دراسة: التأمّل يحسن جهازك المناعيّ دون أن يفعّل الإشارات الالتهابية

وفقًا لبحث جديد من جامعة فلوريدا، التأمل تدخل سلوكي فعّال لمعالجة شتى الحالات المرتبطة بأجهزة المناعة الضعيفة.

قال الطبيب فيجايندران شاندران، وزملاؤه من كلية الطب ومعهد ماكنايت برين بجامعة فلوريدا، إن اليوغا والتأمّل تمارين كليّة تدمج الطرق الذهنيّة والجسدية لتحسين حالة الإنسان.

إن هذه الممارسات تنتشر بين الشعوب في كل أنحاء العالم؛ ووفقًا لإحصاء صحة عالميّ حديث: 14% من سكّان الولايات المتحدة الأمريكية البالغين، مارسوا اليوغا أو التأمل في العام السابق. وأثبتت عدّة أبحاث أن لهذه الممارسات فوائد صحية متعددة، منها تخفيف الضغط النفسي، والقلق، والإرهاق، والاكتئاب، والألم المزمن، وأمراض التهاب الأمعاء وأمراض القلب والأوعية الدمويّة. إلّا أنّ الآليات المسؤولة عن هذه الفوائد ما زالت غير مفهومة تمامًا.

أجرى الباحثون تحليلات جينيّة ومعلوماتية أحيائية لـ388 عيّنة دم من 106 متطّوع، أعمارهم تقارب الأربعين، وكلهم شارك في معتكفٍ للتأمّل المطول (يسمى سامياما).

أجريت تجربة السامياما في عام 2018 في معهد إيشا للعلوم الباطنية، في مدينة ميكمينفيل في مقاطعة تينيسي. واشترط فيها أن يبقى المتطوعون صامتين تمامًا ثمانية أيام، ويتأملون أكثر من عشر ساعات في اليوم، ويتبعون حمية نباتية كليًا، ونظام نوم واستيقاظ محدد. وأخذت منهم العيّنات قبل وبعد معتكف التأمل في أربع نقاط زمنية.

وجد الباحثون أن الاستجابة للإجهاد التأكسدي، وإزالة السموم، ومسارات تنظيم دورة الخلية منظمة أكثر بعد التأمل.

اللافت للنظر أن 220 جين مرتبطٍ برد الفعل المناعي مباشرة، بما فيها 68 جين مرتبط بإشارات تحفيز الالتهابات (إشارات الإنترفيرون) كانت منتظمة، مع عدم ملاحظة تغييرات تعبيرية مهمة في الجينات المسؤولة عن الالتهابات.

قال العلماء: لقد عرّفنا وشخّصنا برنامج النسخ المرتبط باليوغا الحديثة والتأمل، وقد دمجنا شبكات مختلفة بطريقة معلوماتية لتحديد شبكة اساسية خاصة بالتأمل والتحقق من صحة الكثير من تنبؤاتها.

هذه الشبكة المحورية أو الأساس تربط العديد من إشارات الطرق المناعية عبر مجموعة معروفة من الناقلين، وقد أظهرنا أن ملف تعريف النسخ الأساسي هذا معطّل لمرضى التصلب اللويحي والمصابين بعدوى كورونا -كوفيد 19- الشديدة.

والأهم من ذلك أننا أثبتنا أن اليوغا والممارسات التأملية تعزز جهاز المناعة دون أن تفعّل الإشارات الالتهابية.

أظهرت هذه النظرية التي أثبتت مؤخرًا أن الجهاز المناعي يمكن أن يتأثر بإرادته بالتدخلات غير المرتبطة بالأدوية، مثل اليوغا والتأمل. هذا يشير إلى أنّ التأمل كسلوك يمكن أن يكون له تأثيرات مهمة لعلاج العديد من الحالات المرتبطة بالالتهابات المستمرة أو المفرطة مع جهاز مناعي ضعيف.

ملاحظة: نشرت نتائج البحث في دورية The Proceedings of the National Academy of Sciences.

  • ترجمة: روان عسّاف
  • تدقيق علمي ولغوي: موسى جعفر
  • المصادر: 1