يبدو أَن المعركة مع التدخين لم تُحسَم لصالحنا بعد

رغم أنَّ الجهود الوقائية والداعمة للإقلاع عن التدخين ساهمت بتراجع معدلاته في العديد من البلدان، إِلّا أَن الدرب لا يزال بعيدًا لنغلق الملف نهائيًا.

(التدخين قاتل) لعلّك سئِمت سماع هذه العبارة مرارًا وتكرارًا. غير أَن دَويّ حروفها يستحق الاعتبار والتفكّر.

ففي عام 2019 تسبب التدخين بموت 14% من الوفيات وبناءً عليه مُنِعَ كُليًا، حقًا إِنها محرقة للعمر.

وعلى العموم، نحن في طريقنا لبر الأمان; ففي البلدان المتقدمة اقتصاديًا واجتماعيًا، تساوت نسبة من أقلعوا عن التدخين مع نسبة من لا يزالون مدخنين، وتعتبر هذه بارقة أمل بالتوازي مع تراجع نسبة انتشار التدخين عالميًا من 28% عام 1990 إلى 20% في 2019. إلّا أَنهُ لا يمكن اعتبار هذا التقدم نجاحًا.

نتيجة للنمو السكاني المتزايد، فإن نسبة المدخنين تَفوق ما كانت عليه عام 1990.

جانب من الآفاق المستقبلية حول التدخين

تتسبب مادة النيكوتين الموجودة في السجائر بالإدمان; مما يجعل الإقلاع عن التدخين أمرًا شاقًا على الكثيرين. غير أَنهُ تم استحداث وسيلة تساعد على التحرر من هذا الإدمان عَبّرَ التحفيز الممغنط لمناطق الدماغ المرتبطة به.

إذ تَم اعتمادها في أمريكا، ويتم الآن العمل على تطويرها ريثما يتوصل الباحثون لإدراك حقيقة ما يجري داخل دماغ المدمن على النيكوتين.

وستستمر الحاجة الماسّة لسياسات الترغيب بالإقلاع عن التدخين إلى أن نصل لعالم خالٍ من التدخين.

وعمومًا، تحرز البلدان ذات الدخل المرتفع تقدمًا على الجوار الأقل دخلًا في هذا الصدد، بل إِن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تفكر بتقليص نسبة النيكوتين في السجائر; لتُسَهّل الإقلاع عنها. ولكن يتعذر اتخاذ إجراءات عامة ولو جزئيًا تَحد من التدخين كرفع الضرائب في البلدان ذات الدخل المنخفض كأفريقيا مثلًا; وذلك بسبب تدخل الشركات المنتجة للتبغ.

إِنَ الأَضرار الناجمة عن التدخين مفروغ منها، غير أَنَ الدور الفعلي للنيكوتين في إحداث هذه الأضرار غير مؤكد إلى الآن.

وزوّد -الانتشار المتزايد للوسائل البديلة للنيكوتين مثل السجائر الإلكترونية- الباحثين بفُرَص ودافع لاكتشاف المزيد.

  • ترجمة: آلاء نوفلي
  • تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
  • المصادر: 1