باحث في جامعة هارفارد يحذّر من أن سباق الذكاء الاصطناعي يمكن أن يدمّر حضارة الشعوب

“كلا البلدين سيواجه كارثة”

سباق التسلح

بدأ سباق التسلح بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس القوى الدولية لكسب السيطرة المطلقة على التكنولوجيا المذهلة والتي تتنامى بشكلٍ متزايد ولكن وبحسب ماقاله أحد الباحثين في جامعة هارفارد “فإننا إن لم نضع حدّاً لهذه المنافسة بأسرع وقت فقد ينتهي المطاف بتلك الحضارة بدفع ثمنٍ باهظٍ”.

وكما كتب “Will Henshall” -باحث دراساتٍ عليا لشؤون السياسة العامة في Harvard’s Kennedy School of Government- لصحيفة Boston Globe: “تحمل هذه المنافسة مخاطر هائلةً وإذا لم تجد الولايات المتحدة والصين طرقاً لتقليل هذه المخاطر سيواجه كلا البلدين كارثةً كبيرة”.

حيث طرح “Henshall” جدالًا على أنّ الذكاء الاصطناعي هو التقنية التالية التي ستغير قواعد اللعبة، وكما هو الحال مع التطورات السابقة الأخرى ذات الأغراض العامة ستفعل البلدان كل ما في وسعها لفرض هيمنتها عليه، وفي هذه الحالة تسعى الدول في جميع أنحاء العالم إلى دمج الذكاء الاصطناعي بشكلٍ أكبر في الأسلحة المتقدمة مما يعني إنفاق الكثير من الأموال على الأمور العسكرية.

وكما قال “Henshall” فإن حكومة الولايات المتحدة أنفقت 10.8 مليار دولار في “السنة المالية” 2021 على البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي حيث جاء 9.3 مليار دولار منها من وزارة الدفاع، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة تتّجه لإنشاء موارد الذكاء الاصطناعي الضرورية مثل رقائق الكمبيوتر كي تصبح صعبة المنال بالنسبة للصين، وإنها على ما يبدو وسيلةٌ لتضييق الخناق على هذه المنافسة.

وأضاف قائلاً: “إن الإنفاق العام الصيني على الذكاء الاصطناعي أقل وضوحاً ولكن المحللين يقدّرون أنه مماثل تقريباً لنظيره الأمريكي”.

وفي سياق التاريخ الأوسع للتكنولوجيا العامة فإنّ هذا تصرفٌ طبيعي ولطالما دعمت الاختراعات الجديدة الدول واقتصاداتها وإن القوى العالمية تتحرك بسرعةٍ للتأكد من أنها تجني النصيب الأكبر من الأرباح سواءً أكانت اقتصاديةً أو دفاعيةً أو كلاهما كما في هذه الحالة.

لكن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مختلفاً اختلافاً جذرياً، “فالمحرك البخاري” على سبيل المثال، الذي يفضله الباحثون على التهديد الذي يشكّله الذكاء الاصطناعي ينتقل من النقطة A إلى B ويمكن أن يصطدم بأي شيئٍ وينهار ومع ذلك حتى أسطول من المحركات البخارية لا يمكنه تدمير أُممٍ بأكملها عن غير قصد، ناهيك عن الحضارة ككل ولكن بالمقابل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بذلك كالتجارب الذهنيّة مثل تجربة Paperclip (¹)، وفي الوقت الحالي لا نملك المعلومات الكافية لنَحولَ دون حدوث ذلك وبلا ترددٍ وخاصًة في بيئةٍ تتفوق فيها المنافسة على التعاون ونظامٍ يفضّل القوة والسرعة على التدابير الوقائية.

وكما يقول Henshall أنه عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا التي لم نفهم مضمونها حتى الآن، فإنه من الضروري جداً إعطاء كامل الأولوية للتدابير الوقائية وذلك من أجل مصلحتنا جميعاً.

(¹) Paperclip: هي تجربة ذهنيّة توضّح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن.

يدمر البشرية من خلال استهلاك الموارد الضرورية للبقاء على قيد الحياة.

  • ترجمة: عيسى حسن
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1