دراسة تبين أن للسكر دورا في أمراض الكلية الشائعة
أجريت دراسة مخبرية جديدة لأعضاء الكلية تتضمن علاج داء الكلية متعددة الكيسات، وهو مرض عضال يؤثر على أكثر من 12 مليون شخص حول العالم.
أحد الاكتشافات الرئيسية في هذه الدراسة: يبدو أن السكر يلعب دورًا في تشكل الكيسات المملوءة بسائل والتي تشكل السمة المميزة لداء الكلية متعددة الكيسات، حيث تنمو هذه الأكياس عند الأشخاص وتكبر بما يكفي لتعطل وظيفة الكلية وأخيرًا تسبب فشل الأعضاء، عندها تظهر الحاجة للعلاج بالتحال (الديلزة) أو استبدال العضو المصاب.
نُشرِت النتائج في Nature Communications بمشاركة المؤلفين Sienna Li وRamila Gulieva، أجرى العلماء البحث في مختبر Benjamin Freedman وهو باحث في علم الكلية في جامعة “كلية واشنطن للطب”. وقد قال Freedman؛ وهو مؤلف مشارك: “إنّ امتصاص السكر هو أمر تفعله الكلى في كل الوقت، وقد وجدنا أن زيادة مستويات السكر في أطباق الزرع سببت انتباج الأكياس، وعندما وظفنا الأدوية المعروفة في منع امتصاص السكر في الكلى فإنها منعت هذا الانتباج. لكنني أعتقد أنها تتعلق بشكل أقل بمستويات السكر في الدم وبشكل أكبر بكيفية امتصاص السكر من قبل خلايا الكلية، والذي يبدو بهذه العملية أنه يتشرد ويزيد الأكياس”.
لقد درس Freedman داء الكلية متعددة الكيسات لسنوات في الأعضاء الناتجة من زراعة الخلايا الجذعية متعددة القدرات، تشبه هذه الأعضاء الكلى المصغرة؛ فهي تضم خلايا راشحة موصولة بأنابيب ويمكن أن تستجيب للإنتان والعلاجات بطرق موازية لاستجابات الكلى عند البشر. على الرغم من أن فريقه قد تمكن من زراعة الأعضاء (في الزجاج) التي تزيد الأكياس في داء الكلية متعددة الكيسات، فإن الآليات المسؤولة عن تشكل هذه الأكياس غير معروفة بعد.
ركز الباحثون في هذا التقرير على كيفية مساهمة جريان السائل داخل الكلية في داء الكلية متعددة الكيسات، ولفعل ذلك اخترعوا أداة جديدة دمجت عضو الكلية مع شريحة من microfluidic، مما سمح للماء، السكر، الحموض الأمينية والمغذيات أن تتدفق إلى الأعضاء التي عبرت عن الجين بعد الزرع لتشبه داء الكلية متعددة الكيسات.
قال Freedman “كنا نتوقع أن تصبح أكياس داء الكلية متعددة الكيسات في الأعضاء أسوأ تحت تدفق هذه المواد لأن المرض مرتبط بمعدل التدفق الفيزيولوجي الذي كنا نكتشفه، وقد كان الجزء المفاجئ أن عملية انتباج الأكياس ترتبط بالامتصاص؛ حيث يجري امتصاص السائل إلى داخل الأكياس من خارجها عبر الخلايا، على عكس الاعتقاد الشائع الذي يقول أن هذه الأكياس تتشكل من دفع السائل إلى الخارج عبر الخلايا، وهي طريقة تفكير جديدة بالكامل حول تشكل الأكياس.
لاحظ الباحثون من خلال تلك الشرائح أن الخلايا التي تبطن جدران الأكياس في داء الكلية متعددة الكيسات كانت تواجه الخارج عندما تتمدد وتنتبج، وبمثل ذلك فإن قمم الخلايا كانت على الوجه الخارجي للأكياس “. على الطرف المقابل فإن الخلايا كانت بمواجهة الداخل في كلى الأحياء مما يقترح أن تلك الأكياس تنمو عبر سحب السكر إلى الداخل الغني بالسائل وليس عبر إفراز السائل. أعطت الملاحظة الباحثين معلومات أكثر حول طريقة تشكل الأكياس داخل الأعضاء، ويجب أن يتم اختبار هذه الملاحظة أكثر في الحيوية. بالإضافة إلى حقيقة أن مستويات السكر تقود نقاط تطور الكيس إلى خيارات علاجية جديدة أكثر.
كما قال Freedman “إن نتائج التجربة مهمة لأنه يوجد صنف كبير من الجزيئات التي تحصر امتصاص السكر في الكلى وهي علاجات واعدة لعدد من الحالات، وعلى الرغم من أنها لم تجرب بعد لكننا نرى أن هذا يقود لمفهوم أن هذه الأدوية يمكن أن تساعد مرضى داء الكلية متعددة الكيسات بشكل مفيد”.
- ترجمة: آلاء الحجل
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1