اكتشاف هدف علاجي جديد لمرض باركنسون

اكتشف العلماء آلية جديدة تساهم من خلالها الطفرات في جين PRKN في تطوير الأشكال العائلية لمرض باركنسون. ذكر العلماء في دراسة جديدة أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لعلاجات مرض باركنسون، واكتشفوا أن الطفرات في جين PRKN تؤدي إلى انهيار الاتصالات بين أهم عاملين في الخلية هما الجسيمات الحالة الميتوكوندريا.

اكتشف علماء جامعة نورث وسترن ميديسين آلية جديدة تساهم من خلالها الطفرات في جين PRKN في حدوث الأشكال المتوارثة لمرض باركنسون. وذكر العلماء في دراسة جديدة أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لعلاجات مرض باركنسون.

الميتوكوندريا هي المنتج الرئيس للطاقة في الخلايا، والجسيمات الحالة تقوم بإعادة تدوير الحطام الخلوي الذي يتراكم من وظيفة الخلايا الطبيعية. وهذه العضيات مهمة للدماغ بنحو خاص، لأن الخلايا العصبية التي فيه تعتمد بنحو كبير على الطاقة التي تنتجها الميتوكوندريا. ذلك لأن نشاطها المرتفع يصاحب بزيادة في المخلفات الخلوية، ما يستدعي وجود الجسيمات الحالة للتخلص من هذه المخلفات.

في دراسة سابقة نُشرت في مجلة Nature، اكتشف الدكتور ديميتري كرينك وفريقه أن الجسيمات الحالة والميتوكوندريا تشكل اتصالات مع بعضها. بعد هذا الاكتشاف، حاول الباحثون فهم علاقة هذه الاتصالات بتطور مرض باركنسون.

وفي الدراسة الجديدة المنشورة في Science Advances، أفاد الباحثون أن الجسيمات الحالة تساعد الميتوكوندريا من خلال توفير المستقلبات الرئيسة للقيام بوظيفتها. على الميتوكوندريا أن تستقطب العديد من المكونات الأساسية، ولكن مصدر بعض هذه المستقلبات لم يكن معروفًا في السابق. واليوم نعلم أن الجسيمات الحالة تعمل كمصانع لعمليات إعادة التدوير في الخلايا، وبالتالي تنتج العديد من مُستقلبات التحلل التي يمكن أن تستخدمها العضيات الخلوية الأخرى مثل الميتوكوندريا.

في هذا البحث، وجد العلماء أن الجسيمات الحالة تؤمن أحماضًا أمينية مهمة تدعم عمل الميتوكوندريا. ولكنهم أيضًا وجدوا أنه في بعض أشكال مرض باركنسون، تفقد الميتوكوندريا تواصلها مع الجسيمات الحالة لأن الاتصالات بين العضيتين تتعطل. ينتج عن هذا خلل في الميتوكوندريا وفي النهاية تنكس الخلايا العصبية الضعيفة في مرض باركنسون.

قال كرينك، مؤلف الدراسة «تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن عدم انتظام التواصل بين الميتوكوندريا والجسيمات الحالة هو ما يساهم في الفيزيولوجيا المرضية لمرض باركنسون… ونرى أن استعادة اتصالات الميتوكوندريا والجسيمات الحالة يمثل فرصة علاجية جديدة مهمة لمرض باركنسون».

من منظور أوسع، تفتح هذه الدراسة طريقًا جديدًا للبحث في الاضطرابات التنكسية العصبية، من خلال تسليط الضوء على أهمية التواصل المباشر والتعاون بين العضيات الخلوية وكيفية نشوء هذه الاضطرابات.

  • ترجمة: وداد عنتر
  • تدقيق علمي ولغوي: موسى جعفر
  • المصادر: 1