا من استلهام القرود العنكبوتية ومحاولة تفهمها.

  • ترجمة: رينا ديب
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1