مَنْ كان أَذكى شخص في العالم؟

أَذكى شخص في العالم كان إسحاق نيوتن. العبقري الحقيقي الذي لَمْ يتم تجاوز براعته في أَي وقتٍ ولَن يتم تجاوزه أبدًا.

الشخص الذكي حقًا ليس فقط ذكيًا ولكنه متعلم ومبدع أيضًا.

– إسحاق نيوتن Isaac Newton

عالم رياضيات وفيزيائي ومخترع واقتصادي ولاهوتي -كان أذكى شخص عاش على وجه الأرض- ومع ذلك، كانت براعته الفريدة لها تكلفة غالية جدًا.

مَن كان أذكى شخص في العالم؟

هناك بالتأكيد العديد من المرشحين المُستَحقين. في الوقت الحاضر فإن اسم “أينشتاين Einstein” يُعتبر مرادفًا للعبقرية.

قد يقترح آخرون ستيفن هوكينج Stephen Hawking وقد يقدم أولئك الذين يقدرون الأَدب والموسيقى ويليام شكسبير William Shakespeare.

أو لودفيج فان بيتهوفن Ludwig van Beethoven. ويوصي المؤرخون ببنجامين فرانكلين Benjamin Franklin.

ماذا نقصد بكلمة “ذَكي”؟

قبل أَن أُقَدم اقتراحي الخاص، يجب أَن نُناقش أَولًا ما نعنيه بالضبط بالذكاء.

في الحديثِ العام، نستخدم بشكلٍ روتيني كلمتي “ذكي” و”ذكاء” بشكلٍ مُتَبادل، ولكنهما ليستا بالضرورة نفس الشيء.

هناك جدل مستمر بين علماء النفس وعلماء علم الأَعصاب وخبراء الذكاء الاصطناعي حول ما هو الذكاء بالفعل. ولكن لأَغراضنا هنا، سنَكتفي بتعريف قاموس البسيط وهو: “القدرة على التعلم والاستدلال والفهم، وأَشكال مماثلة من الأَنشطة العقلية; الكفاءة في فهم الحقائق والعلاقات والحقائق والمعاني وما إلى ذلك”.

ضمن هذا التعريف للذكاءِ، تكمن المعرفة العامة. فالشخص الذكي القادر على فهم الميكانيكا الكمية لا فائدة منه في المجتمع إذا كان جاهلًا تمامًا. لذلك، الشخص الذكي حقًا، سيكون عارف بالكثيرِ مِنْ الأَشياء في مواضيع مُختلفة. بعبارة أُخرى، يجب أَن يكون شخصًا مُتَعدد المواهب.

وأَخيرًا هناك عنصر الإبداع. الأشخاص الإبداعيين يفكرون بطرق لا تتبعها معظم الناس. فحين يرى المجتمع طريقًا مسدودًا يرى الشخص الإبداعي فرصة.

أَي شخص في التاريخ كان تجسيدًا جسديًا للذكاءِ والمعرفة والإبداع؟

– إسحاق نيوتن.

تأَلّقَ إسحاق نيوتن الذي لا مثيل له

ما هو معدل ذكاء نيوتن؟ من الصعب معرفة ذلك; فلَمْ تكن اختبارات الذكاء موجودة في القرنِ السابع عشر، وإذا كانت موجودة فمن المؤكد أَن السيد نيوتن لَنْ يجبر نفسه على القضاء 90 دقيقة لملء الأَشكال في اختبار اختيارات متعددة.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أَنه سينتهي من الاختبار في وقتٍ مبكر ويلتفت بالباقي من الوقت لتصحيحِ الأخطاء وابتكار أسئلة أكثر صعوبة.

لا يشك أَحد في أَن إسحاق نيوتن كان رَجُلًا ذكيًا، ولكنهً أَيضًا أَظهرَ بوضوح السمتين المذكورتين أعلاه، وهما (المعرفة والإبداع).

نيوتن كان موسوعيًا حقيقيًا. لا يتقن فقط الفيزياء والرياضيات، بل كان أَيضًا عالم دين -لاهوت-.

كان مهووسًا بالتنبؤات الأُخروية (نهاية العالم) وقام بحساب -استنادًا إلى تفسيرهِ للكتابِ المُقدس- أَن يَسوع المسيح سيعود إلى الأرضِ في عام 2060.

ووفقًا لمجلة Nature كان تفانيه في الدين كبيرًا لدرجة أَن أَكثر من نصف ما نشره من كتاباته كانت في مجال اللاهوت.

أَصبحَ أَيضًا مُلمًا بالكيمياء التحويلية. فكثير من العلماء العظماء في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أَنهُ يمكن تحويل أَي معدن إلى الذهب.

يشرح لمجلة The Economist لماذا لَمْ تكن هذه الفكرة غير معقولة تمامًا في عصر نيوتن: “نظريات الكيمياء التحويلية لَمْ تكن سخيفة. على سبيل المثال، يحتوي خام الرصاص في كثيرٍ من الأَحيانِ على الفضةِ، وخام الفضة في كثيرٍ من الأحيان يحتوي على الذهب. لذلك فإِنَ فكرة أَن الرصاص” ينضج “إلى الفضة والفضة إلى الذهب، تستحق حقًا الانتباه. اكتشف الكيميائيون أَيضًا بعض العناصر مثل الفوسفور”.

اضافة الى ذلك، في السنواتِ اللاحقة من حياته، انخرط نيوتن بالاقتصاد أَيضًا. كتب مؤلف السيرة الذاتية لنيوتن جيمس جليك James Gleick: “يوجد صراع مع مسائل نظرية النقد غير المكتملة والعملة الدولية”. وبصفته سيد مصلحة النقد، تكفل نيوتن بتعقبِ مُزَورّي العملات، وقد قام بذلك كما ذكر جليك “بجديةٍ وحتى بعنف”.

لَمْ يظهر أَي رحمة في سعيهِ اللاذع للعدالةِ.

عندما هاجم المزور السفاح وليام تشالونر William Chaloner نزاهة نيوتن الشخصية، زاد نيوتن من جهوده للقبض عليه. وفقًا لتقارير Mental Floss: “تصرف نيوتن بمثابةِ شريف مخضرم، بدلًا من العالم العظيم، حيث قام برشوة اللصوص للحصول على معلومات. بدأ بتوجيه التهديدات. وجه ضغوطًا لزوجات وعشيقات شركاء تشالونر المتورطين في الغش. بإيجاز أَصبح هاري القذر في لندن في القرن السابع عشر.”.

وفعلًا، نجحت أَعمال التحريات التي قام بها نيوتن، وتم القبض على تشالونر وشنقه.

ومما يبهر في نيوتن وما يميزه بالفعل عن الشخصيات المهمة الأُخرى، هو إبداعه الفريد من نوعه. قام بابتكار أدوات متعددة لَمْ تكن موجودة من قبل.

على سبيل المثال: من أجل دراسة التسارع كان التغير في السرعة أداة تتجاوز الجبر الأساسية. تلك الأداة التي تسمى المشتقة، هي الدالة الأبسط في الحساب التفاضلي ولَمْ تكن موجودة في القرن السابع عشر، اخترعها نيوتن.

من أَجلِ العثور على المساحة تحت المُنحنى، كان هناك حاجة إلى أَداة أُخرى تتعدى الجبر الأساسي. تلك الأداة التي تسمى (التكامل) هي الدالة الثانية الأبسط في الحساب التفاضلي.

كما هو الحال مع المشتقة فإنها لَمْ تكن موجودة في القرن السابع عشر، لذا اخترعها نيوتن.

كما اخترع تلسكوبًا عاكسًا والحواف على العملات، والتي تعمل كإجراء مضاد للسرقة يمنع “قص العملات”.

ربما تكون عبقرية نيوتن أفضل تلخيص في الاقتباس الذي ورد في سيرته الذاتية، والذي كتبه زوج ابنة أُخته في عام 1726: “سألته من صنعها فقال إنهُ صنعهُ بنفسه. وعندما سألتهُ عن أَدواتهِ، قال إنهُ صنعها بنفسهِ وضحك. وأَضاف: إِذا بَقيتُ أَنتظر الأَشخاص الآخرين ليصنعوا أدواتي وأشيائي بالنيابةِ عني، لَمْ أَكن قد صنعت أَي شيء أَبدًا…”.

التكلفة الباهظة للعبقرية

للأسف على الرغم من شهرتهِ، عاش إسحاق نيوتن حياة وحيدة جدًا.

جاءت عبقريته اللامثيل لها بتكلفةٍ باهظة؛ طبيعته الانطوائية والمعادية للتواصل الاجتماعي تشير بشدةٍ إلى أَنهُ يعاني من التوحد. وطبيعته الهاجسية والمتناقضة تشير إلى وجود اضطراب نفسي، ربما اضطراب الوسواس القهري.

تصف مجلة Mental Floss نيوتن بأَنهُ يُعاني من (كل شيء): “يتفق المؤرخون على أَنهُ كان يُعاني من الكثيرِ من الأمور. كان نيوتن يُعاني من تقلباتٍ كثيرة في مزاجه، مما يُشير إلى وجود اضطراب ثُنائي القطب.

بالاضافة إلى اتجاهات نفسية مُنتكسة; عدم قدرته على التواصل مع الناس يمكن أن يشير إلى التوحد.

كما كان لديه تقليد في كتابةِ رسائل مليئة بالهواجس الجنونية، مما يشير بشدةٍ -وفقًا لبعض المؤرخين الطبيين- بإصابتهِ بفصام.

كلما درست إسحاق نيوتن كلما أَصبح أَكثر جاذبية.

في رأيي، لَمْ يتم تجاوز عبقرية الصبي المبكر من وولستورب Woolsthorpe ولن يتم تجاوزها أَبدًا.

هذا المقال مُقتَبس من نسخة نشرت في الأصل على RealClearScience.

  • ترجمة: إلهام مخلوف
  • تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
  • المصادر: 1