أَول ذئب مستنسخ في القطب الشمالي في العالم، يبلغ عمره الآن 100 يوم

“هذا الجرو، يقربنا خطوة واحدة نحو إحياء الأنواع المنقرضة”.

ابتكر باحثون صينيون أول ذئب مستنسخ في القطب الشمالي في العالم. وهو إنجاز يمكن أن يساعد في إنقاذ الأنواع الأخرى من الانقراض وضمان التنوع البيولوجي لكوكبنا.

ما أهمية ذلك:

أثبت العلماء الاسكتلنديون في عام 1996 أنه من الممكن استنساخ حيوانات ثدية باستخدام خلية من حيوانٍ بالغ. ممكن، ولكن ليس من السهل.

كانت النعجة (دوللي) هي الاستنساخ الوحيد الناجح ضمن محاولاتهم ال 277.

لا يزال الاستنساخ عملية صعبة، فقد تم استنساخ أقل من 25 نوعًا من الحيوانات حتى الآن، لذا فإن أول استنساخ ناجح لنوع ما، لا يزال يستحق النشر بعد 25 عامًا من ولادة (دوللي).

في يوليو 2022، أنجبت بديل بيجل ذئبًا مستنسخًا صحيًا في القطب الشمالي.

مايا 2.0: بدأت الرحلة لإنشاء أول ذئب مستنسخ في القطب الشمالي في عام 2020، عندما تعاون الباحثون في شركة سينوجين للتكنولوجيا الحيوية -وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية مقرها بكين- مع المدينة القطبية (هاربين بولارلاند) باستخدام خلايا جلد تبرعت بها مايا (ذئب القطب الشمالي الموجود في هاربين بولارلاند).

ابتكر سينوجين 137 جنينًا باستخدام بيوض إناث الكلاب. ثم نقلوا 85 من الأجنّة إلى 7 من بدائل البيجل.

في يوليو 2022، أنجبت إحدى تلك البدائل ذئبًا مستنسخًا صحيًا في القطب الشمالي، سميّ أيضًا (مايا).

وقال مي جيدونغ -المدير العام لسينوجين- في مؤتمرٍ صحفي في بكين: “بعد عامين من الجهود المضنية، تمّ استنساخ ذئب القطب الشمالي بنجاح…..إنها الحالة الأولى من نوعها في العالم”.

منذ 19 سبتمبر، كانت مايا تبلغ من العمر 100 يوم، وبصحة جيدة. تعيش حاليًا مع والدتها البديلة في مختبر (سينوجين) وستنقل في النهاية إلى هاربين بولارلاند، حيث قد تضطر إلى العيش طوال حياتها; بسبب الافتقار إلى التنشئة الاجتماعية المبكرة مع الذئاب الأخرى.

قال تشاو جيان بينغ -نائب المدير العام لسينوجين-: “الذئب المولود حديثًا له نفس الجينوم مثل الذئب الأصلي، لكن الذئب المستنسخ لم يعيش مع ذئاب أخرى، وإنما مع كلب”.

نظرة مستقبلية:

ذئب القطب الشمالي ليس من الأنواع المهددة بالانقراض; ويرجع ذلك أساسًا إلى أنه يسكن منطقة نائيّة بعيدةً عن البشر.

(ومع ذلك، فإن تغير المناخ يجعل من الصعب على الأنواع، العثور على الغذاء; مما قد يعرضها للخطر في المستقبل).

تشاو جيان بينغ: “في الخطوة التالية، قد نستنسخ حيوانات برّية نادرة غير ذوات الأنياب أو القطط”.

لكن المعرفة المكتسبة من إنشاء المايا يمكن أن تساعد الباحثين في إنشاء استنساخ دقيق للثدييات الأخرى المهددة بالانقراض، أو حتى المنقرضة بالفعل.

تعمل فرقٌ أخرى حاليًا على إحياء كل من النمر التسماني المنقرض -والأكثر طموحًا- الماموث الصوفي.

قال تشاو: “من الأسهل نسبيًا استنساخ ذوات الأنياب والقطط”.

“سنواصل العمل في هذا المجال. في الخطوة التالية، قد نستنسخ حيوانات برية نادرة غير ذوات الأنياب أو القطط، وسيكون الأمر أكثر صعوبة”.

الصورة الاشمل:

تظهر أنواع جديدة بينما ينقرض البعض الآخر طوال الوقت على الأرض. ولكن إذا انقرضت الكثير من الأنواع في فترة قصيرة نسبيًا من الزمن الجيولوجي، نسمي ذلك “حدث انقراض جماعي”.

حدد الخبراء خمسة أحداث انقراض جماعي عبّر تاريخ الأرض. ويعتقد الكثيرون أن النشاط البشّري يجعلنا حاليًا في خضم السادس، مع انقراض الأنواع بمعدل أسرع ألف مرة من المعتاد لكوكبنا.

إن ضمان بقاء كوكب الأرض غنيًا بالتنوع البيولوجي، هو مفتاح بقاء جنسنا البشري.

وقد تقربنا ولادة أول ذئب مستنسخ في القطب الشمالي، الى القدرة على منع أو حتى عكس انقراض الأنواع الأخرى في المستقبل.

  • ترجمة: وداد عنتر
  • تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
  • المصادر: 1