العثور على حمض نووي لإنسان وحيوان عمره 25000 عام في كهف في جورجيا

قام فريق دولي من العلماء باسترجاع وتحليل حمض نووي بيئي لنواة وميتوكوندريا لعينات بيئية من البشر، والذئاب (الذئاب الكلبية)، والبيسون (ثور bonasus) من عينة رسوبية عمرها 25000 عام من موقع من العصر الحجري القديم في كهف ساتسربليا Satsurblia، غرب جورجيا، في القوقاز.

وهو كهف كارستي جيري تشكل من تفكك الصخور القابلة للذوبان مثل الحجر الجيري والجبس، يقع على بعد 1.2 كيلو متر من قرية كمستافي Kumistavi في منطقة إيميريتي بجورجيا، اكتشفه ن. كالندادز في عام 1975، وهو مقسم إلى عدة طبقات تعود إلى ما بين 32000 و 3000 سنة مضت.

قال الدكتور بيري جيلابيرت وزملاؤه من جامعة فيينا: «تتمتع الأنظمة الكارستية في معظم مناطق القوقاز، وتحديدًا في غرب جورجيا، بدرجات حرارة منخفضة ومستقرة على مدار العام، بالإضافة إلى حموضة منخفضة (أي لا توجد رواسب فضلات طيور في هذه الأنظمة)».

إذ عمل الباحثون على تحليل ست عينات من الرواسب من طبقات أثرية مختلفة لكهف ساتسربليا، يعود تاريخها إلى 25000 سنة مضت (أواخر العصر الجليدي) توصلوا من خلالها لما يقارب عدة ملايين من القراءات المتسلسلة من ثلاثة أنواع من الثدييات: البشر، والذئاب، والبيسون (الثور) الأوروبي.

وأضاف العلماء: «أن الجينوم البيئي البشري يمثل سلالة منقرضة ساهمت في ظهور مجموعات سكان غرب أوراسيا الحالية».

«للتحقق من صحة النتائج، قمنا بمقارنة الجينوم المسترجع بالتسلسل الجيني الذي حصلنا عليه من بقايا عظام وجدت في كهف زدزوانا القريب، وحصلنا على دليل قاطع على أوجه التشابه الجيني».

إذ وجدوا أن الجينوم البيئي للذئب كان قاعديًا (أي أقدم) بالنسبة للذئاب والكلاب في أوراسيا ويمثل سلالة قوقازية غير معروفة سابقًا، ومن المحتمل أن تكون منقرضة، وأن الجينوم البيئي للبيسون كان قاعديًا بالنسبة لسكان اليوم.

كانت بيانات الحمض النووي البشري ثابتة مع تلك المستمدة من أنثى مفردة، أو عدة أفراد من الإناث.

في المقابل، كانت بيانات كروموسوم إكس X للذئب ولثور بيسون وسيطة بين تلك المتوقعة للذكور والإناث، مما يشير إلى أن الحمض النووي جاء من أفراد من كلا الجنسين، مما يشير مرة أخرى إلى أفراد من مصادر متعددة.

وأوضح المؤلفون قائلين: «تظهر نتائجنا أن التسلسل العشوائي المحايد للحمض النووي القديم للرواسب يمكن أن يعطي بيانات على مستوى الجينوم تكون مفيدة حول أسلاف العديد من الأنواع».

«الحمض النووي المسترجع هنا أقل من حيث الكمية، وبالتالي الدقة، مقارنةً بالحمض النووي الذي غالبًا ما يُسترجع من مختلف العظام والأسنان المحفوظة جيدًا».

ومع ذلك، فقد قدم الحمض النووي معلومات مماثلة إلى حد كبير إلى تسلسل الجينوم القديم منخفض التغطية، وأتاح لنا تطبيق تحليلات تكميلية لأنواع متعددة من الثدييات لإعادة بناء بعض جوانب تاريخ سكانها».

«تشير نتائجنا إلى إمكانيات جديدة في دراسة رواسب الحمض النووي القديم، مبينةً إمكانية أن تكون بمثابة مصدر إضافي أو بديل للمعلومات على نطاق الجينوم على بقايا الهيكل العظمي».

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: الجيلي النور
  • المصادر: 1