قوة مهارات العمل الناعمة

في حال كُنتَ مُستَجِدًا في العملِ، فرُبما قرأَتَ مقالات عن أَهميةِ بناء “المهارات الشخصية الناعمة” مثل: فهم واستيعاب الغير، المرونة، التعاطف، القدرة على التكيّفِ، ومهاراتٌ أُخرى.

بالاضافة لزيادةِ البحثِ عنها مِنْ قِبَل أَرباب العَمل.

أَظهرت دراسة بَحثية، أَهمية المهارات الشَخصية بالنسبةِ للرّوادِ مِنْ رؤساء العمل; كونها تُمَيّز أَصحاب الأَداء القَوي عن أَقرانهم في العمل.

بالنسبةِ لي، عند الحديثِ عن المهاراتِ الشخصية، ليس الاستيعاب والتعاطف مع الغير تُعتَبر مِنْ السمات “الناعمة”.

كشخصٍ جَديدٍ في عالمِ الشركات، بدأَتُ أَتساءل: لماذا نَضع مهارات التعامل مع الآخرين بهذهِ الطريقة؟

عندما تَبحث عن معنى كلمة “ناعم” في القاموس، سَتجد صِفات: مقبول، هادئ، خفيف، سريع التَأَثر وضعيف.

لا تُنصِف أَيّ مِنْ هذهِ الصِفات، المهارات المذكورة سابقًا! لكن عندما نَصِفُ مهارات عملية وواضحة أَكثر، على أَنَّها “ملموسة” وليست “ناعمة أَو خفية” نكون قد أَعطينا قيمّة لإِنتاجنا في العملِ، أَكبر مِنْ مَزايا شَخصياتنا.

ولهذا الفعل تَبِعات وعواقب.

فَفي تجربتي، ممكن أَن يؤدي هذا الأمرِ إلى تَراجع الأَشخاص عن بناء علاقة صحّية مع أَنفُسَهم ومع الآخرين.

قد شَعرتُ بذلكَ خلال حياتي الدراسية، وبداية مسيرتي المهنية.

فغالبًا كان حَدسي باعطاء الأَولوية للناسِ على حسابِ الإنتاج، كان يبدو غير صحيح!

كما أَنَّي أشعُر بضغطٍ سَقيم للاستمرارِ بالقيامِ بالمزيدِ، وإِنتاج المَزيد، والمُتابعة بدون توقف; رغبةً بالنجاحِ لا الفشل.

لذا، يَجب أَن يوجد توازن بين التعامل الشخصي والمهني.

أَعتقد -في الوقتِ الذي لا يمكن فيه حل أَكثر مشاكلنا إِلحاحًا إِلّا مِنْ خلال الرغبة المُتبادلة في فهمِ بعضنا بعض- أَنَّ تصنيف المهارات بهذهِ الطَريقة يُعَد خَطأ.

فبدون التفاهم والتواصل الجَيد والقيادة الناجحة، لن نَستطيع البِدء بخلقِ بيئةِ عَمل عادلة ومُنصِفة أَكثر.

فَفي عالمٍ يَتغير بوتيرةٍ أَسرع مما نَتخيل، لماذا لا نَمنح الانفتاح والمرونة الأَولوية في العمل؟

ومع تأَكيدنا الحاجة لقيادةِ متفهمة ورؤوفة بالعملِ، بالاضافة لتَمكينِ الجيل المُقبل مِنْ جَعِل بيئة العمل وَسط شمولي أَكثر، مِنْ المُهم إدراك، أَنَّ المهارات التي نُسميها “ناعمة” هي التي نَحتاجها أَكثر مِنْ غيرِها.

  • ترجمة: جعفر حسن
  • تدقيق لغوي: فاطمة قائد
  • المصادر: 1