أصدر البابا للتو دليلاً للذكاء الاصطناعي
أصدر البابا دليلاً عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. نعم، لقد سمعت ذلك بشكل صحيح.
تعاون الحبر الأعظم -البابا الأعلى- مع مركز ماركولا للأخلاق التطبيقية في جامعة سانتا كلارا Santa Clara University’s لتشكيل معهد التكنولوجيا والأخلاق والثقافة (ITEC)، وهو هيئة تهدف -وفقًا لموقعها على الإنترنت- إلى دعوة “قادة من الأعمال والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والحكومة وجميع التقاليد الدينية والمعتقدات” لتعزيز التفكير بشكل أعمق حول تأثير التكنولوجيا على الإنسانية.
يمكن اعتباره على أنه مركز أبحاث أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بقيادة الفاتيكان.
وأول أولوية لها هي إصدار كتيب يحمل اسم “الأخلاق في عصر التكنولوجيا المبتكرة: خارطة طريق عملية”، يهدف إلى مساعدة شركات التكنولوجيا للتنقل في مجموعة كبيرة من المجالات غير الواضحة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وقال الأب بريندان ماغواير Brendan McGuire وهو قس ومستشار في ITEC لموقع Gizmodo: “لقد كان للبابا دائمًا رؤية واسعة للعالم والإنسانية، ويعتقد أن التكنولوجيا شيء جيد، ولكن عندما مع تطورها يحين الوقت لطرح الأسئلة العميقة”.
وصرح قائلاً: “كان مسؤولو التكنولوجيا من جميع أنحاء وادي السيليكون -منطقة في كاليفورنيا- يأتون إلي منذ سنوات ويقولون: ‘تحتاج إلى أن تساعدنا، هناك الكثير من الأمور في الأفق ولسنا مستعدين’، كانت الفكرة هي استخدام قدرة الفاتيكان على عقد الاجتماعات لجمع المسؤولين التنفيذيين من جميع أنحاء العالم معاً”.
لكن لكي نكون منصفين لا يركز الكتيب فقط على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. بل يغطي أيضًا مواضيع أخرى مثل التشفير والتتبع وتقنيات التعرف على الوجه.
اعتمادً على النص، يبدو أن سباق الذكاء الاصطناعي المستمر هو المُلهِم الرئيسي لهذا الكتيب.
يقول الأسقف الأيرلندي “بول تيج” Paul Tighe في فصل افتتاحي من الكتيب: “منذ أن بدأت في الاجتماع والتحدث مع ممثلين كبار في وادي السيليكون، وخاصة أولئك العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وأنا معجب برغبتهم في الحفاظ على معايير أخلاقية عالية لأنفسهم ولصناعتهم”.
وأضاف قائلًا: “هذا واضح بالفعل من عدد المبادرات التي تسعى لضمان أن تكون التكنولوجيا في ‘خدمة الإنسانية’، ‘من أجل الخير’، ‘محورها الإنسان’، ‘أخلاقية حسب التصميم’ و’منفتحة’، هذه الرغبة في الحفاظ على المعايير الأخلاقية تعكس كلاً من الالتزام الجوهري بعمل الخير والابتعاد الواقعي عن مخاطر اللإضرار بالسمعة والضرر التجاري طويل الأمد”.
بعبارة أخرى: يستخدم قادة الأعمال هذه الكلمات الرنانة عمدًا لكسب الثقة وتحقيق الربح وكسب المال. ولكن كيف تلتزم تلك الشركات بالضبط بتلك الوعود التي ترتكز على الإنسان والقائمة على مبدأ “لا تكن شريراً” ؟ وعلاوة على ذلك ما العلاقة بين كل هذا والبابا على أي حال؟
وصف “تيج” الكتيب بأنه “ثمرة تعاون غير متوقعة”، ويبدو أن الكنيسة الكاثوليكية على دراية جيدة بحقيقة أن مؤسستهم التقليدية والعالم المتقدم التكنولوجي هما عالمين مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض.
ومع ذلك يمكن اعتبار وجود اللجنة الدولية للتكنولوجيا والأخلاق للذكاء الاصطناعي كإشارة لقوة استمرارية الذكاء الاصطناعي الفعلية والمحتملة. في النهاية لم يقم قداسة البابا أبداً بنشر دليل من 140 صفحة عن العملات الرقمية.
أيضًا يجدر بالذكر أن اللجنة الدولية للتكنولوجيا والأخلاق للذكاء الاصطناعي لا تتظاهر بأن كتيبها هو بديل فعال لتنظيم الحكومة. بانتظار أن يأتي المنظمون إلى العمل – وهو شيء قد يستغرق وقتًا طويلاً. يقول المعهد إن إرشاداتهم يمكن أن تساعد الشركات الناشئة في الحفاظ على صحة المستهلك والأخلاق في الصدارة.
ذلك إذا شعروا بالميل للقيام بذلك.
وقال بريندان لموقع Gizmodo: “حواجز الحماية الأساسية ضرورية بالتأكيد، وستقوم البلدان والحكومات بتنفيذها مع مرور الوقت”. ثم تابع قائلًا: “لكن هذا الكتاب يلعب دورًا مهمًا في التتبع السريع لنهج التصميم والتنفيذ المستهلك” هذا وفقًا لتصريحات بريندان الذي يبدو أنه لا يعلم ما إذا كان البابا قد استخدم ChatGPT.
ليضيف: “هذا هو المكان الذي نحاول فيه تمكين الشركات من تلبية المعايير التي نحتاجها قبل فوات الأوان”.
- ترجمة: إلهام مخلوف
- تدقيق علمي ولغوي: عاصي عاصي
- المصادر: 1