بإمكان الديون الطلابية أن تدهور صحتك القلبية وتجعلها مماثلة لصحة شخص في منتصف العمر
يواجه البالغون الذين فشلوا في سداد ديونهم الطلابية أو الذين استلفوا ديونًا تعليمية جديدة خطرًا مرتفعًا لأمراض القلب والأوعية بين مرحلة الشباب ومرحلة أوائل منتصف العمر، هكذا أعلن الباحثون في جريدة American journal of Preventive Medicine.
حظي البالغون الذين سددوا ديونهم الطلابية بصحةٍ أفضل أو مكافئة لصحة الأفراد الذين لم يكن عندهم ديون طلابية أبدًا، وهذا يقترح أن تخفيف عبء الدين الطلابي يمكن أن يحسن صحة السكان.
«بما أن التكاليف الجامعية ازدادت، استلف الطلاب وأهاليهم المزيد من الديون ليتمكنوا من البقاء في الجامعة. وبناء على ذلك، يعتبر الدين الطلابي عبئاً هائلًا لكثيرين في الولايات المتحدة، ولا زلنا نعلم القليل عن الآثار طويلة المدى المحتملة لهذا الدين على الصحة. أظهرت أبحاث سابقة أنه على المدى القصير، كانت أعباء الدين الطلابي مرتبطة بالمسائل الصحية المبلغ عنها ذاتيًا والصحة النفسية، لذا كنا مهتمين في فهم فيما إذا كان الدين الطلابي مرتبطًا بأمراض القلب والأوعية عند البالغين في أول منتصف العمر.» أوضح رئيس الباحثين آدم ليبرت، بروفيسور في علم الاجتماع، جامعة كولورادو دينفر.
انتفعت الدراسة من بيانات دراسة National Study of Adolescent to Adult Health (دراسة على 20,745 مراهقًا في الصفوف من 7 إلى 12 قوبلوا لأول لمرة خلال العام الدراسي 1994-1995).
جُمعت أربع موجات تابعة للبيانات، تتضمن الموجة 3 عندما كان المستجيبون بعمر 18-26 سنة، والموجة 5 عندما كانوا بعمر 22-44. دعي مستجيبو الموجة 5 لقيام فحوص طبية منزلية.
قيم الباحثون القياسات البيولوجية للصحة القلبية الوعائية ل 4193 مستجيب مؤهل باستخدام سلم خطر فرامينغهام للأمراض القلبية الوعائية CVD ل 30 عامًا، الذي يراعي الجنس، العمر، ضغط الدم، المعالجة الخافضة للضغط، التدخين، السكري، ومشعر كتلة الجسم، ليقيسوا احتمالية الإصابة بمرض قلبي وعائي في الثلاثين سنة القادمة من حياتهم. أخذوا بعين الاعتبار أيضًا البروتين C الارتكاسي CRP (واسم حيوي للالتهابات الجهازية أو المزمنة)
صنف الباحثون الدين الطلابي طبقًا للفئات التالية: أشخاص لم يكن عندهم دين طلابي أبدًا، أشخاص دفعوا ديونهم بين الموجة 3 و5، أشخاص استلفوا ديونًا جديدة بين الموجات، وأشخاص غارقون في الديون باستمرار.
عُدلت النماذج لمراعاة أهل بيت المستجيب والخصائص العائلية بما فيها المستوى التعليمي، مستوى الدخل، وخصائص أخرى.
وجد الباحثون أن أكثر من ثلث المستجيبين 37% لم يذكروا الدين الطلابي في كلا الموجتين، بينما 12% سددوا ديونهم، 28% استلفوا ديونًا طلابية جديدة، و24% عندهم ديون باستمرار. كان لدى المستجيبين الذين عندهم ديون باستمرار أو الذين استلفوا ديونًا جديدة درجات خطورة لأمراض القلب والأوعية CVD أعلى من الأفراد الذين لم يسبق لهم أن استدانوا والذين سددوا ديونهم.
والمثير للاهتمام أن الأشخاص الذين سددوا ديونهم كان لديهم درجات خطورة ل CVDأقل بشكلٍ كبير من الأشخاص الذين لم يكن عندهم دين أبدًا.
وجدوا قيمًا تقديرية هامة سريريًا ل CRP عند الأشخاص الذين استلفوا ديونًا جديدة أو الذين كانوا غارقين في الديون باستمرار بين مرحلة الشباب وأوائل منتصف العمر، قيمًا تجاوزت نظراءهم الذين لم يكن عندهم ديون أبدًا أو الذين سددوها.
لم يكن للعِرق أي تأثير على النتائج.
على العموم، اقترح التحليل الإضافي أن إنهاء الدرجة الجامعية يمنح فوائد صحية حتى لهؤلاء المديونين، ولكن هذه الفوائد تناقصت بالنسبة لغير المديونين. لاحظ د. ليبرت أن هذه الموجودات تؤكد التبعات المحتملة للانتقال إلى التعليم الممول بالديون على صحة السكان في الولايات المتحدة. مع أن الأدلة التجريبية واضحة بخصوص عائدات الدرجة الجامعية على الصحة والاقتصاد، هذه العائدات تأتي بثمن بالنسبة للمديونين.
«مستجيبو دراستنا بلغوا سن الرشد وذهبوا إلى الجامعة في وقت كان الدين الطلابي يرتفع بسرعة كبيرة، متوسط الديون كان حوالي 25000$ لأربع سنين في الجامعة. ارتفع أكثر منذ ذلك الوقت، تاركًا الفئات الشابة بديون طلابية أكثر من أي ممن سبقهم.»
قال د. ليبرت: «ما لم تُتخذ إجراءات لتقليل تكاليف الذهاب إلى الجامعة ومسامحة الديون غير المسددة، فمن المحتمل أن تزداد آثار القروض الطلابية على الصحة».
- ترجمة: لبنى عبيد
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1